مذكرات طفل-3- الفضول

الفضول مفتاح المعرفة

كان عندي فضول للتعرف على كل شيء, السؤال عن كل شيئ, حتى عجز والدي عن إجابتي على بعض تساؤلاتي, كان يقول لي:” أنت بحاجة لدائرة المعارف لتشفى فضولك وترد على كل تساؤلتك”. من الممكن أن والدي كان يتململ من كثرة أسئلتي, أذكر يوماً احد الأسئلة التي  طرحتها عليه ولم اجد عنده الإجابة:” لماذا سمي هذا النوع من السمك بالسلطان ابراهيم؟”.

 

لا يتوفر وصف للصورة.

 

الفضول أخرجني

في سن الثامنة خرجت من البيت في أول خروج منفرد مستقل إلى عالم عشقته وصرت أتردد عليه يومياً وعلى مدار الساعة,  الفضول نعم الفضول هو الذي قادني إلى التردد على دكان الحي, دكان العم شكيب, فضول المعرفة والتعرف والإختلاط والتخالط مع المجتمع المحيط والتواجد في قلب الحركة الإجتماعية التي كانت تجري في الدكان, شكيب كان دكانه نادي او منتدى ومكان لقاءات وتلاقي أغلب أهل الحي من الصبية والشباب والرجال والشيبة وحتى النساء.

 

دكان الحي حيث الحركة الإجتماعية المصغرة.

 

دكان زمان

تدور في الدكان مختلف الأحاديث من كل المستويات المعرفية بدءاً من الأمية وصولاً إلى الثقافة وأصحاب الإختصاص وما بينهما من يوميات النسوة والشبان والرجال والأطفال, لذلك جذبني هذا الدكان, جذبني بقوة, كنت أرتاده يومياً بل على مدار الساعة, أجلس عند شكيب على مقعد مستحدث هو عبارة عن تنكة جبنة فارغة مقلوبة وملبسة بغلاف من الكرتون.

إقرأ أيضاً مذكرات طفل-2-

وجدت نفسي

كنت كالمنقاد عنوةً أرتاد هذا الدكان, طفل لم يتجاوز سنواته الثمانية لا يرتاح  ولا يجد مستقره النفسي والإجتماعي إلا في هذا الدكان, قبل ذلك وقبل أن يتاح لي الخروج من المنزل ساعة أشاء كنت أنتظر شكيب انا واخوتي على شرفة المنزل أو من وراء النافذة, ننتظره حتى يفتح لنصيح جميعاً :” فتح شكيب فتح شكيب…” أصبحت ردة نرددها كردة شعبية ليوم عيد مفرح, كلما فتح باب الجرار وسمعنا صوته الحديدي نركض نحو الشرفة لنتأكد من وصوله وفتحه للباب ونصرخ بأعلى صوتنا مجتمعين:” فتح شكيب وفتح شكيب…” وعندما نجده مقفلاً نقول بخيبةٍ:” مسكر شكيب مسكر شكيب…”.

نخرج مسرعين مهرولين نقطع الشارع الضيق الذي يفصل بيتنا عن محله, أقل من ثلاثة أمتار تفصله عن شرفة المنزل, ندخل دكانه ولم ينته بعد من ترتيبات الفتح, نشتري البسكوت والشوكولا والبوظة والمرطبات والبزورات وكل جديد ينزل إلى سوق سلع الأطفال من أنواع مختلفة وجديدة وجذابة.

 

في قلب الحي

بيتنا كان منزلاً أرضياً محاطاً بحديقة لها سور إسمنتي متوسط الإرتفاع يعلوه سور حديد من الأسلاك الحديدية المتشابكة والمقطعة إلى مربعات صغيرة نستطيع من خلاله الرؤية بكل وضوح, منزلنا هذا الأرضي المحاذي للشارع كان سبباً رئيسياً في التواجد في قلب الحي بالقرب من ساحته وزاروبه وشارعه الضيق ودكانه حيث كنا نرى ونشاهد ونرصد لا شعورياً عن قرب حركة الجيران والسيارات ومداخل البنايات والزوار والضيوف والقادمين والمغادرين وكأننا نعيش وسطهم ومعهم وفي قلب حياتهم.

 

المصادر

  1. المرسال
  2. new edu
  3. الدستور
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

فلسطين امانة


This will close in 5 seconds

Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنني أن أساعدك؟