التنشئة الإجتماعية

التنشئة الإجتماعية

التنشئة الاجتماعية

المقدمة:

تعتبر عملية التنشئة الاجتماعية من أولى العمليات ومن أخطرها شأناً في حياة الفرد. وذلك لأنها تمثل الدعامة الأولى التي ترتكز عليها مقومات شخصيته ، حيث يمر الفرد منذ ولادته بمراحل عدة من خلالها يدخل في علاقة تفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه متأثرًا بالمعايير والقيم السائدة ويكتسب خبرات تعدل من سلوكه وتنمي شخصيته ، لأداء دوره كفرد فاعل في المجتمع .

وتعد التنشئة الإجتماعية من العمليات الأساسية فى حياة الإنسان. وتكمن أهميتها فى أنها تقوم بتحويل الفرد من مخلوق ضعيف عاجز إلى شخصية قادرة على التفاعل فى المحيط الإجتماعى الذي يحتويه كما تساعد الفرد على الانتقال من الإتكالية المطلقة والاعتماد على الأخرين إلى الاستقلالية والاعتماد على النفس عبر المراحل الارتقائية من عمره.

خصائص التنشئة الإجتماعية:

التنشئة الإجتماعية هي العملية التي يتم من خلالها دمج الفرد في المجتمع ودمج ثقافة المجتمع في الفرد، وتتصف عملية التنشئة الإجتماعية بخاصية الديمومة والإستمرارية، إذ ترافق الفرد في مختلف مراحل حياته .

  1. تُعتبر من أهم طرق نقل ثقافة المجتمع من جيل إلى جيل والمحافظة عليها.
  2. عملية تحقق للفرد بعده الاجتماعي
  3. تُساهم التنشئة الاجتماعية في تحويل الأعراف الاجتماعية إلى قواعد اجتماعية مُلزمة للفرد.
  4. هي عملية لا يقتصر القيام بها على الأسرة فقط ، لكن لها وكلاء كثيرون مثل الأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام المختلفة
  5. هي عملية نفسية واجتماعية في آن واحد
  6. هي عملية مستمرة لا تقتصر فقط على الطفولة ولكنها تستمر خلال مراحل العمر المختلفة
  7. تُزيل التنشئة الاجتماعية الصفات الخفية للطفل، وتنميه عقلياً وجسدياً واجتماعياً.

أهداف التنشئة الإجتماعية:

تساهم عملية التنشئة الإجتماعية في التوفيق بين دوافع الفرد ورغباته ، ومطالب واهتمامات الآخرين المحيطين به ، وبذلك تحول الفرد من طفل متمركز حول ذاته ومعتمد على غيره ، هدفه إشباع حاجاته الأولية ، إلى فرد ناضج يتحمل المسؤولية الإجتماعية ويدركها ويلتزم بالقيم والمعايير الإجتماعية السائدة ، فيضبط انفعالاته ويتحكم في إشباع حاجاته وينشيء علاقات إجتماعية سليمة مع غيره

  1. ان التنشئة الاجتماعية تعمل على تحويل الطفل من طفل يعتمد على الاخرين الى فرد يعتمد على نفسه ويدرك معنى المسؤولية.
  2. إكساب الفرد مبادئ واتجاهات المجتمع الذي يعيش فيه حتى يؤدي واجباته.
  3. تحقيق النضج النفسي.
  4. ضبط السلوك الداخلي للفرد والمتمثل بالضمير، وتوجيهه بطريقة ايجابية ليطلق عليه بمصطلح الضمير الحي.
  5. تحقيق النضج النفسي والامن الصحي في الجوانب المعرفية والانفعالية.
  6. تعليم الطفل العقيدة والأداب الاجتماعية والاخلاق، لتحديد اتجاهاته في المجتمع.
  7. تحقيق النضج النفسي للفرد.

التنشئة الاجتماعية

العوامل المؤثرة في التنشئة الإجتماعية:

تتأثر التنشئة الإجتماعية بعدد كبير من العوامل من البيئة المحيطة ، وهذه العوامل تساهم بشكل كبير في عملية التنشئة الإجتماعية،  والتي يصعب إبعادها أو تفاديها ، من أهم هذه العوامل:

  • عوامل داخلية:

  • الأسرة: حيث تتحول الأسرة من خلال الزواج ومن ثم الانجاب إلى أهم عناصر التنشة الاجتماعية للطفل، بل ومن أهم المؤسسات؛ وذلك لأن شخصية الفرد تتكون في هذه المؤسسة، وتسهم في بناء أفراد أسوياء أقوياء، ويظهر ذلك من خلال السلوك السوي الذي ينتهجونه، والدور الإيجابي لهم في الحياة.
  • نوع العلاقات الاسرية: تؤثر العلاقات الأسرية في عملية التنشئة الإجتماعية حيث أن السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك الأسرة. مما يخلق جواً يساعد على نمو الطفل بطريقة سليمة ومتكاملة. كما تؤثر من خلال مدى إدراك الأسرة لحاجات الطفل وكيفية اشباعها والأساليب التربوية المناسبة للتعامل مع الطفل.
  • الوضع الإقتصادي للأسرة: أكدت الدراسات أن هناك ارتباطاً بين الوضع الاقتصادي للطفل وبين الفرص التي تقدم لنموه.
  • نوع الطفل (ذكر أو أنثى): حيث إن أدوار الذكر تختلف عن أدوار الأنثى. والطفل الذكر ينمى في داخله المسؤولية والقيادة والاعتماد على النفس، في حين أن الأنثى في مجتمعاتنا الشرقية، غالباً، لا تنمى فيها هذه الأدوار.
  • عوامل خارجية:

  • المدرسة: تلعب المدرسة دوراً مكملاً لدور الأسرة حيث تعمل على الرعاية النفسية للطفل. وذلك بإدماجه مع زملاءه من خلال مشاركته في أنشطة عديدة من قراءة ورياضة… ومن الناحية الاخلاقية حيث تعمل على تحسين سلوك الطفل وزرع فيه صفات الإحترام والصدق والتعاون مع الآخرين و من الناحية العلمية والتربوية على تنمية قدراته الفكرية وإكسابه خبرات.
  • الدين: ان الدين له أثره الواضح على النمو النفسي والصحة النفسية ، والعقيدة حيث تتغلغل في النفس تدفعها إلى سلوك إيجابي ، والدين يساعد الفرد على الإستقرار والإيمان وينير الطريق أمام الفرد من طفولته عبر مراهقته إلى رشده ثم شيخوخته.
  • الأصدقاء: يُساهم الأصدقاء في بناء روابط شخصية بينهم، حيث يتعلمون من بعضهم البعض. يؤدي اللعب مع الأصدقاء إلى تعلم مبادلة الأدوار. وتؤيد الصداقة في مرحلة المراهقة إلى توجيه الاهتمامات الشباب إلى الموضى والموسيقى والمخدرات والتكنولوجيا.
  • وسائل الاعلام: تؤثر وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وتلفزيون… بما تنشره وما تقدمه من معلومات وحقائق وأخبار ووقائع وأفكار وآراء لتحيط بالناس علماً بموضوعات معينة.
  • التقليد: وهو نسخ الأفعال الصادرة عن الأفراد المحيطة بالشخص، وبالتالي اكتساب السلوكيات منهم، وقد يكون التقليد واعياً أو غير واع، أو عفوي أو متعمد، أو إدراكي أو فكري.
  • ثقافة المجتمع: لكل مجتمع ثقافته الخاصة المميزة له والتي تكون لها صلة وثيقة بشخصيات من يحتضنه من الأفراد ، لذلك فثقافة المجتمع تؤثر بشكل أساسي في التنشئة ، وفي صنع الشخصية للفرد.
  • الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع: حيث أنه كلما كان المجتمع أكثر هدوء واستقرار ، ولديه الكفاية الإقتصادية كلما ساهم ذلك بشكل إيجابي في التنشئة الإجتماعية ، وكلما سادت به الفوضى وعدم الإستقرار السياسي والإقتصادي كان العكس هو الصحيح.

الخاتمة:

في الختام يمكن القول أن عملية التنشئة الاجتماعية لا تقتصر على مجال واحد، ولا على تنمية جانب واحد. انما هي عملية تستهدف جميع المجالات، الفكرية والعاطفية، إذ تعمل على تيسير الفرد بالطريقة التي تكسبه القيم في المجتمع. لذلك فان التنشئة الإجتماعية من أخطر العمليات شأناً في حياة الفرد لأنها تلعب دوراً أساسيا في تكوين الشخصية الإجتماعية للفرد.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

فلسطين امانة


This will close in 5 seconds

Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنني أن أساعدك؟