التحول الرقمي: خيار لا بد منه
التحول الرقمي: خيار لا بد منه
لعل التحول الرقمي هي أكثر جملة سمعتها خلال اجتماعاتك۔ قد يختلط مفهوم التحول لدى بعض الأشخاص. فالبعض يعتقد أنه وبمجرد الاستعانة ببرنامج أو برنامجين جدد تحولت شركته أو مؤسسته رقمياً. أو حتى التحول إلى التركيز في تحويل الشركة من شركة تعتمد على المراسلات الورقية إلى شركة تعتمد على البريد الإلكتروني. لكن التحول الرقمي أكبر بكثير من هذا.
تعريف
هو التطور في طريقة العمل بحيث يقل العمل الروتيني المضني و يزيد وقت التفكير بالتطوير۔
كذلك يُعتبر تسريع في طريقة العمل بحيث يتم اتباع تطور التكنولوجيا الكبير الحاصل لخدمة عملك بشكل أسرع و أفضل.
أيضا فهو زيادة الكفاءة في خط سير العمل بحيث تقل الأخطاء وتزيد الإنتاجية. زيادة عدد أعضاء فريقك من دون الحاجة إلى توظيف۔ وتسخير التكنولوجيا لتطوير العمل وتسهيله وجعله اكثر وضوحا وانتاجية.
أهميته؟
منظومة العمل والأعمال تحتاج إلى أن تواكب التطور الحاصل في التكنولوجيا. ذلك أن التكنولوجيا غيرت من طريقة تفكير و سلوك المستهلكين۔
من كان يتوقع في يوم ما أن يكون دعم العملاء لغالبية الشركات عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي.؟
أو أن تستطيع أن تطلب أي سلعة من أي مكان بالعالم بكبسة زر بل بلمسة شاشة ويصل إلى بيتك ، حتى سيارة الأجرة تصلك الى باب بيتك وتوصلك الى اي مكان وتدفع النقود عن طريق التطبيق الالكنروني.
إن لم تسارع الشركة في مواكبة ما هو حاصل حولها ستفشل حتماً و هذا ما حدث لعدة عمالقة من بينهم شركة الجوالات الشهيرة نوكيا وبلاك بيري.
التحول الرقمي مهم:
إن لم تقم به، سبقك به منافسوك
ستجعل أعمالك أكثر ربحية۔
يتوقع المدراء في الشركات الكبرى أن تكون نصف أرباحهم من الجانب الرقمي من شركاتهم۔
ستكون أكثر فاعلية في العمل عن طريق التماشي مع التكنولوجيا الموجودة حولك
موظفوك و عملائك يعيشون في عالم رقمي متسارع و يطبقون معظم ما يخص التحول الرقمي۔
كيف ابدأ في التحول الرقمي لشركتي؟
البدء في التحول الرقمي ليس سهلاً ابدأ، فهو عملية طويلة ومتعبة لكن مهمة۔ أول خطوة تحتاجها هي أن تبدأ بلمس الفرق بين الرقمي واليدوي عن طريق الإطلاع وخصوصا في الشركات والأعمال التي بدأت بتطبيقه وترى الفرق في السرعة والأداء والنتائج والأرباح, وثانياً بعمل برمجة خاصة بك تناسب اعمالك على مقاس اشغالك ومتطلباتك وثالثا بتدريب كبار متخذي القرار والمدراء و من ثم نزولاً إلى أصغر موظف موجود بالشركة أو المؤسسة۔
وقبل كل شيء يجب أن يتم وضع خطة استراتيجية و تحديد الأهداف الخاصة بالتحول، ثم تبدأ رحلة البحث عن التكنولوجيا المناسبة لك ولحاجاتك وأخيراً التدرب وأخذ الخبرة اللازمة لتطبيق التحول۔
خطوات التحول الرقمي الناجح:
القيادة
تُعد القيادة أحد أهم العناصر لأي مبادرة، لأنها تصدر المعلومات، وتساعد على التحفيز، وتستلهم الأفكار.
وهنا يتمثل أهم جانبين للقيادة في تعزيز التطبيق القيادي للتحول الرقمي وتوفير السرعة المرتبطة بالتحول الرقمي. وهذا يعني أنه يتعين على الإدارة والإدارة العليا وحتى الرئيس التنفيذي تطبيق التحول الرقمي وان يشعروا بالحماس تجاه هذا السلوك الجديد.
بدأت معظم المؤسسات في تدريب الإدارة وكبار الموظفين قبل أشهر من تطبيق مبادرة التحول الرقمي لهذا الغرض. هل يمكن أن تعمل القيادة في الواقع على تعزيز نجاح مبادرة التحول الرقمي؟
قد أظهرت عدة ابحاث أن المؤسسات التي لديها كبار موظفين مشاركين بفعالية في هذا التحول تزداد فرص نجاحها في تحقيق تحول رقمي ناجح بنسبة 73%.
وبالرغم من أن هذه الإحصائية لا تعكس الحقيقة التي تتمثل في أن المؤسسات التي لديها قادة من الموظفين المشاركين بفعالية ربما يحققون التحول بشكل أفضل وذلك لانهم قد تتوفر لديهم أيضًا البرامج التي تساعدهم على تحقيق تحول ناجح، من المهم مراعاة ذلك.
التواصل
يُعد التواصل الجيد عنصرًا أساسيًا لتحقيق التحول الرقمي. إذ انه من المهم إعداد سرد واضح يتعلق بالتحول، لكي يفهم الموظفون وظيفة الأدوات، وسبب استخدامها، وضمان معرفة الموظفين بأن الأمر لا يتعلق بإعادة الهيكلة وسيتم توفير الحماية لوظائفهم.
وهذا يعني أيضًا توفير موارد واضحة للموظفين لتعلم مهارات جديدة، وفهم التقنيات الجديدة، وتطبيق الأفكار التي يتم تشجعيهم عليها.
الأفكار
إن تعزيز استخدام الأفكار الصحيحة لتحقيق التحول الرقمي يُعد أمرًا هامًا. وهذا يعني توفير خط واضح للاتصال متعلق بالجدول الزمني، والنتائج، والأهداف. يمكنك إعداد جدول زمني، وتقديم حلقات العمل والدورات، وتوفير التعلم الإلكتروني، وإعداد مبادرات، مثل المنصات الافتراضية أو اللوحات الرقمية التي تعرض النتائج لاستمرار تحفيز الموظفين وتحقيقهم للتطور.
- برامج لتنمية المهارات اللازمة لتحقيق التحول الرقمي
- تحديد أهداف لإلحاق موظفين جدد تتوفر لديهم الأفكار الصحيحة
- برامج مخصصة لتحديد المهارات اللازمة لتحقيق النجاح وتطويرها
- حلقات عمل بشأن التطبيق لمساعدة الموظفين الموجودين على إدخال التغييرات في طرق العمل والأفكار
يُمثل تغيير الأفكار تحديًا صعبًا في تحقيق التحول الرقمي، لكنه يُعد أحد أهم عوامل نجاح هذا التحول على المدى البعيد.
الأدوات الرقمية
تُعد الأدوات الرقمية أحد المفاتيح الرئيسية لتحقيق تحول رقمي حقيقي. وتُعد الركيزة الأساسية لجملة “التحول الرقمي”، والتي تعني أن خيارك واستخدامك للأدوات الرقمية ربما سيساعد على تحقيقك للتحول أو الحيلولة بينك وبين تحقيقه.
اختيار الأدوات المناسبة
كثيرًا ما تكون الأدوات الرقمية هي أول ما يتبادر إلى أذهان الناس عند التفكير في التحول الرقمي. حيث كثيرًا ما يتمثل الهدف في ترقية أنظمة المؤسسات إلى تطبيقات السحابة (cloud) والتطبيقات الأولى الرقمية لتوفير فرص جديدة، وطرق مختلفة للعمل، والمزيد من الأعمال المتنوعة.
سيعتمد التطبيق الفعلي للتحول الرقمي بشكل كبير على مؤسستك واحتياجاتها:
- الشبكات الافتراضية والشبكات الخاصة الافتراضية
- الإدارة المركزية للشبكات، وأجهزة السيرفر، والأدوات
- التواصل الرقمي من خلال التطبيقات، واللوحات الرقمية، والأدوات
- تقنيات PaaS أو IaaS الافتراضية وتشمل تلك أجهزة الكمبيوتر، وأجهزة السيرفر، والشبكات
- اتصال VoIP، ومؤتمرات الفيديو (Video Conference)، وغيرها من تقنيات التواصل
- شبكات الطباعة الافتراضية
يمكن أن تقلل التقنيات الرقمية من التكاليف لكنها تُعد أمرًا بالغ الأهمية لتقييم احتياجات وتكاليف تطبيق التحول من أجل تحديد ما إذا كان التحول إلى تقنية جديدة يُعد قرارًا مربحًا أم لا، ولماذا.
تكوين هيكل
أدوات رقمية داعمة ذات هيكل بجودة عالية وتشمل تلك الادوات: الشبكات، وأجهزة السيرفر، والإدارة المركزية، وقابلية التوسع. سيكون هذا أمرًا بالغ الأهمية استنادًا إلى الأدوات والحلول التي تختارها، حيث إنك قد تزيد بشكل كبير من حمل الشبكة أو حمل جهاز السيرفر وذلك من خلال تحويل المزيد من العناصر إلى عناصر رقمية.
وهنا، يتعين على الكثير من المؤسسات التفكير في تكوين شبكة قوية للغاية، حيث قد ترغب في استخدام حلول سحابية لأجهزة السيرفر وتخزين البيانات. لماذا؟ إن أجهز السيرفر السحابية (Cloud) قابلة للتحجيم، ويمكن الوصول إليها من أي مكان، ولديها القدرة على تقليل التكاليف في المؤسسات بشكل كبير وفي الوقت ذاته توفير المزيد من المزايا، والأمان، والحلول.
- هل تدعم شبكتك أحمالاً مقدرة وتحتاج إلى أداة جديدة؟ على سبيل المثال إذا كنت تستخدم أداة PaaS وتتحول إلى Azure مع الأجهزة الافتراضية، فهل تدعم شبكتك احتياجاتك الجديدة؟
- هل التشغيل التلقائي للشبكة (الأمان، وإدارة الوصول، وما إلى ذلك) ممكن حاليًا؟
- هل الإدارة المركزية ممكنة حاليًا؟ ما التغييرات التي يتعين إدخالها في الجهاز لتمكينه؟
- هل يمكن الوصول إلى المعلومات بسهولة في المؤسسة؟ وخاصة من خلال الفرق المتعددة الوظائف؟
تغييرات العملية
من الضروري متابعة التغييرات في الأدوات بالإضافة إلى التغييرات في عمليات الشركات وآليات العمل. تبدأ الكثير من المؤسسات في استخدام إطارات عمل مثل Agile في أثناء التحول الرقمي، والذي يتطلب تغيير العمليات وطرق العمل. تحاول مؤسسات أخرى تنفيذ التحول الرقمي دون إدخال تغييرات على طرق العمل. ستفشل تلك الشركات على الأرجح لأن هدف التحول الرقمي يتمثل في تغيير طريقة عمل الموظفين ايضا.
يعني التحول الرقمي الناجح أن الموظفين يستخدمون آليات عمل أسرع وأكثر مرونة لفتح المجال للابتكار، وتقديم الخدمات سريعًا للعملاء، وتقليل التكاليف في حالة الفشل.
وهذا يعني:
- استخدام التشغيل التلقائي كعنصر عمل قياسي، وتحديدًا لإدارة الشبكات، وإدارة الطباعة، والأمان
- إدماج العمليات في الأدوات، ولذلك يتعين على الموظفين اتباعها كجزء من العمل
- إدماج الوثائق والامتثال في الأدوات لضمان اتباعها
- استخدام السلوكيات المرغوب فيها، مثل التعاون الداخلي، في إدارة الأداء
- إنشاء عمليات لتعزيز السلوكيات المرغوب فيها، واستخدام التكنولوجيا، وطرق العمل، مثل آثار الأحداث الماضية الأسبوعية لمناقشة كيف استُخدمت التكنولوجيا وما الذي قد يكون أفضل
إن التحول الرقمي يتمثل في تطبيق التكنولوجيا الحديثة واستخدامها لكي تكون أكثر تنوعًا، من أجل تحقيق التحول سريعًا، وكثيرًا ما يكون ذلك لتقليل التكاليف. لكن، يمكن أن تكون هذه التغييرات مضيعة للوقت، ومكلفة، وأحيانًا تكون لها تأثيرات سلبية على المؤسسة ذاتها.
إن إدخال التغييرات عادةً ما يعتمد على اتخاذ خطوات لتعزيز الاستخدام والتشجيع على التغيير، وإنشاء هيكل لدعم ذلك التغيير، وتحديد أهداف للعمل على تحقيقها. وعلى أساس مؤسستك، ستحتاج إلى مجموعة من وسائل التحفيز والاتصال، والأدوات، وآليات العمل لدعم ذلك التحول حتى ينجح نجاحًا حقيقيًا.
المصادر: