مشاكل الشبكات الاجتماعية

مشاكل الشبكات الاجتماعية

مع التقدم التقني، مشاكل الشبكات الاجتماعية  توافرت وسائل التواصل الاجتماعي مع الجميع، ورغم إيجابيات هذه الوسائل أحيانًا، إلا أنها سلاح ذو حدين.

فالإفراط في استخدام الشبكات الاجتماعية أو استخدامها بشكل خاطئ يتسبب في الكثير من الأضرار النفسية والاجتماعية والصحية على الصغار والكبار، ومنها:

العزلة

تناقض عجيب بأن تكون الشبكات التي من المفترض أنها تجمعنا هي نفسها أداة لتضعييف العلاقات الاجتماعية، ولفهم هذا، يجب أن نفرق أولًا بين التواصل بين الأفراد وبين العلاقات الاجتماعية بمفهومها الواسع، فالتواصل هو وسيلة من وسائل تقوية العلاقات الاجتماعية في المجتمع، لكن الترابط الإجتماعي مفهوم أوسع بكثير ولا يقتصر فقط على التواصل. كذلك يجب فهم التواصل بشكل جيد، فالتواصل الذي يتم عبر الحياة الافتراضية هو تواصل يكاد يكون خاليًا من المشاعر المتدفقة لانه تواصل تنعدم فيه لغة العيون ولا تظهر به تقاسيم الوجه. التواصل الإلكتروني تواصل جاف جامد، يكاد يناسب الروبوتات الآلية أكثر من الإنسان.

فمثلًا عندما ترى أحد الأصدقاء في الفيس بوك يكتب عن وفاة أحد أقربائه، تجد سيلًا من الردود المتشاهبة أو المتطابقة، كلمتين أو ثلاث كلمات متكررة وكأنه روبوت يقوم بتكرار تلك الكلمات في تلك التعليقات لكن بأسماء مختلفة. فرق كبير بين تلك التعليقات المتبلدة وبين صوت الإنسان المليئ بالمشاعر والأحاسيس عندما يعزي صديقه باتصال، وفرق أكبر بينه وبين تلك العيون الحزينة والتعبيرات المتعطافة التي تظهر في الوجه عندما يعزي الصديق صديقه بنفسه. إن التواصل ليس فقط بالكلمات، فالكلمات لا تصنع تواصلًا، الكلمات تنقل المعلومة كمعلومة جافة، فهي لاتنقل الأحاسيس والمشاعر المصاحبة لتلك الكلمات ولا النظرات وغيرها، لذلك فتلك الشبكات وسيلة سيئة للتواصل بين الناس، رغم أنها قد سهلت في مجال التواصل العملي والمهني.

كذلك من الأمثلة حين ترى اجتماع الأهل في البيت على طاولة الطعام، لكن في نفس الوقت ترى كل شخص منشغل مع هاتفه في الواتساب أو تويتر أو غيرها من التطبيقات الأخرى، تراه مهتمًا بالتواصل الافتراضي مع البعيدين وإهمال التواصل الحقيقي من القريبين، وقد لا يجيب الإبن أباه في نفس المجلس إلا إذا أرسل

له عبر الواتساب، وهذه مشكلة حقيقية.

اقرأ ايضا: أهم مواقع التواصل الاجتماعي

هدر الوقت

وهي مشكلة أغلب المستخدمين، فأحيانًا تقوم بالدخول إلى صفحتك الرئيسية في شبكة من شبكات التواصل الاجتماعي لرؤية شيء محدد كأن تقرأ رسالة أو تتأكد من اسم شخص أو غير ذلك، لكنك عندما تفتح الصفحة الرئيسية وخاصة في الفيسبوك أو الانستاجرام، تبدأ بقراءة المنشور الأول الظاهر لديك في الصفحة من باب الفضول، ثم تنزل إلى الذي تحته، ثم تنزل أكثر وتقرأ أكثر اعتقادًا منك بوجود شيء قد يكون هامًا، ثم … إلى أن تتفاجأ بأنك قد أمضيت ساعة أو اكثر وأنت تنتقل من منشور إلى آخر.

مشكلة ضياع الوقت تؤثر على حياة الشخص وإنجازاته ونشاطه. فبالرغم من كون هذه الشبكات وسيلة جيدة، إلا أن استعمالها بشكل غير محكم ومنظم قد يؤدي إلى إهدار الكثير من الوقت يوميًا في صفحات تلك المواقع وبداخل تطبيقاته بلا فائدة تذكر، فساعة واحدة في اليوم قد لا تؤثر، لكن ساعة واحدة كل يوم سوف تؤثر على المدى الطويل وخاصة لأولئك الذين لديهم أهداف محددة ويسعون بجدية لتحقيقها، فهم بالتأكيد يشعرون بهذه المشكلة لأن وقتهم ثمين.

حب الذات

حب النفس بدرجة كبيرة أو ما يسمى بالنرجسية هي أحد إحدى مشاكل مواقع التواصل الاجتماعي. كل شخص يحب نفسه بدرجات متفاوته، لكن عندما يزيد هذا الحب ويطغى على شخصية الانسان وتصبح جميع اهتماماته وأنشطة متمحورة حول نفسه، حينها يصاب بلعنة حب الذات. هذه المنصات المخصصة للكتابة والتعبير عن الرأي قد تستدرج الشخص إلى التفاخر بآرائه وكتاباته تدريجيًا إلى أن تجعل منه كائنًا نرجسيًا.

هل تساءلت يومًا لماذا الفيس بوك يضع إمكانية الإعجاب بالمنشور ولم يضع إمكانية عدم الإعجاب؟

السبب هو أن تلك الإعجابات تشجع المستخدم أن يكتب أكثر كلما رأى عدد الإعجابات يزيد، وكلما زادت الكتابة وزاد التفاعل كان هذا أفضل لتلك المواقع في جلب مكاسب أكثر، لكن إذا كانت خاصية عدم الإعجاب موجودة فسوف يقلل هذا من نشاطهم عند عدم الإعجاب بما يكتبون.

عندما يصبح هدف الشخص زيادة عدد الاعجابات والتعليقات الايجابية، ويصبح هذا هو الدافع الأساسي لما يكتب أو ينشر، وتصبح حالته النفسية وراحته متعلقة بهذه الأشياء، فلقد جعل من نفسه كائنًا نرجسيًا.

فقدان موثوقية المصادر

في عالم الشبكات الاجتماعية تغيب المصادر الموثوقة وحقوق الملكية الفكرية، فتجد أحدهم يكتب منشورات مميزة تجذب الآلاف من المعجبين كل مرة، لكن يتضح أنه كان ينسخها من مواقع أومصادر خارجية، أو يأخذ أي صورة ويضعها في منشوره كي يجذب مئات الإعجابات دون أن يتحقق من رخصة استعمال تلك الصورة.

المشكلة الأكبر عندما تغيب ثقافة كتابة المصادر. فانتشار الأخبار الكاذبة كالنار في الحطب في هذه المواقع، وخاصة تلك الأخبار

المثيرة والحساسة. فقد يكتب أحدهم وجهة نظره حول قضية معينة، فتجد العشرات يكتب وجهة النظر تلك عبر صفحاتهم، لكن مع بعض التغييرات، ثم يكتب المئات عن أولائك العشرات، ثم تأتي بعض

المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت فتنشر ذلك الرأي على أنه خبر أكيد، لكنه قد حُرّف وعُدّل قليلًا حتى تحول من مجرد رأي إلى خبر وواقع، وعندما يغيب المصدر تغيب الحقيقة، فلا يتمكن المتابع أو القارئ من الوصل إلى مصدر الخبر كي يتأكد بنفسه، فلو أن كل شخص كتب المصدر الذي نقل منه لتمكن المتابع أن يصل إلى الشخص الأول الذي نشر الخبر للتأكد من مصداقيته.

كذلك من الأشكال السلبية المشهورة في الفيس بوك على وجه الخصوص هو نسخ منشورات الآخرين وإعادة نشرها مع ذكر اسم صاحب المنشور الأصلي تحت المنشور أحيانًا. لكن هذا لا يكفي

لأن الفيس بوك قد اخترع خاصية المشاركة، فإذا أعجبك الكلام

فيمكنك عمل مشاركة في صفحتك وإضافة تعليقك عليه عند نشره، بهذه الطريقة تحفظ حقوق الآخرين وتجلب المصدر بأكمله للقارئ،

أما أن تحصد الشهرة بواسطة مجهولين آخرين وأفكارهم، فهذا ليس منطقيًا.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

فلسطين امانة


This will close in 5 seconds

Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنني أن أساعدك؟