إنتصار اكتوبر 73: أضغاث أفلام وكابوس ثغرة الدفرسوار
إنتصار اكتوبر 73: أضغاث أفلام وكابوس ثغرة الدفرسوار
سنة 1973 شهدت إنتصارات أكتوبر المزعومة والعبور المُصَوَر لقناة السويس، وينسى الناس عند التحدث عن حرب اكتوبر وانتصاراتها ذكر ثغرة الدفرسوار* التي خرقها أرييل شارون (قائد عسكري ميداني أيام حرب أكتوبر) مخالفاً أوامر قيادته العسكرية.
*” ثغرة الدفرسوار، أو الثغرة، هو المصطلح الذي أطلق على حادثة أدت لتعقيد مسار الأحداث في حرب أكتوبر، كانت في نهاية الحرب، حينما تمكن الجيش الإسرائيلي من تطويق الجيش الثالث الميداني من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار، وكانت بين الجيشين الثاني والثالث الميداني امتدادا بالضفة الشرقية لقناة السويس.”
إقرأ أيضا السبعينات: بدات بموت عبد الناصر وانتهت باجتياح أفغانستان
اخترق شارون تلك الثغرة ودخل ليلتف على الجيش المصري الثالث ويحاصره مشكلاً كماشة غيرت كل الواقع العسكري وأفقدت النصر والعبور وهجهما وبريقهما فارضاً معادلة جديدة قلَّلت من ذروة النشوة بالعبور وفرضت واقعاً أوقف التمدد العسكري المصري نحو سيناء وفرض واقعاً مراً أدى إلى موافقة المصريين على وقف إطلاق النار قبل أن ينتهي الجيش السوري من اتمام عملياته العسكرية في الجولان ما أدى إلى غضب القيادة السورية واتهام القيادة المصرية بتعمد وقف اطلاق النار بهدف إرباك الجيش السوري على مشارف الجولان.
فرق لم تلتق بمكان
كذلك فإن الجيش المصري الذي انقسم إلى فرق كل فرقة اتجهت في اتجاه وعبرت القنال إلى الضفة الأخرى وتقدمت بضع كيلومترات إلى الأمام شرقاً ولم تستطع ان تلتق وتتصل, وصار واقع الجبهة المصرية عبارة عن فرق عسكرية عابرة للقنال متقدمة إلى الأمام متفرقة لم تتحد لتشكل جبهة واحدة في مواجهة القوات الإسرائيلية, مما زاد المشهد العسكري تعقيداً خصوصاً من الجانب المصري لأن الجانب الإسرائيلي شكل جبهة واحدة متحدة بعد مئات الامتار من نقطة وصول الفرق المصرية المشتتة, والتف عليها.
التمهيد لمفاوضات السلام
كانت هذه الحرب وهذا النصر التلفزيوني المصور ومشاهد العبور، تمهيداً لدخول السادات في محادثات السلام مع إسرائيل وكسر الحاجز التاريخي العربي بعدم الإعتراف بإسرائيل، لذلك حتى يستطيع الرئيس المصري الدخول إلى المفاوضات مع الدولة العبرية والإعتراف بها كان عليه أن يحمل معه إنتصاراً وعبوراً لحفظ ماء وجهه أمام شعبه أولاً، وثانياً أمام الفلسطنيين وثالثاً أمام حلفائه العرب، ورابعاً حتى يطأ أرض القدس ويدخل الكنيسيت الإسرائيلي قوياً مدججاً بانتصارٍ تاريخي يستطيع من خلاله التفاوض من موقع قوة لا من موطن ضعف.
إقرأ أيضاً لماذا نقرأ التاريخ؟
إعطوني بضع سنتيمترات
كان السادات وقبل اكتوبر 1973 يردد امام قيادته العسكرية المقولة التالية: ” إعطوني عشر سنتم شرق القناة وأنا كفيل بأن أحل النزاع المصري الإسرائيلي, بأسرع وقت ممكن!! ” أي أنه كان يطلب من عسكرييه دائماً انتصاراً عسكرياً ملموساً وتقدماً باتجاه شرق قناة السويس ولو بقدر عشرة سنميترات ليتمكن من دخول المفاوضات مع اسرائيل مدججاً بنصر ما يحفظ له هيبته امام العرب والمصريين والإسرائيليين والفلسطينيين ويمكنه من التفاوض بقوة.
مفاوضات على الكيلو 101
لم يكن هَمّْ السادات تحرير الأرض العربية كلها والإستمرار في الحرب حتى إعادة كل الحقوق العربية المغتصبة، بل كان همه حدثاً عسكرياً ما للوصول إلى نقطة تمكنه من الدخول في مفاوضات سلام مع اسرائيل بهدف إنهاء النزاع المصري الإسرائيلي.
كانت أعوام 73/74/75 أعوام وقف إطلاق النار وفض الإشتباك بين القوات المتقاتلة في سيناء والجولان والبدء بالمفاواضات العسكرية المباشرة بين القادة العسكريين العرب والإسرائيليين بإشراف الأمم المتحدة وذلك عند الكيلو 101 أي على بعد مئة وكيلو متر واحد وهي المسافة التي تفصل القاهرة عن سيناء والسويس.
المصادر
Share this content:
إرسال التعليق