لبنان: الواقع والمرتجى

لبنان: الواقع والمرتجى

لبنان وبوضعه الحالي, وطن مستحيل ان تقوم له قائمة, سيما أن خمسة طوائف كبيرة تسكن هذا البلد تتناحر على السلطة, بهدف الإستفادة من خيرات هذا البلد, والتعاطي معها كغنيمة, وتوزيع فتاتها على الانصار والأتباع, وتكوين ثروات خيالية لامراء الطوائف.

 

تقدير_موقف_منطق_الصراعات_المشهد_العربي_مركز_دراسات_الوحدة_العربية
الصراع الدولي على أرض لبنان.

الإرتهان

كذلك فإن الإرتهان إلى الاجندات الدولية والمشاريع الإقليمية من قبل أمراء الطوائف, وتنفيذ رغبات الجهات الخارجية المنتمية لها, وتلبية حاجات المجتمع الدولي المتصارع على أرضه, دون النظر إلى مصلحة الوطن العامة وتأمين القدرة على استمراريته,يؤدي بالبلد إلى التوقف عن النمو بل إلى الضمور والتراجع والإضمحلال.

 

أي لبنان نريد؟ الدولة أم الرهينة؟

 

الوطن آَخِراً

لذلك لن ينجح هذا البلد إلا إذا اعترف كل مواطن فيه بأفضلية الوطن على الطائفة وأفضلية الحاكم الرشيد المتخصص على أمير الطائفة, وأرجحية الوطن على البلدان المتصارعة وأفضلية الدولة اللبنانية ككيان وأرض وشعب على من سواها.

 

حزب الله ينفذ مشاريع عسكرية وسياسية وجغرافية على هذه الطريق بهدف السيطرة الأمنية عليها
الولاء للخارج يقضي على الهوية الوطنية.

 

مواطنون أم ضيوف

إما ان نكون ضيوفاً على هذا البلد, ونحن نشعر بالإنتماء إلى الخارج مُمَثِّلين دولاً ومللاً ومعتقدات دخيلة ومشاريع مجهولة المعالم والمصير, وسفراء لغيرنا في بلدنا, ومرتزقة للأنظمة والتكتلات الدولية, وإما أن نستشعر الأُخوة والشراكة مع إخواننا القاطنين على نفس الأرض ونُجبر أنفسنا على العيش تحت لواء دولة عادلة يكون جميع مواطينيها تحت القانون.

 

الإرتهان لا يولد إلا تخلفا وتصدعا وانشقاقات.

 

تغيير المنظومة

وهذا يستدعي العمل سريعاً على صياغة هيكلية إدارية تسمح للدولة بأن تحكم نفسها بنفسها بآلية إدارية متطورة بحيث يعم العدل وتتوزع الحقوق والواجبات بالتساوي على الجميع, دون تدخل أهل السياسية , ودون أن تتعطل مصالح الدولة والمواطنين من جراء خلافات صبيانية بين أشبال وأشباه السياسين, وأن نترك لمهووسي العمل السياسي هامشاً معيناً يلعبون داخله و يمارسون فيه هواياتهم القسرية اللإرادية, دون المساس وتعطيل مصالح الناس, ودون التأثير على الدورة الإقتصادية في البلد وتعطيل نشاطه ومرافقه الحيوية.

 

نعم لبنان ليس وحيدا… إنه عنوان فشل عربي مزمن
غياب الدولة والإهمال المتراكم ادى إلى إنفجار المرفأ.

 

تناكفوا بعيداً

يعني أن تكون المعارك السياسية والصراعات داخل أروقة الأحزاب والجهات التي تضع المشاريع الصالحة للحكم, أن يتصارع السياسيون فيما بينهم داخل أحزابهم لإنتاج أفضل مشروع يتقدمون به للجمهور ليطرحوا أفكارهم وطرقهم في إدارة البلد, وعلى ضوء الإستفتاءات والإنتخابات يفوز أفضل مشروع.

 

إقرأ أيضاً:  12 شرط لخروج لبنان من جهنم

 

عقد إجتماعي

وهذا يحتاج إلى عقد اجتماعي جديد بين المواطن والدولة, إلى مؤتمر تأسيسي جديد للإنطلاق نحو جمهورية جديدة, تُدار بآليات حديثة من الإدارة والتنمية والتخطيط, ولن يكون هذا العقد متاحاً إلا بثورة حقيقية تُكلف مهما كلفت من أثمان وتضحيات فالنتيجة المرجوة تستحق التضحية, والوصول إلى مجلس حكم يدير البلد بعلم الإدراة والإقتصاد والمحاسبة والرقابة والتفتيش.

 

تركيبة سكانية معقدة.

 

فليعتبروه شركة!

يعني أن يُدار الوطن ككبريات الشركات العالمية, بنظام داخلي حديث وقوانين منصفة تحفظ حق الشركة وحق العامل فيها, دون أي تدخل من أصحاب الشركة في الإدارة والعمل اليومي والروتيني, بحيث انهم يطلعون على التقارير النهائية ويشرفون على حسن سير العمل وعلى حسن تطبيق القوانين, ولا يتدخلون لا بالشاردة ولا بالواردة ولا الصغيرة ولا الكبيرة ليعطلوا سير العمل ويحرضوا العمال على الإضراب أو السرقة أو الهدر والفساد.

صراعات من أجل الأفضل

في الدول المتقدمة تنشأ صراعات سياسية ومعارك انتخابية طاحنة واسقاط حكومات ولكن الهدف من وراء هذه التحركات السياسية هو مصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الاولى, وتحسين أوضاع البلد وسكانه والذهاب بهم إلى الأفضل والأحسن, ويكون هناك أولويات وثوابت لا يستطيع احد الإقتراب منها.

غير قابل للمس

سألت يوماً مواطناً ألمانياً من أصل لبناني, “ما هو مدى تأثر المواطن الألماني بمجريات المعارك الإنتخابية التي تجري في المانيا”, فأجابني:” أن الصراع في الإنتخابات يدور حول من يتولى القيادة ولا يدور حول تغيير الثوابت التي يعيش الناس عليها مطمئنين بها, وإذا قام أحدهم بمس الثوابت الإجتماعية والأمنية والإقتصادية والتربوية التي اتفقوا وتفاهموا عليها تقوم الدنيا ولا تقعد ويقوم مباشرة المسؤول يتقديم استقالته. وأي تعديل على هذه الثوابت حتى و لو كان تغيير مكان إشارة سير لا يصير إلا بعد إجراء استفتاء في المنطقة لمعرفة مدى تقبل الناس لهذا التغيير”.

” حاكمك ظالمك “

إلى ماذا يطمح أي مواطن في أي بلد في العالم؟ يطمح أن يعيش بأمان واطمئنان وحرية ملتزمة وان يتعلم ويتداوى وأن يعيش بالحد الادنى من مقومات الحياة الكريمة والكفاية. إلا اللبنانيين فطموحنا هو ان نرضي الزعيم الفلاني والتيار والعلاني الذي  لا نستطيع  بدون نيل رضاه تحصيل لقمة العيش ولا الحصول على الوظيفة و الخدمات ونكون لقمة سائغة للبائعين والشارين. للأسف من يحترم نفسه لا يقبل البقاء في هذا البلد لحظة واحدة فأرض الله واسعة, وسبل التغيير أصبحت مسدودة وموصدة.

لأنه وكما يقول المثل الشعبي حاكمك ظالمك وقاضيك جلادك ومحاميك مرتزق والقانون في لبنان يحمي الطغاة ويسحق المغفلين.

المصادر

  1. ويكيبيديا
  2. القدس العربي
  3. رويترز
  4. الحرة
  5. lebanon files
  6. يا صور
2 تعليقات
  1. غير معروف :

    و الحال من بعضه يا صديقي كذلك هنا في السودان نعيش فى ذات الأزمات و ذات النفق

    1. منصة أعد :

      الله المستعان
      نسأل الله عز وجل ان يرفع البلاء عنا وعن كافة الأمم

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

فلسطين امانة


This will close in 5 seconds

Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنني أن أساعدك؟