علّموا أطفالكم مهارات لا ولن تجيدها الروبوتات

علّموا أطفالكم مهارات لا ولن تجيدها الروبوتات

عالم من الخيال العلمي

في بعض الأحيان، قد يبدو لنا أننا نعيش في عالم من الخيال العلمي. فقد أصبح السفر في الفضاء سلعة تجارية جديدة. وأصبحت المصانع تتنافس لبناء السيارات الآلية. والبشر يلبسون الرقائق المزروعة وأجزاء الجسد المصنوعة بمساعدة آلات الطبع الثلاثية الأبعاد. كما أن حاضنات الأعمال ومسرّعات التطوير قد انتشرت في كلّ بلد تقريبا.

الغزو الآلي

وفيما ينبثق هذا العالم الجديد، يتساءل المربّون حول ما يجب تعليمه للتلاميذ. إذ أصبح من الواضح أنّ الذكاء الاصطناعي والآلات سيستولون على غالبية الوظائف التي يشغلها البشر حاليا. فخلال الأشهر القليلة المنصرمة، كشفت مؤسسة Lowe’s عن استعمالها لأسطول من المساعدين الآليين في أعمال التجزئة. وفي ذات السياق، أعلن الفندق الياباني Hen-na عن استخدامه عمال ضيافة آليين، و أعلنت مستشفى UCSF Mission Bay عن استخدامها أسطولا آليا لتسليم الأدوية.

كما نجد أنّ السيارات والحافلات والقوارب والطائرات الآلية تستعد لنقل أعداد أكبر من الناس وأحمال أعظم من البضائع حول العالم…

أطفالنا في هذا العالم

تؤثر القرارات التي يتخذها الأطفال على صحتهم النفسية ورفاهيتهم، وتعتمد علاقاتهم ونجاحهم إلى حد كبير على قدرتهم على اتخاذ القرارات، هذه المهارة تساعدهم على أن يصبحوا مسؤولين ومستقلين. كما أنها تساعدهم على التحكم في سلوكهم الاندفاعي.

في البداية، ربما يتخذ الأطفال أحيانًا قرارات خاطئة، لكنهم يتعلمون من أخطائهم ويحاولون اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.

طرق بسيطة

وتوجد بعض الطرق البسيطة التي تُمكنكِ من تعليم أطفالكِ مهارة اتخاذ القرارات الصحيحة، ومنها:

تعريض الأطفال للعالم الحقيقي:

جرعة مفيدة وحيّة من الواقع هي أفضل معلم لطفلك. إذا كُنتِ ترغبين في جعل طفلكِ يفهم أن عواقب فعل معين سيئة، يجب عليك تعريض الطفل للعواقب بالفعل من خلال عرض أمثلة حيّة، يُمكنه مثلًا أن يلمس سريعًا كوب المشروب الساخن تحت إشرافكِ ليعرف معنى كونه ساخنًا.

 

 التعامل الجيد مع المال

التعامل الجيد مع المال وإدارته هي مهارة قد يفتقدها الكثير من البالغين، ستُساعدين طفلكِ في حياته كثيرًا إذا حرصتي على تعليمه كيفية إدارة الأموال بشكل مسؤول، حتى يكون مُستعدًا للتعامل بشكل أفضل عندما يبدأ في كسب المال. علّمي طفلكِ كيفية الادخار وأهميته وما الإيجابيات التي قد يُحققها إذا التزم بالإدخار، علّميه أيضًا أن عليه دومًا الإنفاق بحكمة.

إدارة الوقت والاستفادة منه

الوقت أيضًا مورد هام يجب تعلّم كيفية تنظيمه وإدارته للاستفادة منه في سن مُبكرة، تنطوي هذه المهارة على تعليم الأطفال الصغار كيفية قياس الوقت، والاستمرار في أداء مهمة حتى إنهاءها، والقدرة على الالتزام بجدول زمني، هناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكن القيام بها مع الصغار لإكسابهم مهارة إدارة الوقت بفعّالية،

المسؤولية

قد تكون كلمة «المسؤولية» هي المفتاح للعديد من الصفات التي تُحبين أن تري طفلكِ عليها، فإذا أردتي أن تجعليه يُرتب سريره ويُنظف غرفته، ويعدّ حقيبة مدرسته، ويستطيع أن يعدّ وجبات الطعام البسيطة لنفسه، وأن يكون قادرًا على حزم أمتعته واحتياجاته بنفسه عند السفر، فالطريق لكل هذا هو تعليمه «المسؤولية»، وهذا هو مفتاح نجاح الطفل في المدرسة وفي الحياة عندما يكبر، هناك بعض الخطوات التي يُمكنكِ من خلالها تعليم طفلكِ المسؤولية

  • أجعلي طفلكِ يُشارك في مساعدة المُحيطين به، سواء أكان ذلك من خلال مُساعدتكِ في أعمال تنظيف المنزل، أو الاعتناء بأخته الأصغر واللعب معها أو تعليمها شيئًا يُتقنه.
  • دعيّه يفعل الأشياء التي يقدر عليها بنفسه، فإذا كان يستطيع أن يأكل بنفسه فاجعليه يفعل ذلك، الأطفال الصغار يريدون بشدّة السيطرة على عوالمهم المادية، وعندما ندعمهم للقيام بذلك فإننا نضعهم على طريق تعلم المسؤولية.
  •  حاولي أن تطلبي من طفلكِ التفكير، بدلًا عن مجرد إصدار الأوامر، على سبيل المثال: بدلًا عن الصراخ «نظف أسنانك! هل أعددت حقيبتك؟ لا تنسى غدائك!»، يُمكنكِ فقط أن تسألي «ما هو الشيء التالي الذي عليك فعله للاستعداد للمدرسة؟» والهدف من ذلك هو إبقاء أطفالكِ مركزين على المهام المطلوبة منهم.
  • المصدر ساسا بوست

اقرأ المزيد

جدل "الأتمتة":
العمل الآلي للروبوت لا يمكنه من الإبتكار

الروبوت ليس مبتكرًا: 

عدم الاكتمال

شير شوبرا في مقاله أيضًا إلى اهتمام عالم الرياضيات النمساوي الشهير “كورت جودل Kurt Gödel” بدراسة إمكانية تفكير الحواسيب بشكل مستقل، إذ توصل إلى نظريته التي أطلق عليها “عدم الاكتمال”. وترى هذه النظرية أن نظام الحواسيب يقوم على تدفق المعلومات، وأنه لا يستطيع التعامل مع كل شيء وتفسيره كما يفعل الإنسان.

أكثر حكمة وخبرة

ويؤكد المقال أن الأخطاء التي يقع بها البشر هي التي تجعلهم أكثر حكمة وخبرة وإدراكًا للواقع المحيط، وذلك على النقيض من نظم الذكاء الصناعي التي يعني وقوعها في الأخطاء أن هناك مشكلة بها. فكيف إذن ستُكوِّن الروبوتات خبراتها الخاصة بها، وهي ليست قادرة عن الاستغناء عن مبرمجها الذي سيقوم بنقل خبراته إليها.

التفكير والابتكار

الأهم من ذلك، أن الإنسان عادة ما يقوم بالابتكار عندما يقوم بالتفكير خارج إطار المنطق السائد عبر استخدام الحدس والخيال. فهل يمكن أن يصبح هناك روبوت في يوم ما قادرًا على التخيل أو استخدام حدسه؟!.

ادعاءات غير منطقية

وعلى ذلك فإن الادعاءات بأن الروبوتات ستصبح قادرةً على الاختراع والتطوير وإدارة الشركات هي غير منطقية، لأن الروبوت سيقوم في هذه الحالة باتباع الخطوات المبرمج على أساسها، دون قيامه بأي عملية ابتكارية ما لم يقم المبرمج بتطوير نظامه.

من ناحيةٍ أخرى، هل تستطيع الروبوتات وأنظمة الذكاء الصناعي -بصفة عامة- التعامل مع الأشياء غير القابلة للإثبات والرؤية والأشياء المعنوية مثلما يتعامل معها الإنسان؟.

لا تكفي لاتخاذ قرار

فالبشر على استعداد لقبول الأشياء المعنوية وأخذها ضمن المعطيات أثناء عملية التفكير بسبب العديد من الأمور غير المتوفرة في نظم الذكاء الصناعي. كالإيمان باعتقاد أو فكرة. ناهيك عن عدم قدرة الروبوتات على تكوين رأيها الخاص بها. فعادةً ما سيكون رأيها معتمدًا على حسابات المنطق والتكلفة والعائد، وهي أمور لا تكفي لاتخاذ قرار في الواقع. فعلى سبيل المثال، إذا تم طرح سؤال على الروبوت: “هل تعتقد أن هذا اللون جيد؟” فقد يقوم بالإجابة بالاستعانة بما أدخل إليه من بيانات، لكنه لن يمتلك رأيًا خاصًّا متفردًا عن باقي الروبوتات.

عدم قدرته على الابتكار

في حالة انتشار الروبوتات وأتمتة كافة الوظائف البشرية، فإن بعض المهن ستختفي، ليس بسبب عدم أهميتها، ولكن لأن الروبوت لا يستطيع القيام بها بسبب عدم قدرته على الابتكار، مثل: تأليف الروايات، والأشعار، والموسيقى، ووضع الخطط والتحسب للسياق.

استمرار حالة الجدل

إجمالا من المتوقع أن تستمر حالة الجدل بين هؤلاء الذين يتوقعون ازدياد قوة أنظمة الذكاء الصناعي. إلى درجة تفوق البشر والتحول إلى “عالم إلكتروني” تحركه اللوغاريتمات. وأولئك الذين يزعمون أن هناك تطورات تكنولوجية عديدة ستحدث في العالم خلال السنوات المقبلة.

لكن هذا لا يعني إمكانية أتمتة كافة الوظائف، فلا يوجد مستوى ذكاء قادر على مجابهة ذكاء البشر. وسيظل الإنسان هو المحرك لكافة عمليات التطوير التكنولوجي.

عرض: أمل أحمد، باحثة ماجستير في جامعة القاهرة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

فلسطين امانة


This will close in 5 seconds

Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنني أن أساعدك؟