تشغيل الأطفال

تشغيل الأطفال

عمالة الأطفال

  • المقدمة:

تعاني المجتمعات في جميع أنحاء العالم من انتشار ظاهرة تشغيل الأطفال التي تسمّى بظاهرة عمالة الأطفال، فهي ظاهرة اجتماعية معقدة تتضمن توظيف الأطفال في العمل بطرق تخل بحقوقهم وتعرضهم للخطر وتحول دون حصولهم على فرص تعليمية وتطويرية صحيحة.وقد عانت المجتمعات منذ القِدَم من ظاهرة عمالة الأطفال، فقد انتشرت بين المدن المتقدمة صناعيّاً، و الدول النامية والفقيرة.

  • تعريف ظاهرة عمالة الأطفال:

تُعرّف ظاهرة عمالة الأطفال بأنّها ممارسة الأعمال التي تضر بنموّهم العقلي والجسمي، وتحرمهم من طفولتهم الطبيعية، أو تمس بكرامتهم وإمكاناتهم وتحرمهم منها. يمكن أن تتضمن عمالة الأطفال أشكالاً مختلفة من العمل، بما في ذلك العمل في المصانع، والزراعة، والخدمات المنزلية، وحتى في الأعمال الضارة مثل التسول أو الاتجار بالبشر.

  • أسباب ظاهرة عمالة الأطفال:

لعمالة الأطفال أسباب عديدة منها ما يلي:

  1. الفقر: يلعب الفقر دوراً بارزاً في ظاهرة تشغيل الأطفال. فقد أثبتت الدراسات أنّ الفقر هو العامل الرئيسيّ لهذه الظاهرة. فالأسر التي تعيش تحت خط الفقر يصعُب عليها تحمُّل تكاليف معيشة أطفالهم لذلك فإنّهم يرسلونهم إلى العمل.
  2. الفساد: يُعدّ الفساد أحد أهم العوامل التي تساهم في تفشي ظاهرة تشغيل الأطفال؛ لأنّه السبب الرئيسي لإساءة استخدام الموارد، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفقر.
  3. البطالة: يؤدي ارتفاع معدّل البطالة إلى زيادة ظاهرة تشغيل الأطفال. إذ إنّ عدم توفر فرص عمل للآباء قد يدفع الأطفال إلى البحث عن عمل لتوفير مصدر دخل للأسرة.
  4. المشاكل الماليّة للدول: تعاني العديد من الدول من مشاكل ماليّة، وتشمل: ارتفاع معدّل التضخم، والديون المتراكمة عليها لدول أخرى. لذا تعجز هذه الدول عن توفير احتياجات شعبها الأساسية كالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، وغيرها من الاحتياجات الأساسية. ما يدفع الأطفال إلى العمل من أجل المساعدة على تحقيق هذه المتطلبات للأسرة.
  5. الحروب والصراعات والكوارث ساهمت في تفاقم ظاهرة العمالة.
  6. فساد الإدارة وضعف وهشاشة الهياكل البنيوية لعدد من الدول العربية.

هذه العوامل كلها شكّلت أسبابًا رئيسية في انتشار عمالة الأطفال.

تشغيل الأطفال

  • آثار عمالة الأطفال:

لا تقتصر أضرار عمالة تشغيل الأطفال على مجال عمل محدّد، إذ يعمل الأطفال في العديد من المجالات المختلفة. فينتج عنها العديد من الآثار الضارّة:

  1. حرمان الطفل من الحصول على قدر مناسب من التعليم.
  2. حرمان الطفل من التمتع بطفولته.
  3. التعرض لظروف عمل صعبة، قد لا تناسب حالة الطفل الجسمية والعقلية.
  4. التعرض لأمراض العمل وإصاباته وأخطاره؛ نتيجة ظروف العمل التي تعرضه للضوضاء، والحرارة الشديدة، والمواد الكيماوية، والمخاطر الميكانيكية والأبخرة والأتربة؛ ما يؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض عديدة.
  5. تفشى بعض العادات والظواهر السيئة بين الصغار، مثل التدخين وتعاطي المخدرات.
  6. انتهاك حقوق الطفل العامل على أيدي أرباب العمل، واستغلاله بالعمل ساعات طويلة.
  7. التأثير على طباع الطفل وجعله عدوانيًا؛ يميل إلى العنف ضد المجتمع؛ نتيجة الإحساس بالقهر الاجتماعي.
  • حلول للحد من ظاهرة عمالة الأطفال:

كما بات واضحًا أن عمالة الأطفال من الظواهر الخطيرة التي تهدد المجتمع؛ لذلك لا بد من العمل الحثيث لإيجاد حلول لهذه المشكلة.

  1. العمل الجاد من قبل المؤسسات على تحسين المستوى المعيشي للأسر.
  2. اتخاذ خطوات جدية من قبل المؤسسات التوجيهية والتوعوية لمواجهة هذه الظاهرة.
  3. للتطوّع والبحث عن الأطفال العاملين، ومحاولة مساعدتهم، وتخليصهم من هذا الاستغلال، وإرجاعهم للمدارس حتى يُكملوا تعليمهم.
  4. القيام بإحصاءات دقيقة لمعرفة الأعداد ونِسب عمالة الأطفال.
  5. المساهمة في توعية المجتمع عن مخاطر عمالة الأطفال.
  6. معالجة الفقر الذي تُعاني منه الأسر، والذي يؤثر سلبًا على تعليم الأطفال ورعايتهم.
  • الخاتمة:

ظاهرة عمالة الأطفال في الحقيقة ما هي إلا نتيجة للأوضاع المتردية التي يعيشها الكثير. لذا لا بُد من تظافر الجهود والعمل على الحد من هذه المشكلة والتقليل من آثارها ومخاطرها.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

فلسطين امانة


This will close in 5 seconds

Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنني أن أساعدك؟