أخطاء في تصميم الدورات الدراسية
خمس أخطاء شائعة في تصميم الدورات الدراسية على الإنترنت
التوصيف الأكثر دقة لأغلب الدورات الدراسية المطروحة على الإنترنت الآن هو أنها مجرد نسخة إلكترونية من المواد الدراسية التي توزع على الطلاب في الفصل التقليدي؛ حيث أن هذه الدورات عادة من تتضمن دليل الدراسة، والمنهج المقرر، ومذكرات المحاضرات، وقائمة بالكتب المقترحة للقراءة، وقوائم الواجبات الدراسية. وبعبارة أخرى، فإن الدورات الدراسية على الإنترنت الآن تقوم بتحويل المادة مطبوعة التي يطلع الطالب التقليدي عليها في الماضي إلى مادة مقروءة على الشاشة.
وقد تبدو هذه العملية كافية لاستنساخ تلك التجارب التي يكتسبها الطلاب في الفصل لأولئك الذين يلتحقون بالدراسة عن بعد، لكن سؤال يطرح نفسه هنا: هل هذه هي الطريقة المثلى لتوظيف إمكانات الحاسوب لدعم عملية التعلم؟ مَثلُ ذلك كالذي يقوم بإضافة نصوص إلى شرائح عرض توضيحي دون إدراكه لإمكانيات إضافة الصوت، والصور، والحركة، والألوان، والروابط وملفات الفيديو. إذا أراد المعلم أن يذهب بالدورة الدراسية التي ينظمها إلى ما هو أبعد من النموذج التقليدي، فإنه بحاجة إلى تجنب خمسة أخطاء شائعة في تصميم الدورة الدراسية على الإنترنت، وهي:
١ – الغاية هي تحميل النصوص فقط
قراءة مواد الدورة الدراسية على شاشة الحاسب لا تحقق خبرة تعلم معتبرة. ومن هنا، علي المعلم أن يتأنى ويراجع المحتوى الذي قام بإعداده في سياق أوسع آخذا في الاعتبار العالم المعاصر وشبكة المعلومات. عليه أن يفكر مليا في كيفية إعادة كتابة أو صياغة المواد الدراسية التي تحقق الاستفادة المرجوة من الموارد المتاحة على الإنترنت وتطبيقات الحاسوب. عليه أن يعيد صياغة المواد بتأنٍ شديد كما لو كان في مختبر لتجهيز تركيبة دوائية، وأن يضيف إليها الألوان، والرسوم المتحركة، والعروض اللازمة.
كما عليه أن يجعل هذه المواد التعليمية مفعمة بروح الحياة، والتشويق والإثارة بإضافة روابط إلى صور أو مواقع تاريخية، أو حتى مناظر حديثة للشوارع على جوجل.
على المعلم أن يطلق العنان لمخيلته ليستغل كل الإمكانات المتاحة على الحاسوب المتصل بالإنترنت.
٢ – نظام إدارة الدورة الراسية يقود تفكير المعلم
عادة ما تتم تهيئة أنظمة إدارة الدورة الدراسية (CMS) Course Management Systems وتزويدها بقوالب معدة مسبقا، وغالبا ما تركز هذه القوالب على المحتوى الذي يتصل أكثر بإدارة الدورة الدراسية بغض النظر عن الخبرة التعليمية المنشودة منها. فأي قالب معد مسبقا يطلب من المعلم أن تملأه فقط بمعلومات بدلا من أن يفتح أمامه آفاقا واسعة أمام عقله ليسبح فيها ويبتكر. ومن هنا، على المعلم أن يفكر أولا في نوعيات خبرات التعلم التي يريد أن يغرسها في طلابه، بدلا من أن يترك أنظمة إدارة الدورات الدراسية تقود فكره وتقيده داخل منظور ضيق ومحدود حول نشر الدورة الدراسية الخاصة بك على الإنترنت.
٣ – الإصرار على التحكم في البيئة التعليمية
في النموذج التعليمي العتيق، يقف المعلم على منصة ويتصرف كأنه المصدر المقدس والرئيسي للمعرفة. أما الآن، فقد يبحث الطلاب عن المحاضرة التي يقوم بإلقائها ويعثروا على ثلاثة موارد أو أكثر من شأنها تحديث أو تحسين أسلوب عرض المادة العلمية، إذا أن شبكة المعلومات توفر وصولا فوريا إلى كم كبير من الآراء، والشرح، والمعرفة التي تتصل بالموضوع الذي تدور المحاضرة حوله.
ومن هنا، دور المعلم الآن يتمحور أكثر حول صياغة المحتوى التعليمي، حيث يقوم المعلم بتهذيب وتنقيح المعلومات التي تنبثق عن خبرته وتمتد إلى العالم الذي نعيش فيه. كما تمكن شبكة المعلومات الربط بين التخصصات، والمؤسسات، والروابط المتعددة، ومن ثم الانفتاح على الجميع. لذا، لا بد أن تكون الدورة التي يقدمها المعلم نقطة التقاء للطلاب حيث يتشاركون في تلك الروابط والعلاقات التي يمكن إنشائها بين المادة التعليمية والعالم الخارجي.
قم ببناء هذه الجسور في مواد الدورة الدراسة على الإنترنت، ومن هنا تصبح وسيطا وميسرا لإيجاد مثل هذه الروابط والعلاقات الهامة.
٤ – التركيز على الاستهلاك المعرفي بدلا من الإبداع
أغلب الدورات الدراسية على الإنترنت تسعى إلى ملأ قوالب الطلاب بالمحتوى بدلا من مساندتهم على إبداع تلك المعرفة بأنفسهم من خلال الممارسة، والتجربة، والتفاعل. حيث أن تفاعل واتصال أجهزة الحاسوب ببعضها على الشبكة يوفر فرصة كبيرة أمام الطلاب للمشاركة الفعالة في عملية التعلم بدلا من الاستهلاك السلبي لما يغذيهم به المعلم. ومن هنا، فإن تطوير المحتوى الذي يثير عقول الطلاب لاسترجاع وتطبيق ما تعلموه على الواقع غاية في الأهمية، ويعد بعدا أساسيا في العملية التعليمية.
ويستطيع المعلم – في حالات كثيرة – أن يطلب من الدارسين أن يستخدموا نفس الأدوات الرقمية التي يستخدمها لعرض أفكاره وشرحها حتى يقدموا فهمهم الخاص بهم لهذه الأفكار. وهذا يعني – بالنسبة للدورة الدراسية على الإنترنت – أن يدعم المعلم المحتوى بأسئلة لاختبار فهم الطلاب، وأن يقوم بتطوير تمارين تطلب من الدارسين توليد بيانات، أو التقاط الصور وتحميلها، أو إعادة البحث في الروابط والعلاقات بين المادة التعليمية ووقائع العالم الحقيقي، أو إعداد عروض توضيحية لشرح فهمهم لهذه الأفكار.
٥ – تجاهل طرق تعلم الطلاب من بعضهم البعض
أغلب الدورات الدراسية على الإنترنت تتخذ شكل حوار ثنائي بين الطالب والمعلم، وتتجاهل طرق تعلم الطلاب من أخطاء زملائهم، وأفكارهم، ومشاركتهم. لا بد للمعلم أن يفكر في ترك مساحات جيدة لتفعيل العمل المشترك بين المجموعات الطلابية. كما يمكن إضافة واجبات تدفع الطلاب نحو مشاركة الأفكار والموارد، وعرض الموضوعات فيما بينهم، ونقد أعمالهم. على المعلم أن يستخدم أدوات الاتصال المتاحة على الشبكة ومساحات التعاون لغرس قيم الاتصال التعاوني بين الطلاب بدلا من تعيين قنوات متوازية للاتصال بكل طالب على حده.
مصطلح “Online” في الدورات الدراسية على الإنترنت Online Courses لا يعني مجرد تحميل ملفات النصوص في قالب مصمت معد مسبقا، كبديل عن النسخة المطبوعة. ومن هنا، لا بد أن تتسع رؤية المعلم لتستوعب طرق استغلال تطبيقات الحاسوب والموارد المتاحة على الشبكة لرفع مستوى الترابط، والكفاءة، وتأثير الخبرات التعليمية التي يقوم المعلم بإنشائها.
كتبه Elizabeth St. Germain للـ Faculty Focus
Share this content:
إرسال التعليق