قوة الشخصية أساس الشراكة السليمة

قوة الشخصية أساس الشراكة السليمة

يعتمد الإستقرار في البيت العائلي على أربعة أمور تبدأ بقوة شخصية الشريكين واستقلالية كيانهما, ووعيهما الإدراكي الإستباقي, والدافع الديني والأخلاقي, والثقافة والإطلاع والإستفادة من التجارب المجتمعية السائدة.

 

الصحة النفسية والعقلية

قوة الشخصية تنبع من الصحة النفسية والعقلية, المبنية على دراية بالمصالح والمفاسد, وأبواب الخير والشر, ويلعب الفهم الحقيقي للدين دورا مهما في تكوين شخصية الشريكين، فعندما يعرف الشريك حقوقه وواجباته وما له وعليه كفرد من افراد الاسرة، تزداد ثقته بنفسه ويعرف حدوده وحدود الاخرين معه, ويستطيع أن يرسم مسار لحياته مبني على الهدف الأسمى والضمير الحي والوجدان الإنساني والأخلاقي الذي يسعى إلى السمو   والترفع والتضحية في سبيل الحفاظ على الجماعة.

 

الذاكرة الحية

الثقافة المجتمعية والتي تنبع من التجارب الاجتماعية التي يمر بها الشريكين في محيطهم القريب او البعيد، تلك التجارب توسع المدارك والافق وتعطي لشخصية الشريك صورا اجتماعية ونماذج حية للنجاح أو الفشل تصبح بمثابة ذاكرة حية نشطة محفزة للابتعاد عن كل ما هو هدام وفاشل وفتنوي من التجارب، والعمل بتجارب وخبرات تكون سببا في نجاح العلاقة الزوجية والاسرية.

 

أهمية الأسرة في المجتمع
الروح المرحة والخروج سوياً تزيد من الألفة

 

الروح المرحة

لذلك فإن الحياة العائلية حتى تنجح لا بد من الإبتعاد عن السطحية والتفاهة والانشغال بالمظاهر وإهمال المغزى والمضمون, ولا بد من شخصية يتمتع بها جميع أفراد العائلة مبنية على الدين والعلم والثقافة, مطعمة بروح المحبة والإلفة والمرح, لأن الجدية الجافة والمفرطة تكون أيضاً سببا للنزاعات, فإدخال البهجة والسرور إلى قلب الشريك والأولاد هو من أولويات استقامة الحياة الزوجية, والخروج من المنزل للتنزه  وزيارة الأقارب والأصحاب يعزز الأجواء الإيجابية في المنزل ويضفي عليها تنوعاً وكسراً للروتين وانفتاحاً على المجتمع.

 

إقرأ أيضاً  بيت العائلة: كيف يستكين

 

تدخل المتربصين

من اهم اسباب النزاعات في الحياة الزوجية هو السماح للمجتمع القريب والمحيط من الاهل والاصدقاء والزملاء بالتدخل بالتفاصيل الخاصة, وبالتالي فإن الاشخاص الاكثر خطرا هم الذين يسلطون الضوء على السلبيات والمساوئ في حياتنا, ويتشكلون بصورة الناصح الامين وهدفهم على الحقيقة هو الحشرية والتجسس لخلق شرخ في العائلة واذكاء نار الفتنة  والنزاع,  ليتسنى لهم التدخل والحضور والتواجد داخل البيت الزوجي وغالبا ما يلعب هذا الدور الأقارب والأصدقاء كالحموين والإخوة والأصحاب المقربين, فهم يخترقون الفرد وخصوصيته على حسب سذاجته وجهله أو ثقته المفرطة الذي يستغلها المتربص للتنغيص على البيت بأكمله.

لذلك على كلا الشريكين استدراك الامر من بداياته وعدم السماح لاحد بالتدخل والإستعلام والإستخبار والتلصص,  والاجدر هو عدم إطلاع احد على تفاصيل الحياة الداخلية للمنزل، وسد كل ابواب التدخل، لذلك قوة الشخصية المبنية على الخلق والدين ضرورية جدا حتى مع الوالدين احيانا في حال كان تدخلهما سيؤدي الى مفاسد وعواقب وخيمة.

 

الاحترام في الحب
الشعور المتبادل بوحدة المسار والمصير

 

الحصن الأخير

لذلك فإن المتانة الداخلية للعلاقة العائلية تتوقف على فهم الشريك والأولاد وتقديرهم,  والعمل دائما الى اظهار الجوانب الايجابية التي يجب ان تطفو على السطح وفي الأعماق, واعتبار الشريك والأولاد هم الأولوية في حياتنا, وليسوا استكمالاً لدفتر العائلة, فلهم الأولوية في الإهتمام والتقدير والمراعاة, ولهم المرتبة الاولى في حياتنا وترتيباتنا ومخططاتنا, ولهم الحصة الأكبر في حساباتنا, فهم الحصن الاول والاخير والملجأ الدائم وخط الدفاع الحقيقي.

 

إقرأ أيضاً النزاعات العائلية: كيف تنشأ

 

العلاقة تُبْنى وليست وليدة الصدف

“إن ميزة بناء علاقة جيدة بين الزوجين تتضمن الشعور المتبادل بالالتزام القوي تجاه بعضهما، واستجابة كل منهما لاحتياجات الآخر، ومساندة بعضهما البعض، والعمل على خلق ديناميكية إيجابية، وتفاعل مستمر, كالإلتزام بالشفافية تجاه بعضهم البعض والتواصل المستمر والكشف عن آمالهم ومخاوفهم ورغباتهم وإحساسهم, والاستعداد للتخلي عن الاهتمامات الشخصية، ومعرفة متى تضع احتياجات شريكك قبل احتياجاتك، حيث يرتبط التخلي عن المصلحة الذاتية بهذه الطريقة ارتباطا مباشرا بعلاقة طويلة الأمد وسعيدة.”

 

المصادر

  1. الجزيرة نت
  2. زهرة الخليج
  3. موضوع
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

فلسطين امانة


This will close in 5 seconds

Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنني أن أساعدك؟