التنمر
التنمر
- المقدمة:
يعدُّ التنمر على الآخرين من السلوكيات الهدامة في المجتمع، والتي تتنافى مع المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية الرفيعة والأخوة والمساواة بين البشر، وهو فعلٌ قبيح وخلق سيئ يسبِّب الأذى لكثير من الناس. التنمر هو سلوك عدواني متكرر يقوم به شخص واحد، أو مجموعة أشخاص بترهيب، أو إساءة معاملة، أو إكراه شخص لإيذاء ذلك الشخص جسديًا، أو عاطفيًا يُعرَف التنمُّر بأنَّه أحد أساليب العنف النفسي والجسدي.
- أنواع التنمر:
يصنّف التنمر حسب نوع السلوك الخاطئ من المتنمر، فإنّ أنواعه قد تنحصر في التنمر اللفظي، والجسدي، والاجتماعي، والالكتروني.
- التنمر اللفظي: كما يبدو من التسمية فإن التنمر اللفظي يغطي كل أشكال الاستخدام المسيء للكلمات ضد المتنمر، مثل التنابز بالألقاب، واستخدام كلمات خارجة، أو جارحة تصف بشكل مهين جسد الطفل أو مظهره أو جذوره أو هويته أو ديانته أو عرقه أو ميوله. ان التصرفات الصادرة من الأهل دون انتباه تورث الطفل هذه التصرفات وتغرس في عقله مشروعية السخرية من الآخرين.
- التنمر الجسدي: التنمر البدني أشد وطأة وتأثيرًا على الأطفال إذ ينتهك فيه جسد الطفل بطريقة أو بأخرى مما يشعره بالعجز والمهانة ويولد لديه مشاعر الدونية واحتقار الذات لعدم قدرته على حماية نفسه. حيث يتعرّض لبعض السلوكيات التي تسبب له الضرر يترك أثرًا على جسده كالصفع، الركل، الدفع باليد، الإعتداء البدني والإغتصاب.
- التنمر الإجتماعي: أمّا التنمر الاجتماعي فهو أحد صور الإيذاء النفسي الذي يقع على الأطفال عندما يجبرون على الانسحاب من تجمعات الأقران أو يعزلون قسرًا نتيجة إطلاق شائعات أو تحذير الآخرين من التعامل معهم.
- التنمر الالكتروني: هو التنمر الذي يحدث عن طرق الإنترنت، أو الهاتف الذكي، أو أي تقنية أخرى من أجل مضايقة شخص آخر أو تهديده، أو إحراجه.
-
أسباب التنمر:
يعد التنمر بين الاطفال سلوكاً غير طبيعي ينتج عن خلل ما. إليك بعض أسباب التنمر وعوامل اكتساب الطفل للسلوك العدائي:
- الإهمال أو المعاناة من علاقة سلبية مع الوالدين.
- قلة ثقة الطفل بنفسه والشعور بالضعف والعجز.
- العنف الأسري والتربية الخاطئة.
- الغيرة والبحث عن الاهتمام والتنافس بين الأخوة.
- انعدام الأمن العاطفي والنفسي.
- اضطرابات ومشاكل نفسية.
- الألعاب الإلكترونية العنيفة.
- عدم الوعي بالأثر الضار الحقيقي للتنمر على الضحايا.
- غياب دور المدرسة في تقويم الطلاب وتنشأتهم بطريقة ايجابية.
- غياب الوازع الديني والأخلاقي.
-
آثار التنمر:
رغم أن التنمر ظاهرة مجتمعية تنتشر في عالم الكبار كما في عالم الصغار، فإن تأثيراته المزعجة تكون أكثر وضوحًا عند الأطفال بسبب عدم اكتمال نمو جوانبهم النفسية وهشاشة مشاعرهم وعواطفهم، وعجزهم عن تصريف تلك الضغوطات بشكل صحيح.
- تراجع الأداء الأكاديمي للطفل ورفض الذهاب للمدرسة.
- تأثر علاقاته الاجتماعية وفقدان الثقة بالآخرين.
- الإصابة بالاكتئاب أو القلق والاضطرابات النفسية.
- اضطرابات في تناول الطعام وحدوث مشكلات بدنية مرضية.
- الانطواء والعزلة.
- انخفاض الثقة بالنفس وتدني تقديره لنفسه.
- الغضب عند الحوار معه والشعور بالقلق والعصبية والاحتراس الزائد.
- التعرض بصورة كبرى لخطر تعاطي المخدرات.
- إهمال مضهره الخارجي وعدم إهتمامه بشكله العام.
-
طرق علاج التنمر:
يقع على الأهل وإدارة المدرسة الدور الأهم والأكبر في علاج ظاهرة التنمر. اليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها:
- ثقّف طفلك بشأن التنمّر. فعندما يعرف الطفل ما هو التنمّر، سيصبح قادراً على تمييزه بسهولة أكبر، سواء أكان يحدث له أم لشخص آخر.
- تحدَّث مع طفلك. فكلما تحدثت مع طفلك، كلما اطمئنّ أكثر لإخباركَ فيما إذا شهِد تنمرًا أو تعرض له.
- ساعد في بناء شعور الثقة بالنفس لدى طفلك. شجّع طفلك على التسجيل في دروس، أو الانضمام إلى أنشطة يحبها فهذا سيساعده على بناء ثقته بنفسه.
- كُنْ قدوةً. وضّح لطفلك كيفية التعامل مع الأطفال والبالغين الآخرين بلطف واحترام من خلال قيامك بالشيء نفسه إزاء الأشخاص المحيطين بك.
- كُنْ جزءاً من تجربة طفلك على شبكة الإنترنت. تعرّف على المنصات التي يستخدمها طفلك، واشرح لطفلك عن العالم الرقمي، وحذّره من المخاطر المختلفة التي سيواجهها على شبكة الإنترنت.
- يجب على المدرسة وضع قوانين صارمة بشأن التنمر.
- توفير بيئة آمنة داخل المدرسة ليشعر الطفل بالراحة والأمان والإستقرار.
- تشديد الرقابة والإشراف على الطلاب.
- نشر المحبة والمودة بين الطلاب، وتحفيز روح التعاون بينهم.
- على المعلم أن يتعامل مع الطلاب كصديق لهم، ويحل مشاكلهم.
-
الخاتمة:
يعد التنمر بين الاطفال من أخطر المشاكل التي قد تقتحم عالم الطفل، ولا يمكننا الاستهانة بعواقبها فهي تهدد سلام الطلاب. لذا يجب علينا معالجة هذه الظاهرة لتفادي المشاكل الناجمة عنها.
Share this content:
إرسال التعليق