لتكون سعيدا حتى في أصعب الظروف
لتكون سعيدا حتى في أصعب الظروف
مع التقدّم في العمر واكتشاف الحياة والغوص في أحداثها، تصبح السعادة فجأة أمرًا شديد التعقيد، وتبدأ في أخذ حيّز أكبر من حياتنا، فنقضي السنوات باحثين عنها ساعين للوصول إليها. وقد يضيع الكثيرون خلال بحثهم هذا فينسون حقيقة أنّهم على قيد الحياة.
هناك طرق بسيطة تضمن لك الشعور بالسعادة حتى وإن كانت الحياة تُحاول إحباطك وتحطيمك،لتكون سعيدا حتى في أصعب الظروف:
1- حبّك الأول يجب أن يكون أنت!
يعدّ فهم الذات ومعرفتها واحدًا من أصعب الأمور على وجه الأرض. فنحن لم نولد ومعنا دليل إرشادي لكيفية التعامل مع ذواتنا، أو طريقة إسعادها. هذا ما يجعل الكثير من الأشخاص يبحثون عن السعادة في المكان الخاطئ. إنهم يركضون خلفها ويبحثون عنها في الخارج متناسين أنّ منبعها الحقيقي هو من الداخل. من دواخلنا. من منّا لا يجد سعادته في رفقة الآخرين؟ ويشعر بالوحدة والحزن في غيابهم؟ بل قد يصل الأمر إلى الضياع والتيه… إن لم تكن قادرًا على الاستمتاع برفقة نفسك، فأنت لا تستمتع حقيقة برفقة الآخرين. ابدأ بمنح نفسك ما تسعى بشدّة للحصول عليه من الآخرين. إن كنت تريد الحب، ابدأ بحبّ نفسك وتقبّلها كما هي. تذكّر دومًا أنّ السعادة تأتي من العطاء، وإن كان لابدّ لك من أن تعطي، فابدأ بالعطاء لنفسك. في النهاية فالقلب المليء بالرضا والسعادة هو الوحيد القادر على منحها.
2- تعرّف على نفسك خذ وقتك للتواصل مع ذاتك
وفهم ما تريده بالضبط. ستغمرك السعادة في اللحظة التي تدرك فيها أنّ بإمكانك العيش دون الحاجة لإثبات نفسك للآخرين. كلّما فهمت نفسك أكثر، قلّ احتمال تعرّضك للأذى من الآخرين.
امنح لكلّ تلك الأفكار التي تصول وتجول في عقلك، وركّز على ما تراه عمليًا ومنطقيا منها. دوّنها على دفتر يومياتك بانتظام واقرأها من حين لآخر قبل النوم.
3- تقبّل أحزانك وتعامل معها بشكل صحيح لتكون سعيدا حتى في أصعب الظروف
لا يمكن فصل الحزن عن الحياة. فمحاولة التخلّص منه نهائيًا أشبه بالشهيق دون زفير! وكلّما حاولت مقاومته أكثر ازدادت شدّته وحدّته. المهرب الوحيد من الحزن هو بتقبّله واحتضانه… إنّنا نعيش في عالم مليء بالعواطف ولا مفرّ من التعرّض للمواقف السيئة المُحزنة. كلّ مرّة تواجه موقفًا عصيبًا يُحزنك، توقف قليلاً وفكّر في مشاعرك، ثمّ تقبّلها كما هي، وعبر عن حزنك بالطريقة التي تناسبك، حوّل حزنك إلى قوّة دافعة للأمام. يمكنك أن تبكي أو تغضب، لكن تستطيع أيضًا أن تعبّر عن حزنك بالعزف أو الرسم أو الكتابة أو الغناء أو غيرها…حوّل حزنك إلى طاقة، إلى شيء جميل يراه الآخرون. فمن قلب الألم ينبُع الإبداع! وفي كلّ مرّة تخفق فيها، اسعَ للتفكير في حلول وسبل لإصلاح ما أفسدته بدلاً من التركيز على النتيجة التي حصلت عليه وندب حظّك الذي أوصلك إلى هذه المرحلة.
4- تذكر: ان الحياة مليئة بالخيارات حينما تقسو عليك الحياة،
وتوجّه إليك ضرباتها المؤلمة، تذكّر دومًا أنّ أمامك خيارين: إمّا أن تستلم أو أن تتحلّى بالشجاعة وتقف من جديد. ومهما بدا لك من أنّه لا حلّ أمامك، فالحقيقة أنّك دومًا تملك الخيار. لذا احرص على اتخاذ القرارات السليمة واختيار السبيل الذي يقرّبك من أهدافك.
اجعل خيارك الدائم أن تحسّن من نفسك قدر الإمكان، فهذا الاختيار سيوصلك إلى مراتب عُليا في الحياة
5- تخلّص من السلبية
يُدرك الأشخاص السعداء أنّ السلبية ستُعيقهم عن المُضي قدمًا في حياتهم، وتحول دون نموّهم وتطوّرهم. لذا يجب أن يكون التخلّص من الأفكار والمشاعر السلبية على رأس أولوياتك كلّ يوم. تأمّل محيطك والأشخاص من حولك، وإن وجدت أيّ شيء أو شخص يُشعرك بالإحباط أو بأي شيء سلبي لا تتردّد أبدًا في إزالته من حياتك. لا تتنازل إطلاقًا ولا تتهاون حينما يتعلّق الأمر بالأفكار السلبية، فهي مصدر كلّ معاناتك ومشاكلك. ألم تسمع بالمقولة: “الحياة عبارة عن 10% مما يحدث معنا و 90% من سلوكنا تجاهه” – تشارلز آر سويندول
6- كن مكتفيا بذاتك
إن سألت الناس حول الطريقة التي يرغبون في أنّ يتمّ التعامل معهم بها، فلن تجد حتمًا أيّ شخص يجيب بأنه يريد أن يتمّ التعامل معه بشكل سيء!
و جمل مثل: “عامل الآخرين كما تحبّ أن تُعامل” أو “عاملهم كما يحبون أن تتمّ معاملتهم”…مثل هذه الجمل قد تكون بلا معنى.
لأنها تركّز على الآخرين. إنّها تجعلك تنخرط أنت ومشاعرك في تصرّفات الآخرين وتشغلك بالقيام بنشاطات والتزامات للعالم الخارجي لا تعود عليك بأيّ نفع. السعادة الحقيقية ستملأ ان حياتك عندما تركّز على نفسك وتقضي وقتك في تحسينها. اجعل تركيزك منصبّا على نفسك فقط، افهم ذاتك وحسّنها وطوّرها، وحينها فقط سيصبح في وسعك معاملة الآخرين جيّدًا.