الدين يدخل على السياسة؟!: كذبة كبيرة!
الدين يدخل على السياسة؟!: كذبة كبيرة!
الدين لا يدخل على السياسة لأن الدين أكبر من أن يدخل على مكان ضيق.
إقحام الدين في السياسة؟ مصطلح اعتدنا سماعه منذ أن نجح الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى سنة 1918 بسلخ المجتمعات العربية عن العالم الإسلامي الكبير , ومنع الدويلات المستحدثة من الحكم بالشرع الحنيف , وانتزاع مفهوم الاحتكام الى شرع الله عند المسلمين والرجوع الى الشريعة والقرآن الكريم وسنة محمد الأمين عليه أفضل الصلوات والتسليم,في حكم البلاد والعباد,و في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالناس ومصالحهم وعلاقاتهم فيما بينهم .
هل الإسلام دخيل؟
اليوم نسمع عن تدخل الدين في السياسة وأسلمة الدول والدساتير والمجالس التشريعية وكأن الإسلام دخيل على مجتمعاتنا أو جاءنا من الخارج … الدين لا يدخل على السياسة لأن الدين أكبر من أن يدخل على مكان ضيق معتم يمارس فيه فن الكذب والمساومة والغاية تبرر الوسيلة…
الحل ليس بمفاتيح الغير؟
لايمكن للدين أن يعود سيد الأحكام من خلال الوسيلة التي اعتمدت أصلاً لإلغائه, فالسياسة بمختلف أدواتها الديموقراطية والديكتاتورية والشمولية والملكية والتي انيثقت عنها الأنظمة الجاثمة على صدور العرب, والمجالس التشريعية والدساتير الوضعية والأفكار القومية والإشتراكية واليسارية واليمينية, وُجدت أساسا لتَحُل مكان الدين ولتمنعه من استرداد موقعه الأصلي كدستور وشريعة ومنهاج لأمة ما كانت لترتقي منذ 1400 سنة ويزيد لولا أن رفع شأنها هذا الدين على جميع الصعد والميادين فما أضعف ذاكرة الناس .!
إذا فما الوسيلة؟
الوسيلة الناجحة والناجعة هي أن يكون كل إنسان مسلم حقيقي ويتصرف في المجتمع بناء على تعاملات راقية هي ثمرة العبادات والطاعات, فإذا لم تثمر العبادات مكارم الأخلاق فلا جدوى منها ولا فائدة للمجتمع ككل ولن يكون الدين مصدر ثقة وولاء فلا بد أن تُزهر الطقوس والشعائر والعبادات تعاملات مجتمعية راقية, تؤمن العدل والإنصاف والشفافية, تكون جاذبةً لكل أطياف المجتمع للإجتماع حولها والعمل على تكريسها وتمكينها, وهذا ما لمسناه من خلال التجربة التركية الحديثة.
زيارة للتاريخ
تعالوا لنعود بالذاكرة الى ما قبل 1400 سنة من الآن, كيف كان الوضع في منطقة الشرق الأوسط؟ وكيف كان وضع العرب في تلك المرحلة ؟ ومن كان وراء انشاء الأمة العربية والإسلامية الممتدة من حدود الصين إلى حدود اسبانيا والبرتغال وصولاً الى قلب أوروبا, نعم إن هذا الكلام معاد ومستهلك ولكن نكرره على مسامع من لا يريد أن يتذكر أن صانع هذه الأمة هو الدين الإسلامي.
إقرأ أيضاً الإمبراطورية العثمانية من سيف أرطغرل إلى نفط عبد الحميد
أخصامنا يتغنون بأمجادنا!
إن هذه الأمة والتي شكٌَل أولى خطواتها محمد صلى الله عليه وسلم وتابع من بعده خلفاؤه وصحابته , وواصلوا الدعوة إلى الله باللسان والساعد والمعاملات ومكارم الأخلاق والسيف والفتوحات حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم من امة عربية إسلامية يتغنى بها القوميون والعروبيون وينسون أو يتناسون ان سبب وجود هذه الأمة وسبب إزدهارها هو الاسلام وهذه حقيقة لا تستدعي التذكير, إلا لمن تعمد نسيانها وأغفل ذكرها هربا من طاعة الله وتطبيق شرعه والعيش تحت لواء الاسلام وقوانينه العادلة.
أعداؤنا في قمة تدينهم
فهل يحق لإسرائيل أن تُقيم دولة دينية قائمة على أرض عربية وإسلامية هي مهد الديانات السماوية الثلاث, وهل يحق لها أن تعود آلاف السنين إلى الوراء لتحيي فكرة أرض الميعاد المذكورة في التوراة, وأن يتداعى يهود العالم للتجمع واغتصاب الأرض والبيت والعرض والمقدسات, وأن تُعادي كل من حولها على أساس ديني, و المصيبة أن من حولها يتخلون عن دينهم لمحاباة يهود إسرائيل المغتصبين.
دولة دينية أخرى
وهل يحق لإيران ان تبني دولتها على مذهب باطني وفرقة منشقة عن أصل الإسلام وتعود بالتاريخ إلى الوارء الف سنة ويزيد لتُغذِّي فتن وانشقاقات وثارات طوى الزمن لهيبها وأصبحت تاريخاً للاعتبار لا للدمار, وهل يحق لإيران أن تُعادي كل من حولها على أساس الفروقات المذهبية والخلاف على التاريخ والجغرافيا والمعتقدات الدينية.
صحوة لا بد منها
فهل يا ترى إذا صحا المسلمون اليوم وطالبوا بإعادة الحق إلى اصحابه واسترداد موقع الشرع والدين وإعادته إلى مواقعه الحقيقية يعتبر إقحاما وتدخلا وتطرفا وتخلفا ورجعية؟, لا والله فالمقتحم والدخيل هو الانظمة الطفيلية التي نمت وترعرعت وشربت من المياه الآسنة لأجهزة المخابرات العالمية وفرضت نفسها على حين غرة , في وقت كان فيه المسلمون نائمين بل مخدرين بل مغيبين.
تعدد الأعداء
إني أُشَبِه اليوم الأنظمة التي ترفض التحدث عن إسلامية مجتمعاتنا بالصهاينة الذين سلبوا أرضنا واليوم يتحدثون عن أمنهم و عن أحقيتهم بحسن الجوار مع جيرانهم ونسوا انهم معتدون ظالمون, سلبوا الأراضي والحقوق و استباحوا الأطفال والنساء والعُجَّز…
والأنظمة العربية سلبت الناس حقهم في الإحتكام الى شرع الله وتعتبر ان كل من يطالب بذلك عدو للوطن والنظام وتعامله بقساوة لا تعامل بها من يتعامل مع اسرائيل أو يتجسس لمصلحتها, فالعملاء يخرجون من السجون ومئات المنتمين الى مختلف التيارات الإسلامية معتقلون داخل السجون العربية.
تستطيع الانظمة العربية أن تقنع نفسها وشعوبها بالتعاون وإقامة العلاقات مع اسرائيل ولكن لا تستطيع أن تجد حلا مع الإسلامييين الحركيين ولا تستطيع التعايش معهم!!إنها مهزلة من مهازل الأنظمة المتآكلة المتداعية الذ اهبة إلى الزوال.
المصادر