التوافق النفسي مفهومه وأبعاده
التوافق النفسي: مفهومه وأبعاده:
يشيع خلط بين مفهوم التوافق adjustment ومفهوم التكيف adaptation، الأول مفهوم خاص بالإنسان في سعيه لتنظيم حياته وحل صراعاته، ومواجهه مشكلاته الحياتية من اشاعات وإحباطات وصولا إلى ما يسمى بالصحة النفسية أو السواء أو الانسجام
والتناعم مع الذات والأخر، في الأسرة، وفى العمل.
التوافق النفسي مفهومه وأبعاده
وفي التنظيمات التي تنخرط فيها، وعليه فالتوافق مفهوم إنساني ويكون سوء التوافق mal adjustment هو فشل الشخص في
تحقيق إنجازاته وإشباع حاجاته، ومواجهه صراعاته،
ومن ثم يعيش الفرد في الأسرة، وفى العمل، وفى التنظيمات التي ينخرط فيها في حاله من عدم الانسجام وعدم التناغم.
اقرأ ايضا: أهمية الصحة النفسية في المجتمع
مفهوم التكيف وأعاد تسميته بالتوافق:
أما مفهوم التكيف adaptation فهو يشمل تكيف الأنسان والحيوان والنبات إزاء البيئة الفيزيقية التي يعيشون فيها.
فالأنسان والحيوان أو النبات ( الكائن الحي ) حتى يستطيع أن يعيش في البيئة عليه أن يكيف نفسه لها وقد يحدث تحويرات في كيانه لمواجهه مشكلات وصعوبات مفروضة عليه في البيئة
وقد أستعار علماء النفس مفهوم التكيف وأعاد تسميته بالتوافق ويمثل التوافق والتكيف معا منظورا وظيفيا لملاحة وفهم السلوك البشرى والحيواني هذا يعنى باختصار أن السلوك البشري والحيواني ينبغي ان يفهم باعتباره محاولة للتكيف للأنواع المختلفة من الحاجات الفيزيقية ( الجسمية ) أو توافقا للمتطلبات السيكولوجية.
ويعنى علم النفس بما يسمي البقاء ” البقاء السيكولوجي ” أو التوافق أكثر من عنايته بالبقاء الفسيولوجي أو التكيف.
ويتم تفسير السلوك نفسيا باعتباره أنواعا من التوافق للضغوط أو الحاجات ويبدو من التحليل السيكولوجي أن هذه الحاجات نوعان:
اجتماعي أساسا أو تفاعلي، وينتج من ضرورة العيش مع الأخرين في وئام.
داخلي أساسا، ينبثق في جزء منه، من التركيب البيولوجي للإنسان، الذى يتطلب حاجات معينه مثل الطعام، الماء، الدفء ،
والراحة والبقاء.
ومن أهم الشروط التي تحقق التوافق النفسي ( الذى يحقق الصحة النفسية للفرد ).
ان يتحقق إشباع دوافع السلوك وحاجات الفرد العضوية وغير العضوية كما سبق ان أشرنا سالفاً.
ان حياة الإنسان سلسلة متتالية من العمليات التوافقية والتي يحاول فيها القيام بتغيير سلوكه وتعديله وتطويره عند الاستجابة للمثيرات والمواقف المختلفة من أجل إشباع حاجاته، حتى يحدث توافق
حتى يقل التوتر الناشيء عن عدم إشباع الحاجة وبالتالي الشعور بالارتياح بعد تحقيق الهدف.
ولكن أحياناً تتغلب الظروف المحيطة بالإنسان ولا يستطيع
مواجهة هذه الظروف ومعالجتها وبالتالي يحول ذلك بينه وبين
إشباع حاجاته، ولذا يحاول الإنسان البحث عن بديل من شأنه أن يقلل من التوتر الناشيء لدية أو الصراع، أو الإحباط والذى من شأنه أن يهدد الصحة النفسية للفرد.