الطغيان والتواكل والجهل يصنع الطبقية

الطغيان والتواكل والجهل يصنع الطبقية

الطغيان والتواكل والجهل يصنع الطبقية

إن التناقض الدائم بين الأغنياء والطبقة المتوسطة والكادحة والمعدومة ,والفروقات الإجتماعية والإقتصادية, وسوء توزيع الثروة والمقدرات, وغياب العدالة الإجتماعية, يكون دائماً سبباً رئيسياً لدفع الشباب من أبناء الطبقة المتوسطة والكادحة والفقيرة والمعدومة إلى للإنتماء إلى حركات حزبية, يمينية أو يسارية, أو إلى جماعات وتيارات دينية.

الظاهر والباطن

هذه المجموعات يكون ظاهرها سياسي وعقدي وباطنها طبقي إجتماعي, وذلك للبحث عن مشاريع وآليات تنظم توزيع الثروة وتؤمن العدالة الإجتماعية وتحفظ حق الجميع بالإستفادة من خيرات الأرض والوطن والدولة بالتساوي المبدئي ومن ثم بحسب عمل الشخص وجهده واجتهاده.

يختلط الحابل بالنابل

يختلط الهدف الأسمى ليتلوث بالمآرب الضيقة ويصبح بعد ذلك العمل النضالي  هدفاً لإيجاد موطئ قدم على الساحة العامة لإثبات الذات, ولتأمين المصلحة الشخصية بغض النظر عن مصلحة الجمهور, وهنا ينشأ شرخاً إضافياً في الطبقة الواحدة  ويقسمها إلى طبقات مما يؤدي إلى انقسام عامودي وأفقي مشتتاً المجتمع ومبعثراً طاقاته.

إقرأ أيضاً كيف تتحول المبادرة إلى مشروع ناجح 

طبقة واحدة

كان الناس كلهم مع بداية البشرية طبقة واحدة كلٌ يعمل ويُحَصِّل رزقه وغاياته على قدر عمله واجتهاده إلا أن معايير وأسباب كثيرة ادت إلى انقسام المجتمع البشري إلى طبقات وفئات منها كما ذكرنا آنفاً الإجتهاد الشخصي, وثانياً القوة والطمع وحب التملك التي تفرز سلطة مالكة وحاكمة تتحول إلى طبقة سياسية من الممكن أن تكون جائرة وظالمة.

كذلك فإن تضخم رأس المال لدى الفئات العاملة باجتهاد, وتكاسل الفئات الخاملة والإتكالية, ومحدودية البعض الآخر في العمل وتحصيل الرزق, يولد طبقات وانقسام مجتمعي حاد.

هذا الفرز الطبقي إذا لم يتماهى مع المُثُل والقيم والتعاليم الدينية وثقافة الزكاة وفلسفة الإيثار التي عممها الدين الإسلامي, سيصبح انقساماً يؤدي إلى نزاعات وحروب وتقلبات سياسية واجتماعية وأمنية.

145 الطغيان والتواكل والجهل يصنع الطبقية
                                                                                           غياب سياسة التنمية المتوازنة يؤدي إلى إنشاء أحزمة البؤس.

مصدر قلق

كذلك فإن هذا الفرز الطبقي إن لم يتماهى مع العمل الجاد والمثابرة والإجتهاد من قبل العاملين والكادحين والحرفيين وحتى المعدمين سيؤدي إلى تكوين فئات مجتمعية بائسة معوزة متكلة ومتواكلة, تكون دائماً مصدراً للقلاقل والشغب والخروج عن القانون ومصدر قلق للمجتمع بأكمله.

 

              الطغيان والتواكل والجهل يصنع الطبقية
                                          الجهد شرط أساسي لكسب العيش والأجر شرط إلزامي أن يكون مناسباً وكافياً.

 

وهنا نقدم ستة أسباب تؤدي إلى اتساع الشرخ بين طبقات المجتمع:

أولاً: تقوقع الأرستقراطيين في قصورهم وصروحهم واعتبار كل من هو دونهم بالمال والجاه والحسب والنسب, طبقة دنيا يتعاملون معها بإستعلاء ويُشعرونهم دائماً بالفارق الإجتماعي الكبير ويخلقون نوعاً من الحساسية الملتهبة التي تؤدي في غالب الاحيان إلى الحسد والحقد الطبقي الذي ينتهي عادة بالعداء التاريخي المتوارث عبر الأجيال .

%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%A9 الطغيان والتواكل والجهل يصنع الطبقية
ظاهرة البرجوازيين وحديثي النعمة بدأت في فرنسا مع بدء الثورة الصناعية في القرن السابع عشر.

 

ثانياً: استغلال البرجوازيين وحديثي النعمة من أرباب الأعمال الكبرى والمصانع والمعامل  للطبقة الكادحة والعاملة والتي تقوم الأعمال على أكتافهم, فتارة يعتبرونهم رفقاء النجاح, وطوراً يظلمونهم ولا يعطونهم حقوقهم ويعتبرونهم يد عاملة رخيصة تُستبدل عند الحاجة بسهولة, مع تذكيرهم دائماً بفارق المستوى المعيشي والإقتصادي فيما بينهم عندما تتضارب المصالح مع بعضها البعض.

d9a2d9a0d9a1d9a8d9a0d9a9d9a0d9a4_d9a1d9a2d9a2d9a6d9a5d9a9 الطغيان والتواكل والجهل يصنع الطبقية
                                                                                        استغلال الطبقة العاملة وحرمانها من حقوقها.

ثالثاً: إتكال بعض أبناء الطبقة الفقيرة بالمطلق على الأغنياء والبرجوازيين وأصحاب النفوذ والوقوع في آفة الإستزلام المهين والولاء الأعمى, ودعم أصحاب المال والسلطة بالحق والباطل,  والسعي وراء لقمة العيش بطريقة مذلة ومهينة, مما دفع الأرستقراطيون والبرجوازيون إلى إحتقارهم واعتبارهم نفعيين واستغلالهم وتسخيرهم لمصالحهم.

رابعاً: لجوء  أبناء الطبقات الفقيرة إلى الحركات الحزبية  هرباً من ذل الاغنياء, ولإيجاد كيان فعال مستقل يحفظ حقوقهم, فتشكلت النقابات والإتحادات واللجان والروابط العمالية والمهنية للمحافظة على حقوق منتسبيها.

خامساً : أصبحت تلك الحركات تجمعاً للباحثين عن ملجأٍ إجتماعي ويُعطيهم القيمة التي افتقدوها في مكانٍ آخر, لتصبح  وعاء يحتضن فئة معينة من الناس, وهذا بطبيعة الحال يساعد على توسعة الفروقات والحواجز إن لم تكن تلك الحركات ترقى بأسلوب عملها إلى كونها جهة تمثيلية حقوقية وليست تجمع طبقي.

سادساً : تشكل طبقة مستجدة من المتعلمين والمتخصصين وحاملي الشهادات العالية من أبناء الطبقات الكادحة, هؤلاء أيضاً استغل الكثير منهم  الكادحين والعوام بثقافتهم ومعرفتهم  وعلمهم وسيطروا على عقول الكثيرين من البسطاء لتثبيت مواقعهم وخدمة مصالحهم.

في المحصلة النهائية يدفع الإنسان البسيط الصادق والعفوي ثمن شفافيته وبراءته ويكون ضحية المتطلعين على شتى أنواع المصالح والمنافع في مجتمع يقوم بالدرجة الأولى على المصالح المتبادلة.

المصادر                                                    الطغيان والتواكل والجهل يصنع الطبقية                    الطغيان والتواكل والجهل يصنع الطبقية

  1. الدستور
  2. سطور
  3. الشرق الأوسط
  4. الرأي
  5. الغد
  6. ويكيبيديا
  7. مركز مالكوك كير
  8. I BLEIVE IN SCIENCE
  9. ZAHMA CAIRO
  10. ETHIOFAB

Share this content:

تعليق واحد

comments user
Farha

قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

إرسال التعليق