Bullying in children 1 AR15022024 - التنمر: أنواعه، أسبابه، وأفضل طرق العلاج – دليل شامل 2025 1

التنمر: أنواعه، أسبابه، وأفضل طرق العلاج – دليل شامل 2025

مقدمة: ما هو التنمر؟

يُعد التنمر سلوكًا عدوانيًا متعمدًا ومتكررًا يمارسه فرد أو مجموعة ضد شخص آخر يجد صعوبة في الدفاع عن نفسه. هو ليس مجرد خلاف عابر أو مزاح ثقيل، بل هو اختلال في ميزان القوى يهدف إلى إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي بالضحية. ولذلك، يعتبر التنمر ظاهرة اجتماعية خطيرة تتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية وتتطلب فهمًا عميقًا لأبعادها المختلفة من أجل مواجهتها بفعالية.

تعريف التنمر وأنواعه

بصفة عامة، يتم تعريف التنمر على أنه نمط من السلوك العدواني الذي يتضمن ثلاثة عناصر أساسية: (1) النية في إيذاء الآخر، (2) التكرار على مدار فترة زمنية، و(3) وجود فارق في القوة (سواء كانت جسدية أو اجتماعية) بين المتنمر والضحية.  وتتعدد أنواع التنمر لتشمل الإساءة اللفظية، والجسدية، والاجتماعية (العزل)، والشكل الأحدث وهو التنمر الإلكتروني.

أسباب التنمر:

يعد التنمر بين الاطفال سلوكاً غير طبيعي ينتج عن خلل ما. إليك بعض أسباب التنمر وعوامل اكتساب الطفل للسلوك العدائي:

  1. الإهمال أو المعاناة من علاقة سلبية مع الوالدين.
  2. قلة ثقة الطفل بنفسه والشعور بالضعف والعجز.
  3. العنف الأسري والتربية الخاطئة.
  4. الغيرة والبحث عن الاهتمام والتنافس بين الأخوة.
  5. انعدام الأمن العاطفي والنفسي.
  6. اضطرابات ومشاكل نفسية.
  7. الألعاب الإلكترونية العنيفة.
  8. عدم الوعي بالأثر الضار الحقيقي للتنمر على الضحايا.
  9. غياب دور المدرسة في تقويم الطلاب وتنشأتهم بطريقة ايجابية.
  10. غياب الوازع الديني والأخلاقي.

أشكال التنمر: اللفظي، الجسدي، الإلكتروني

يمكن تفصيل أشكال التنمر الرئيسية على النحو التالي:

  • التنمر اللفظي: يشمل استخدام الكلمات لإيذاء الآخرين، مثل التنابز بالألقاب المهينة، السخرية، التهديد، أو التعليقات غير اللائقة حول مظهر الشخص أو خلفيته.
  • التنمر الجسدي: يتضمن أي اعتداء جسدي مباشر مثل الضرب، الركل، أو الدفع. كما يشمل سرقة الممتلكات أو إتلافها لإيذاء الضحية.
  • التنمر الاجتماعي (Relational Bullying): يهدف إلى تدمير سمعة الشخص أو علاقاته الاجتماعية من خلال نشر الشائعات، التجاهل المتعمد، أو تشجيع الآخرين على عزله اجتماعيًا.
  • التنمر الإلكتروني (Cyberbullying): هو استخدام التكنولوجيا الرقمية (مثل وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية) لمضايقة أو تهديد أو إذلال شخص ما. ويمتاز بقدرته على الوصول للضحية في أي وقت ومكان.

التنمر المدرسي وتأثيره على الطلاب

طفل يجلس وحيدًا في ساحة المدرسة بينما يتهامس عليه آخرون في الخلفية، مما يوضح مفهوم التنمر المدرسي.

يعتبر التنمر المدرسي من أخطر المشكلات التي تواجه البيئة التعليمية. فتأثيره لا يقتصر على الأذى اللحظي، بل يمتد ليؤثر سلبًا على التجربة التعليمية بأكملها. حيث يُظهر الطلاب الذين يتعرضون للتنمر غالبًا تراجعًا في الأداء الأكاديمي، وزيادة في معدلات الغياب بسبب الخوف أو القلق، وصعوبة في التركيز داخل الفصل. علاوة على ذلك، يمكن أن يدمر التنمر بيئة التعلم الآمنة التي تعتبر شرطًا أساسيًا للتحصيل العلمي والتطور الاجتماعي.

آثار التنمر النفسية والاجتماعية:

رغم أن الإساءة ظاهرة مجتمعية تنتشر في عالم الكبار كما في عالم الصغار، فإن تأثيراته المزعجة تكون أكثر وضوحًا عند الأطفال بسبب عدم اكتمال نمو جوانبهم النفسية وهشاشة مشاعرهم وعواطفهم، وعجزهم عن تصريف تلك الضغوطات بشكل صحيح. تشمل آثار التنمر النفسية ما يلي:

  1. تراجع الأداء الأكاديمي للطفل ورفض الذهاب للمدرسة.
  2. تأثر علاقاته الاجتماعية وفقدان الثقة بالآخرين.
  3. الإصابة بالاكتئاب أو القلق والاضطرابات النفسية.
  4. اضطرابات في تناول الطعام وحدوث مشكلات بدنية مرضية.
  5. الانطواء والعزلة.
  6. انخفاض الثقة بالنفس وتدني تقديره لنفسه.
  7. الغضب عند الحوار معه والشعور بالقلق والعصبية والاحتراس الزائد.
  8. التعرض بصورة كبرى لخطر تعاطي المخدرات.
  9. إهمال مضهره الخارجي وعدم إهتمامه بشكله العام.

نظرة الإسلام إلى التنمر

يحرم التنمر في الإسلام تحريمًا قاطعًا، حيث إن مبادئه الأساسية تقوم على الكرامة الإنسانية والعدل والإحسان. في سورة الحجرات، ينهى القرآن الكريم صراحة عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، فيقول تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ… وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ” (الحجرات: 11). وبالتالي، يعتبر كل فعل يهدف إلى إهانة الآخر أو تحقيره مخالفًا لجوهر الأخلاق الإسلامية التي تدعو إلى حفظ كرامة الإنسان وحسن التعامل معه، وهذا من صميم ماهو علم الاجتماع من منظور إسلامي.

طرق علاج التنمر: نفسية، تربوية، قانونية

يقع على الأهل وإدارة المدرسة الدور الأهم والأكبر في علاج التنمر. اليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها:

  1. ثقّف طفلك بشأن التنمّر. فعندما يعرف الطفل ما هو التنمّر، سيصبح قادراً على تمييزه بسهولة أكبر، سواء أكان يحدث له أم لشخص آخر.
  2. تحدَّث مع طفلك. فكلما تحدثت مع طفلك، كلما اطمئنّ أكثر لإخباركَ فيما إذا شهِد تنمرًا أو تعرض له.
  3. ساعد في بناء شعور الثقة بالنفس لدى طفلك. شجّع طفلك على التسجيل في دروس، أو الانضمام إلى أنشطة يحبها فهذا سيساعده على بناء ثقته بنفسه.
  4. كُنْ قدوةً. وضّح لطفلك كيفية التعامل مع الأطفال والبالغين الآخرين بلطف واحترام من خلال قيامك بالشيء نفسه إزاء الأشخاص المحيطين بك.
  5. كُنْ جزءاً من تجربة طفلك على شبكة الإنترنت. تعرّف على المنصات التي يستخدمها طفلك، واشرح لطفلك عن العالم الرقمي، وحذّره من المخاطر المختلفة التي سيواجهها على شبكة الإنترنت.
  6. التدخل القانوني: بالإضافة إلى ذلك، سنت العديد من الدول قوانين صارمة لمكافحة التنمر، خاصة التنمر الإلكتروني، والتي قد تشمل عقوبات جنائية أو مدنية، مما يوفر رادعًا قانونيًا وحماية للضحايا.

دور الأسرة والمدرسة في الوقاية

الوقاية خير من العلاج، ويلعب كل من الأسرة والمدرسة دورًا حاسمًا في هذا الصدد:

  • دور الأسرة: يبدأ دور الأسرة في الوقاية من خلال بناء علاقة مفتوحة وداعمة مع الطفل، تعليم قيم التعاطف واحترام الآخرين، مراقبة سلوكه عبر الإنترنت، والتعامل بجدية مع أي علامات تدل على كونه ضحية أو متنمرًا.
  • دور المدرسة: يجب على المدارس تبني سياسة “عدم التسامح المطلق” مع التنمر، تطبيق برامج توعية منتظمة، تدريب المعلمين على كيفية التعرف على التنمر والتدخل بفعالية، وتوفير بيئة آمنة يشعر فيها الطلاب بالراحة للإبلاغ عن أي حوادث دون خوف.

 

هل تسعى لفهم أعمق للظواهر الاجتماعية المعقدة؟

دراسة التنمر هي أحد تطبيقات تخصص علم الاجتماع. استكشف كيف يمكن لبرامجنا الأكاديمية، مثل بكالوريوس علم الإجتماع، أن تزودك بالأدوات اللازمة لتحليل وفهم سلوكيات مثل التنمر والمساهمة في إيجاد حلول لها. اكتشف برامج البكالوريوس

 

ما هو مفهوم التنمر؟

مفهوم التنمر هو شكل من أشكال السلوك العدواني المتكرر والمتعمد الذي يمارسه شخص أو مجموعة أقوى ضد شخص أضعف. يتميز باختلال القوة ويمكن أن يكون جسديًا (كالضرب)، لفظيًا (كالإهانات)، اجتماعيًا (كالعزل)، أو إلكترونيًا.

ماذا قال الإسلام عن التنمر؟

حرّم الإسلام إيذاء الآخرين والسخرية منهم. الآية 11 من سورة الحجرات تنهى صراحة عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، مؤكدة على كرامة الإنسان. بالتالي، فإن التنمر بجميع أشكاله يتعارض مع المبادئ الأخلاقية الأساسية في الإسلام التي تدعو إلى الاحترام المتبادل وحسن الخلق. وهذا من صميم مفاهيم علم الاجتماع الإسلامي.

ما هي صفات الشخص المتنمر؟

غالبًا ما يُظهر الشخص المتنمر رغبة في السيطرة على الآخرين، وقد يعاني من تدني احترام الذات، أو يكون قد تعرض هو نفسه للإيذاء. من صفاته أيضًا قلة التعاطف مع مشاعر الآخرين، الميل إلى العدوانية لحل المشكلات، والسعي لجذب الانتباه أو الحصول على مكانة اجتماعية. وقد درس علماء علم الاجتماع هذه الأنماط السلوكية بعمق.

ما هي أسباب التنمر؟

تتعدد أسباب التنمر وتشمل عوامل فردية وأسرية ومجتمعية. من بينها: التعرض للعنف الأسري، البحث عن الشعور بالقوة والسيطرة، الغيرة، نقص المهارات الاجتماعية مثل اهمية التواصل الاجتماعي، التعرض لمحتوى عنيف في الإعلام، أو الرغبة في اكتساب شعبية بين الأقران.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *