لبنان في ظل الإنتداب الفرنسي
لبنان في ظل الإنتداب الفرنسي
بعد اعلان دولة لبنان الكبير وسريان مفاعيل الإنتداب الفرنسي على هذا الكيان المستحدث انقسم قاطنوه إلى قسمين, قسم مسيحي مؤيد للإنتداب الفرنسي حيث وجد ضالته مع الغرب الفرنسي في هذا الوطن المستحدث منسلخا عن الوطن الإسلامي الكبير الذي تفتت توه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مع اعتراضه الشديد على مشاركة هذا الوطن مع أهل المدن من المسلمين السنة, حيث كان المسيحيون يطالبون بوطن قومي مسيحي على مساحة جبل لبنان وإن صغرت مساحته وقلت موارده حيث رددوا الكثير من العبارات والشعارات التي أصبحت من صميم وصلب الكيان اللبناني المستحدث,” هنيئا لمن يملك مرقد عنزة في جبل لبنان”, ” فلاح لبناني مكفي سلطان مخفي”.
المسلون السنة بدورهم وجدوا أنفسهم في كيان صغير غريب بعدما كانوا ينتمون إلى عالم كبير يبدأ من الدار البيضاء في المغرب وينتهي على تخوم الصين, فلم يستطيعوا تقبل فكرة لبنان الكبير فمهما كبر فهو بالنسبة لهم كالسجن, حيث كان أهل المدن معروفون بتنقلهم الدائم من المدن الساحلية إلى شتى أصقاع العالم العربي كفلسطين والشام وحلب وحمص وحماه والحجاز بهدف التجارة والتعلم والتزواج والتواصل مع محيطهم القريب ومتنفسهم الطبيعي.
عمل الإنتداب الفرنسي جاهداً على تقوية المسيحيين من خلال تعليمهم ورفع مستواهم الثقافي والعلمي وتلقيحهم بالثقافة الفرنسية حتى يكتسبوا مهارات التجارة والتعليم والإقتصاد والمهن والحرف وانشأوا طبقة من المسيحيين المتعلمين والمثقفين والتجار وأعطوهم وكالات تجارية حصرية لاستيراد كافة المنتجات والبضائع والسلع من الخارج, وقاموا بفتح المدارس الفرنسية الدينية والجمعيات الإجتماعية والخيرية والتضامنية وأنشأوا مجتمعا متماسكاً وجيلا مسيحيا مثقف يستطيع أن يمسك زمام أمور الحكم في الدولة اللبنانية المستحدثة ويديرها ببراعة.
انتظرونا في مقال جديد بعنوان شيعة لبنان
Share this content:
تعليق واحد