طوفان الأقصى

طوفان الأقصى

طوفان الأقصى

إن معركة الشعب الفلسطيني مع الإحتلال والإستعمار لم تبدأ في السابع من أكتوبر 2023 إنما بدأت قبل 105 سنوات من الإحتلال. 30 سنة تحت الإستعمار البريطاني و75 سنة من الإحتلال الصهيوني.

ومع ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48. والإعتداء على الأحرار والحرائر وتدنيس المقدسات واستباحتها، كان لا بُد من معركة وهجمة كبيرة تقلب الطاولة رأسًا على عقب فكانت معركة طوفان الأقصى.

فما هي الأسباب التي دفعت الى هجمة السابع من أكتوبر؟ وما مدى تأثير هذه الهجمة؟ وما هي آثارها على الإحتلال وأعوانه؟

عانى الشعب الفلسطيني طوال عقود من كافة أشكال القهر والظلم ومصادرة الحقوق الأساسية، ومن سياسات الفصل العنصري. وعانى قطاع غزة خاصةً حصارًا خانقًا مستمراً منذ 17 عامًا، ليتحوّل الى أكبر سجن مفتوح في العالم. كما عانى القطاع 5 حروب مدمّرة وفي كل حرب منها كانت إسرائيل هي البادئة فيها.

وفق دراسات إحصائية موثّقة منذ عام 2000 وحتى سبتمبر 2023 قام الإحتلال الإسرائيلي بقتل 11،299 فلسطينياً وجرح 156،768 آخرين والعالم لم يحرك ساكنًا.

فالولايات المتحدة وحلفاؤها يوفرون الغطاء والدعم للازم لإستمرار الإحتلال في قمع الشعب الفلسطيني، وتدنيس مقدساته ومصادرة أراضيه وتهويدها. واستغلال كل فرصة لتهجير الشعب للخارج.

انطلاقاً مما سبق، كانت عملية طوفان الأقصى حيث شنّت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) صباح السبت السابع من أكتوبر عملية عسكرية واسعة ضد إسرائيل. وذلك رداً على الإعتداءات المستمرة على الفلسطينيين. ومواجهة ما يُحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة.

136058182128665.Y3JvcCwxMDA3LDc4OCwxOTcsMA طوفان الأقصى

إن عملية طوفان الأقصى تُعد نقلة نوعية في شكلها وآثارها ونتائجها على المنطقة كاملة.

هذه المعركة كشفت زيف ووهم الجيش الذي لا يُقهر. حيث هدم القسّام منظومة الأمن الإسرائيلي وأوقع أكبر عدد من القتلى والجرحى في تاريخ إسرائيل. إضافةً الى أسر عدد كبير منهم 250 صهيونياً.

فالفشل الإستخباراتي الذريع الذي تعرضت له إسرائيل أثر على سمعتها كونها تمتلك واحدة من أقوى أجهزة الإستخبارات في العالم. وهذا الحدث سيكون له تأثيرًا إقتصاديًا هائلاً على صناعاتها الدفاعية.

ولعل أهم أثر لهذه المعركة هو إيقاف عمليات التطبيع الدائرة بالمنطقة. شهدت المنطقة تطوراً كبيراً خلال هذه المعركة حيث شهدت المقاومة إسنادًا ودعمًا ب 1998 عملية حتى اليوم ال 200 من المعركة. 1637 عملية من ساحة جنوب لبنان، و 243 عملية من ساحة العراق، و 118 عملية من ساحة اليمن.

بالرغم من الدعم العسكري الأميركي الغربي الكبير للإحتلال. إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه التي يزعمها وهي القضاء على حماس وتحرير الأسرى. كل ما فعله هو تدمير البنى التحتية، وإرتكاب جرائم مروّعة وجرم حرب وإبادة جماعية. زعماً منه أنه يحاول الوصول الى أهداف عسكرية، إلا أن هذه الأحداث لم تزده إلا خزياً حيث ظهرت حقيقته الإجرتمية أمام شعوب العالم الغربي المخدوع به. وكل هذا أدى الى وقوفه ومحاكمته وإدانته أمام محمكمة العدل الدولية.

إن عملية طوفان الأقصى سيكون لها دور كبير في تغيير موازين القوى في المنطقة للأبد. فما بعد السابع من أكتوبر ليس كما كان قبله.

Share this content:

إرسال التعليق