الهجرة

الهجرة

الهجرة

  • المقدمة:

مُنذ الأزمنة الأولى والبشرية في حالة تحرك وتنقل.  يعيش حوالى 281 مليون شخص حالياً، أي 3.6 بالمئة من سكان العالم تقريباً خارج بلدهم الأصلي والذين تتميز هجرة العديد منهم بدرجات مختلفة من الاضطرار. فبعض الناس ينتقلون بحثًا عن العمل أو لأسباب اقتصادية، ومنهم من يهاجر للانضمام إلى أفراد عائلته أو سعيا لتحصيل أكاديمي. بينما يتنقل آخرون هرباً من الصراع أو الاضطهاد أو الإرهاب أو انتهاكات حقوق الإنسان، وبعضهم يهاجر بسبب آثار تغيّر المناخ والعوامل الطبيعية والبيئية الأخرى.

  • تعريف الهجرة وانواعها:

الهجرة تعني حركة انتقال فرد واحد او مجموعة من الافراد من موطنهم الأصلي إلى مكان آخر بهدف الاستقرار فيه والبحث عن معايير حياتية أفضل. وتنقسم الهجرة الى نوعان داخلية أي عملية انتقال الأفراد من مكان لآخر، ولكن في داخل الدولة أو البلد الواحد، كالانتقالِ من الريف للمدن بحثًا عن فرص عمل أفضل مثلاً. وخارجية وهي حركة التنقل العالمية للأفراد إلى دولة أخرى لا يحملون جنسيتها للاستقرار فيها.

تعددت أنواع الهجرة ولكن يمكن تصنيفها على النحو التالي:

  1. الهجرة الداخلية: أي عملية انتقال الأفراد من مكان لآخر، ولكن في داخل الدولة أو البلد الواحد، كالانتقالِ من الريف للمدن بحثًا عن فرص عمل أفضل مثلاً.

الهجرة الخارجية: وهي حركة التنقل العالمية للأفراد إلى دولة أخرى لا يحملون جنسيتها للاستقرار فيها. وتشمل الهجرة بين القارات، والهجرة بين البلدان داخل قارة معينة.

  1. الهجرة الطوعية: وهي الهجرة التي يتم فيها اختيار الانتقال من مكان إلى آخر بشكل طوعي، وتشمل الهجرة بحثًا عن فرص عمل أفضل، أو الهجرة للدراسة، أو الهجرة للعيش في بلد آخر.
  2. الهجرة القسرية: وهي الهجرة التي يتم فيها الانتقال من مكان إلى آخر بشكل قسري، وتشمل السفر بسبب الحروب، أو النزاعات، أو الكوارث الطبيعية، أو الظروف الاقتصادية الصعبة.
  • أسباب ارتفاع معدلات الهجرة في الدول النامية:

لقد عرفت حركات الهجرة السكانية منذ زمن بعيد، والتي تحدث لأسباب سياسية أو اقتصادية أو طبيعية أو اجتماعية أو دينية، أو لغير ذلك من الأسباب. فهي ظاهرة اجتماعية واقتصادية لها أبعادها التاريخية القديمة، والتي تتعلَّق بشكل مباشر بالرغبة الطبيعية لدى الإنسان في التنقل والتغيير والإكتشاف من ناحية، والبحث عن مستويات أفضل للمعيشة والحياة وتوفير درجة أكبر من الأمن والأمان من ناحية أخرى. هنالك العديد من الأسباب التي تدفع الأفراد إلى ترك أوطانهم ومسقط رأسهم والهجرة إلى بلاد أو مدينة أخرى منها:

  1. أسباب اقتصادية: ان أهم أسباب هجرات السكان في عالم اليوم تعود الى مشاكل وازمات اقتصادية وذلك سعياً من قبل الأفراد للحصول على العمل وتحسين الاوضاع الاقتصادية.
  2. أسباب سياسية: لطالما كان البحث عن الأمن والأمان أحد أهمّ أسباب السفر عبر الزمان. حيث يضطرّ الكثير من السكان في مناطق النزاع والحروب وعدم الاستقرار السياسي وتغيير أنظمة الحكم إلى الهرب والانتقال إلى الخارج بحثًا عن حياة أكثر أمنًا، وهو الحال في عدد من دول الشرق الأوسط.
  3. أسباب دينية: كالاضطهاد الديني والحروب الدينية والحج الى الاماكن المقدسة.
  4. أسباب اجتماعية: للدراسة والتعليم وهذا أحد الأسباب التي تدفع الأفراد إلى السفر، خاصّة الأصغر سنًّا الذين يسعون إلى الالتحاق بالجامعات العالمية أو التخصصات التي لا تتوفّر في بلدانهم والزواج والارتباط حيث يهاجرون إلى دول أخرى للعيش مع أحبائهم والارتباط بهم. البحث عن المغامرة والاستكشاف.
  5. أسباب طبيعية: تلعب التغيّرات المناخية دورًا هامًّا في الهجرة، إذ تدفع الكوارث الطبيعية المختلفة من أعاصير وزلازل وبراكين أو التسونامي وندرة الموارد وتدهور الاراضي وانخفاض الانتاج الزراعي الكثيرين إلى ترك مواطنهم والانتقال إلى أماكن أخرى بحثًا عن بيئات أكثر أمانًا.

ومن بين الأسباب الأخرى لتزايد الانتقال، تقلص عدد سكان العديد من البلدان المتطورة، وانخفاض معدلات الخصوبة وارتفاع نسبة الشيخوخة فيها. فقد أصبح انخفاض نسبة السكان النشطاء اقتصاديًا في المجتمع مقارنة بمن بلغوا سن التقاعد، ظاهرة مميزة لغالبية هذه البلدان.

%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9 الهجرة

  • نتائج الهجرة:

عند التطرّق للحديث عن نتائج الانتقال، فلا بدّ من التطرّق للنتائج الناجمة عن السفر ان كانت بشكل ايجابي أوسلبي على الدول المهاجر منها والدول المهاجر اليها.

  1. النتائج في الدول المهاجر منها:

يواجه البلد الأم الذي يهاجر مواطنوه إلى الخارج تحدّيات عديدة نتيجة لهذا الانتقال من بلد لاخر

الايجابية:

  1. خلق نوع من التوازن الاقتصادي داخل البلدان المهاجر منها عن طريق تصريف فائض اليد العاملة الى الخارج وتخفيف مشكلة البطالة.
  2. الاموال المرسلة من المغتربين الى ذويهم في وطنهم الام.
  3. وصول بعض اصحاب الكفاءات الى مراكز ومراتب مهمة في دول الاغتراب مما ينعكس ايجاباً على الوطن الام.

السلبية:

  1. خسارة البلاد لليد العاملة الشابة والمثقفة والادمغة.
  2. حدوث خلل في التركيب السكاني الذي ينعكس سلباً على معدل النمو الطبيعي للسكان.
  3. النتائج في الدول المهاجر اليها:

يواجه البلد المضيف منافع وكذلك تحدّيات نتيجة تدفق المهاجرين إليه.

الايجابية:

  1.  تأمين اليد العاملة للقطاعات الاقتصادية المختلفة والاستفادة من الادمغة المفكرة.
  2. زيادة العمليات الاقتصادية من انتاج, استهلاك, تصدير وادخار.
  3. تعديل في بنية السكان الاجتماعية عن طريق زيادة العناصر الشابة.

السلبية:

  1. منافسة اليد العاملة الاجنبية لليد العاملة المحلية.
  2. خلل في التركيب السكاني من النواحي الاجتماعية والاقتصادية.
  3. مشاكل التفرقة العنصرية وظهور أحزمة البؤس.
  • الخاتمة:

يسعى الأفراد عموماً في البحث عن حياةٍ أفضل. لذلك يختارُ مُعظمهم السفر إلى دولٍ وأماكنٍ جديدة تُساعدهم على تحسين مُستوى حياتهم المعيشيّ، أو للهروب من الاضطرابات السياسيّة والحروب. لذا على الدول الأم السعي لتحسين أوضاع بلادها من جميع النواحي وتشجيع الاستثمار فيها.

Share this content:

إرسال التعليق