المرأة المسلمة والتحديات المعاصرة

المرأة المسلمة والتحديات المعاصرة

الأستاذ عمر عمَّار أقنيني ماجستير الدِّراسات الإسلامية من الأكاديمية العربية الدَّولية لبنان

ومدير مركز النُّور للتصحيح والتدقيق اللغوي بالجزائر

26 رجب 1444هـ/07 فبراير 2024م.

ملخَّص الدِّراسة:

إنَّ المتتبّع لواقع العالم اليوم الذي أصبح قرية صغيرة بفضل التطوُّر العلميِّ والتكنولوجيِّ ممّا أتاح التواصل بين جميع الدُّول في مختلف القارَّات عبر وسائل الاتصال الحديثة بمختلف أنواعها وأشكالها التي قرّبت كلَّ بعيدٍ واختصرت المسافات، وسهّلت التعرّف والاطّلاع على ثقافة وعادات الشّعوب فأثَّرت تأثيرًا كبيرًا، وأسهمت في زعزعة كيان الأمَّة ممَّا عاد سلبًا على ثقافتنا العربيّة والإسلاميّة، لا سيما ونحن نعلم بأنَّ أعداء الملَّة والدِّين لـمَّا تأكَّدُوا بحكم تجاربهم المريرة والمهينة والمذلّة لكبريائهم وجبروتهم، والمسقطة لهيبتهم المزعومة بأنَّ الحرب العسكرية لم تعد تُجدي نفعًا، واسألوا الإنجليز عن الحركة المهدية في السُّودان، وإيطاليا عن عمر المختار، ولئن نسينا فلن ننسى الحرب الصَّليبيَّة الفرنسية على الجزائر التي يَعرفُ الكلُّ أسبابها وأحداثها ونتائجها.

وقد جاءت هذه الدّراسة لبيان أبرز التحدّيات التي تواجه الأسرة المسلمة عامَّة والمرأة المسلمة على وجه الخصوص، ولمعرفة ذلك لا بدَّ من الإجابة على مجموعة من الأسئلة المهمّة وهي كالتالي:

  • ما هو دور الإعلام المحلِّي والعالمي في الأسرة المسلمة عامَّة والمرأة المسلمة على وجه الخصوص سلبًا وإيجابًا؟
  • لماذا الأسرة المسلمة عامَّة والمرأة المسلمة خاصَّة هي المستهدف الأوَّل من طرف وسائل الإعلام؟
  • ما هي التحدّيات التي تواجه المرأة في الدّاخل والخارج، وما هي أكبر التحدّيات الدّاخلية شراسة؟ ومن يُغذّيها وينفخُ فيها من روحه الفاسدة؟
  • ما هي أبرز التحدّيات الخارجية للأسرة المسلمة عامَّة والمرأة المسلمة خاصَّة؟
  • ما هي السُّبل والحلول لمواجهة التحدّيات الدّاخلية والخارجية للأسرة المسلمة عامَّة والمرأة المسلمة خاصَّة؟
  • ما هو دور الإعلام المحلِّي والعالمي في الأسرة المسلمة عامَّة والمرأة المسلمة على وجه الخصوص سلبًا وإيجابًا؟:

لـمَّا علم أعداء الملَّة والدِّين المكانة المرموقة التي تحتلُّها المرأة في المجتمع المسلم، وتيقَّنوا من دورها الفعَّال في تربية النّشء وإعداد الأجيال والمساهمة في التنمية الثقافية والاقتصادية عمدوا إلى وسائل الإعلام والاتصال المرئية والمسموعة والمقروءة لاستغلالها في تفكيك أواصر الأسرة المسلمة وبثّ الدِّعايات والإشاعات المغرضة في مجتمعاتنا التي كانت متماسكة عصيَّة على كلِّ دخيلٍ.

بعثوا الصَّحائف يلتوين * كأنَّما بعثوا بهنَّ عقاربًا وأفاعيا

صحف يزل الصدق عن صفحاتها* ويظل جد القول عنها نابيا

ليت الزلازل والصَّواعق في يدي* فأصبها للغافلين قوافيا

فنيت براكين القريض ولا أرى *ما شفني من جهل قومي فانيا

فلئن صمتُّ لأصمتنَّ تجلُّدا *ولئن نطقت لأنطقنَّ تشاكيا [1]

الإعلام ووسائل الاتصال التي تهدف إلى إضعاف المسلمين عامَّة والأسرة والمرأة المسلمة خاصَّة، ونشر الفتن بينهم لإشغالهم بمشاكل وحروب جانبيّة تؤخِّر تقدّمهم، وتحول بينهم وبين تحقيق الهدف الأسمى المتمثّل في الاستخلاف في الأرض قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا  يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا  وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(النّور 55)، وقال تعالى:( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)(البقرة 30) .

  • لماذا الأسرة المسلمة عامَّة والمرأة المسلمة خاصَّة هي المستهدف الأوَّل من طرف وسائل الإعلام؟

كلُّنا يعلم بأنَّ الأسرة والمرأة المسلمة هي المستهدف الأوَّل في هذه الحرب الثقافية والإعلاميَّة الدَّاعية إلى الانحلال والتفسُّخ، لأنَّهم يعلمون بأنَّ الأسرة هي الرَّكيزة الأساسية في بناء المجتمعات، والمحضن الأوَّل للأطفال فإذا صلحت صلُح المجتمع كلُّه وإذا فسدت فسد المجتمع كلُّه.

والتاريخ خير شاهدٍ على ذلك فإنَّ المرأة الصَّالحة على مرّ الدُّهور والأزمان كانت ولا تزال المصنع للأبطال والرِّجال. فهم يسعون بكلِّ الوسائل الإعلامية بمختلف أنواعها إلى تحويل المرأة إلى مصدر فسادٍ وإفسادٍ وهدمٍ بدلَ أن تكون مركز نورٍ وإشعاعٍ ينير الظُّلمات، ويداوي الجراحات، فهي المربّية في البيت، والمعلِّمة في المدرسة، والمعالجة في المستشفيات، والنَّاصحة المشفقة في النَّدوات والمحاضرات، والمخفِّفة عن زوجها عند الملمَّات والكربات، لذلك فهم لا يدَّخرون جهدًا في تحويل بوصلة المرأة المسلمة من الصَّلاح والإصلاح إلى الفساد والإفساد.

ولا شكّ بأنَّ هذه الحرب الإعلامية الضَّروس المعلنة وغير المعلنة أدَّت إلى زيادة حجم التحدِّيات التي تواجه المسلمين عامَّة والأسرة والمرأة المسلمة خاصَّة في عصرنا الحاضر، تحدِّيات داخليّة وخارجية:

  • ما هي التحدّيات التي تواجه المرأة في الدّاخل والخارج، وما هي أكبر التحدّيات الدّاخلية شراسة؟ ومن يُغذّيها وينفخُ فيها من روحه الفاسدة؟
  • التحدّيات الدّاخلية: وجدت من سُفهاء وضُعفاء أبناء جلدتنا من يُغذّيها وينفخُ فيها من روحه الفاسدة الكاسدة القابلة للاستعباد والاستحمار قال الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النُّور 19). 

فإذا كان الله سبحانه قد توعَّد كلَّ من يحبُّ أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا بالعذاب الأليم في الدُّنيا والآخرة، فكيف بمن سعى سعيًا حثيثًا، ليلاً ونهارًا، سرًّا وعلانية، وأنفق الأموال التي تنوء بحملها الجبال لإشاعتها ودعوة النَّاس إليها وتقبّلها والاعتراف بها )إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ( (الأنفال 36)، وبذلك فقد فتحوا أبواب الشُّرور على الأسرة التي تفكَّكت وكثر فيها  الطّلاق والخُلع الذي يعرف الكلُّ أسبابه، والتي على رأسها الخيانات الزّوجية التي نتج عنها الإجرام والفحش والتفحُّش وامتلأت السُّجون بعُتاة المجرمين الذين وجدوا فيه البيئة الحاضنة لكلِّ الأمراض الخُلقيَّة والنَّفسية والاكتئاب الذي ينتج عنه الإقدام على إلحاق الأذى بالنَّفس أو بالمحيطين بسبب الرُّوح العدوانية التي تصاحب الشُّعور في الغالب بالغبن والظُّلم المؤدِّي إلى الانتقام من المجتمع.

وإن من أكبر التحدِّيات الدَّاخلية شراسة الدَّعوة إلى الانسلاخ من المسؤولية الأسرية والتفريط في حقِّ الزَّوج وتربية النّشء الذي أصبح يشكِّل عبئًا كبيرًا على المرأة المسلمة المعاصرة التي أوكلت المسؤولية إلى الحضانات والرَّوضات ودور الرِّعاية الخاصَّة بالأطفال التي تسعى في غالبيتها إلى الرِّبح السَّريع والتي لا تهمُّها التربية ولا المحافظة على القيم والمبادئ إلاَّ من رحم ربُّك وقليلٌ ما هم، ناهيك عن رفض ونبذ قوامة الرَّجل الذي أصبح دوره لا يتعدَّى شأن المموّل الاقتصادي لحياة الأسرة فلا وقت لديه لمتابعة شؤون الأسرة الدَّاخلية بسبب ضغوط الحياة التي أصبحت صعبة بكلِّ المقاييس وهذا في حدِّ ذاته نبذٌ لأوامر الخالق سبحانه وتعالى الذي جعل القوامة بيد الرَّجل فقال جلَّ من قائلٍ: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )(النِّساء34)، وقال سبحانه وتعالى :(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ )(البقرة 228).

قال الإمام محيي السُّنَّة، أبو محمَّد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغويُّ الشَّافعيُّ المتوفَّى رحمه الله سنة 510ه: قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِمَا سَاقَ إِلَيْهَا مِنَ الْمَهْرِ وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا مِنَ الْمَالِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: بِالْجِهَادِ، وَقِيلَ: بِالْعَقْلِ، وَقِيلَ: بِالشَّهَادَةِ، وَقِيلَ: بِالْمِيرَاثِ، وَقِيلَ: بِالدِّيَةِ، وَقِيلَ: بِالطَّلَاقِ، لِأَنَّ الطَّلَاقَ بِيَدِ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: بِالرَّجْعَةِ، وَقَالَ سُفْيَانُ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: بِالْإِمَارَةِ، وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ : (وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) ، مَعْنَاهُ: فَضِيلَةٌ فِي الْحَقِّ، وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[2] .

وهذا الواقع المرير وللأسف الشَّديد نتج عنه التسيُّب والتفلُّت من الأحكام الرَّبانية والْقِيم الشَّرعية التي أغرقت البلاد والعباد في البؤس والشَّقاء قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) (طه 124).

قال العلاَّمة عبد الرَّحمن بن ناصر بن عبد الله السَّعدي المتوفَّى رحمه الله سنة 1376هـ ١٣٧٦هـ:) (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي (كتابي الذي يتذكَّر به جميع المطالب العالية، وأن يتركه على وجه الإعراض عنه، أو ما هو أعظم من ذلك، بأن يكون على وجه الإنكار له، والكفر به (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) أيْ: فإنَّ جزاءه، أن نجعل معيشته ضيِّقة مُشقة، ولا يكون ذلك إلاَّ عذابًا.

وفسّرت المعيشة الضَّنك بعذاب القبر، وأنَّه يُضيَّق عليه قبره، ويحصر فيه ويُعذَّب، جزاء لإعراضه عن ذكر ربِّه، وهذه إحدى الآيات الدَّالة على عذاب القبر…) [3].

ولا شكَّ بأنَّ رُوَّاد التحدِّيات الدَّاخلية سيفشلون في مخطَّطاتهم كما فشل أسيادهم، وسيبوؤون بإثمهم وإثم من تبعهم، ففي حديث جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: “مَنْ سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عليه مِثْلُ وِزْرِ مَن عَمِلَ بهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِن أَوْزَارِهِمْ شيءٌ”[4].  وقال جلَّ في علاه: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (العنكبوت 13) فهذه الآية المباركة تبيّن بجلاءٍ ووضوحٍ فساد تصوُّر زعماء قريش ومن سار على دربهم وهديهم في الفساد والإفساد والإغواء والإغراء وذلك لقولهم: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ) (العنكبوت 12) فردّ عليهم الحقّ سبحانه وتعالى الذي يعلم خفاياهم ودخائل قلوبهم المليئة بالبغض والحقد والحسد (وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (العنكبوت 12).

وبهذا نعلم بأنَّ التحدِّيات الدَّاخلية التي تستهدف الأسرة والمرأة المسلمة لم تكن لتبلغ هذا المبلغ لو لم تجد الأرض مهيَّأة والقلوب مقبلة ومحبَّة لسبيل الشَّيطان.

  • ما هي أبرز التحدّيات الخارجية للأسرة المسلمة عامَّة والمرأة المسلمة خاصَّة؟

قال الله سبحانه وتعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) (النِّساء 54)، وهل هناكَ فضلٌ أعظمُ ونعمةٌ أجلُّ من نعمة الإسلام التي هدانا الله تبارك وتعالى إليها، فحسدوا الحبيب المصطفى ﷺ أوَّلاً على نعمة النُّبوة والرِّسالة التي أكرمه الله عزَّ وجلَّ بها فرفع ذكره وأعلى شأنه وفضَّله بها على سائر الخلق أجمعين، وحسدوا أصحابه رضوان الله عليهم الذين وفَّقهم الله عزّ وجلَّ فآمنوا به وعظَّموه وبجَّلوه وآمنوا بالنُّور الذي أنزل معه وهو القرآن وجعلوه نورًا وسراجًا منيرًا يُستضاء به في الملمَّات وظلمة الجهالات، ويُقتدى به عند تعارض المقالات، وحسدوهم على نعمة الاستخلاف في الأرض فهؤلاء جميعًا يتمنَّون زوال هذا الفضل والنِّعمة عنهم.

وقال جلَّ في علاهُ: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) (النِّساء 89) وحسبنا أنَّ أعداء الملَّة والدِّين يتربَّصُون بنا الدَّوائر ويتمنَّون نزول كلِّ المصائب والبليَّات بمجتمعنا المسلم الذي لم يعد قادرًا على صدِّ الهجمات والضَّربات الدَّاخلية والخارجية التي تعدَّدت وتنوَّعت وتكاثرت:

تكاثرت الظِّباء على خراش * فما يدري خراش ما يصيد[5]

وإنَّ الكفَّار وأهل الأهواء الذي فسدوا وغيَّروا وبدَّلوا واستغرقوا في أنواع الشُّرور والشَّهوات والشُّبهات وهم يعلمون لا يحبُّون أن يكونوا وحدهم على نهج إبليس، فيسعون بكلِّ السُّبل والوسائل الظَّاهرة والباطنة إلى إفساد غيرهم ليكونوا سواءً، فهم فاسدون مفسدون فحذَّرنا ربُّ العزَّة جلَّ جلاله علاَّم الغيوب الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصُّدور أن نتخذ هؤلاء أولياء من دون المؤمنين، فقال سبحانه وتعالى:(فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ) (النِّساء 89) لأنَّهم إذا رأوا أنَّنا أسمى منهم وأعلى مكانة عند الله وعند النَّاس يتمنَّون أن نكفر كما كفروا لننزل إلى الدَّرك الأسفل من مقامهم وهذا من غيرتهم وحسدهم، لأنَّ أمَّة الإسلام مهما ابتعدت عن دينها أو قصَّرت في التمسُّك به، والتهاون في كثيرٍ من الشَّعائر والشَّرائع، فلن تعدم الخيريَّة التي ارتقت بها على سائر الأمم، وستبقى وتظلّ جماعة من أهل الخير فيهم إلى قيام السَّاعة وذلك من لوازم امتداد دعوة النَّبيِّ ﷺ الذي ختم الله به الرُّسُل والشَّرائع، فالحقُّ مهما حورب باقٍ وهذا من رحمة الله جلَّ وعلا بهذه الأمَّة المرحومة، فالحقُّ لا ينقطع بل يتوارثه جيلٌ بعد جيلٍ، ويأخذه الأبناء عن الآباء، والآباء عن الأجداد وهكذا ففي حديث ثوبان رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ: “لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِيْ ظَاهِرِيْنَ عَلَىْ الحقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتىَّ يَأَتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”[6] .

وكيدُ ومكرُ أعداء الملَّة والدِّين سُنَّةٌ كونية لا تتغيَّر ولا تتبدَّل ولا تُحابي أحدًا مهما تقادم الزَّمن، وما دامت السَّماوات والأرض: )فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا((فاطر 43)، وقال سبحانه وتعالى :(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة 120)، وقال جلَّ شأنه: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا) (البقرة 217) فعداوة هؤلاء لا تخفى على كلِّ ذي لبٍّ وبصيرةٍ قرأ وتدبَّر كتاب الله وسُنَّة رسوله ﷺ وجال بفكره في سُنَّة التداول في الاجتماع الإنساني وعبر تاريخ الأُمم والشُّعوب والحضارات، فقد تفرَّق شملهم إلاَّ علينا فأصبحنا كالفريسة للكلاب (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا  وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)(الأنعام 112) وإذا كانت أمَّتنا تغفل فهم لا يغفلون عن الكيد والمكر، وإن كانت أمَّتنا تنام فهم لا ينامون للوصول إلى أهدافهم في إبعاد الأُمَّة عن دينها وتشكيكها في مبادئها وثوابتها.

  • ما هي السُّبل والحلول لمواجهة التحدِّيات الدَّاخلية والخارجية للأسرة المسلمة عامَّة والمرأة المسلمة خاصَّة؟

عرفنا من خلال ما سبق التحدِّيات الدَّاخلية والخارجية التي تواجه الأسرة المسلمة عامَّة والمرأة بصفةٍ أخصّ فما هي السُّبل الكفيلة لمواجهة هذه التحدِّيات؟

يمكن أن نجمل الحلول في نقاطٍ ثلاث تكون أساسًا لما يتفرَّع عنها من حلول:

1 العودة الصَّادقة إلى شرع الله تبارك وتعالى: فلن تصلُحَ الأسرة وتُصلِح إلاَّ بالنَّهج الأوَّل، وصدق إمام دار الهجرة مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ الله لـمَّا قال: “لَنْ يُصْلِحَ آخِرَ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ مَا أَصْلَحَ أَوَّلهَا”[7]، وكلُّنا نعلم  أنَّ الذي أصلح أوَّل هذه الأُمَّة هو سلوك المنهج القويم، والصِّراط المستقيم الذي كان عليه الحبيب المصطفى ﷺ وخلفاؤه الرَّاشدون من بعده وسائرُ الصَّحب والتابعين لهم بإحسانٍ، ولا يتأتَّى هذا إلاَّ بالعلم، قال تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ)(محمَّد 19).

 وَقَالَ الإمامُ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بَابٌ: “العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ)(محمد 19) فَبَدَأَ بِالعِلْمِ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ”[8]، فالعلم هو السَّبيل الأمثل الموصل إلى ترسيخ العقيدة في القلب وتنمية الإيمان، فبالعلم تُدفعُ الشُّبهات، وبالإيمان تُدفع الشَّهوات، وبالعلم تميِّز بين الحقِّ والباطل، والنَّافع والضَّار، ساعتئذٍ تستطيع المرأة المسلمة أن تكون سدًّا منيعًا ضدَّ كلِّ المخطَّطات والألاعيب التي تستهدف دينها ومقوِّماتها وهُويتها تحت أيِّ ذريعةٍ كانت، حتَّى وإن زعمت زورًا وباطلاً أنَّها تسعى لتحريرها من قيودها، وتهدف للوصول بها إلى مصلحتها، ولكنَّ المرأة المسلمة الواعية بدينها تعرف بأنَّ هذه مجرَّد شعارات جوفاء سرعان ما تجرفها سيول الوعي والخُلُق والأدب الأصيل الذي تربَّت عليه في بيتها، فليس من السُّهولة حملها على تغيير  قناعاتها لأنَّها تعرف ماضيها الْمُزهر، وتخطِّطُ لمستقبلها فتجمع بين الأصالة والمعاصرة، بمعنى تنفتح على العلم وعلى مَنْ حولها دون أن تُفرِّط في دينها ومبادئها، ومن هذا الحلّ يمكننا أن نعرِّج على حلٍّ آخر له ارتباط وثيق بالأوَّل وهو:

2 التربية الصَّالحة: فإنَّها من أنجع السُّبل والوسائل في مواجهة التحدِّيات الدَّاخلية والخارجية، لأنَّ المرأة التي تربَّت وترعرعت في أحضان أسرة مسلمة زادها القرآن وهديها هديُ المصطفى ﷺ تعيش الاستقرار والرَّاحة النَّفسية لأنَّها تشبَّعت الحبَّ والحنان، فلا يمكن أن تبحث عن الحب والاستقرار خارج بيتها. وهذه من أهمِّ واجبات الوالدين نحو أطفالهم، فقد: “رُوِيَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَيْهِ بِابْنِهِ فَقَالَ: إِنَّ ابْنِي هَذَا يَعُقُّنِي.

فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لِلِابْنِ: أَمَا تَخَافُ اللَّهَ فِي عُقُوقِ وَالِدِكَ، فَإِنَّ مِنْ حَقِّ الْوَالِدِ كَذَا، وَمِنْ حَقِّ الْوَالِدِ كَذَا، فَقَالَ الابْنُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: أَمَا لِلابْنِ عَلَى وَالِدِهِ حَقٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ حَقُّهُ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَنْجِبَ أُمَّهُ.

يَعْنِي لَا يَتَزَوَّجُ امْرَأَةً دَنِيئَةً لِكَيْلَا يَكُونَ لِلْابْنِ تَعْيِيرٌ بِهَا.

قَالَ : وَحُسْنِ اسْمِهِ وَيُعَلِّمَهُ الْكِتَابَ.

فَقَالَ الابْنُ، فَوَاللَّهِ مَا يَكُونُ لِلْابْنِ تَعْيِيرٌ بِهَا.

فَقَالَ الابْنُ، فَوَاللَّهِ مَا اسْتَنْجَبَ أُمِّي، وَمَا هِيَ إِلَّا سِنْدِيَّةٌ اشْتَرَاهَا بِأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ، وَلَا حَسَّنَ اسْمِي.

سَمَّانِي جَعْلًا ذَكَرَ الْخُفَّاشِ.

وَلَا عَلَّمَنِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ آيَةً وَاحِدَةً.

فَالْتَفَتَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ إِلَى الْأَبِ وَقَالَ: تَقُولُ ابْنِي يَعُقُّنِي! فَقَدْ عَقَقْتَهُ قَبْلَ أَنْ يَعُقَّكَ[9]“.

الأبناء أمانةٌ عظيمةٌ جليلةٌ استودعها الله تعالى الآباء والأمَّهات، فهم مأمورون أمر إلزامٍ برعايتها والعناية بها وحفظها ممَّا يكون سببًا في فسادها وخُسرانها في الدُّنيا والآخرة، قال الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )(التحريم 6).

قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً يقول: أدِّبوهم وعلِّموهم. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا يَقُولُ: اعْمَلُوا بطاعة الله واتَّقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذِّكر ينجكم اللَّهُ مِنَ النَّارِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَأَوْصُوا أَهْلِيكُمْ بتقوى الله، وقال قتادة تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عَنْهَا وَزَجَرْتَهُمْ عَنْهَا، وَهَكَذَا قَالَ الضَّحَّاكُ وَمُقَاتِلٌ: حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُعَلِّمَ أَهْلَهُ مِنْ قَرَابَتِهِ وَإِمَائِهِ وَعَبِيدِهِ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَمَا نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهُ)[10].

(فتربية الأبناء… تبدأ باختيار الأمِّ الصَّالحة والاسم الحسن ثمَّ المداراة والتوجيه برفقٍ، والموعظة الحسنة المستقاة من كتاب الله وسنَّة رسوله… تلك هي منطلقات الحياة الفاضلة والخلق النَّبيل لرجال الغد، وبُناة المستقبل ورحم الله ولداً أعان ولده على برّه”[11].

الخلاصة والتوصيات:

ممَّا سبق يتبيَّن لنا بأنَّ التحدِّيات التي تواجه المرأة المسلمة لا تنفكُّ عن التحدِّيات التي تواجه المجتمع المسلم سواء اكانت من العدوِّ الظَّاهر الذي يتربَّص بها الدَّوائر أو من تلاميذه الذين تفوَّقوا عليه في المكر والكيد وتنفيذ المخطَّطات التي وإن تغيَّرت صورها وأشكالها فهي تهدف في نهاية المطاف إلى هدفٍ واحدٍ هو إبعادها عن تديُّنها وتشكيكها في هويتها ومقوِّماتها.

ممَّا يحتم علينا الحرص على تعليمها دينها لتحصِّن نفسها ومن تعول من أبنائها وأسرتها لتكون عنصر بناءٍ فعَّال لا معول هدمٍ تُفسد ولا تُصلح، ولا يتأتَّى ذلك إلاَّ بالعلم والتربية الصّالحة المصلحة التي تربط الفرد بربِّه ربطًا يجعله في مقدِّمة الأمم النَّافعة لدينها ووطنها.

مراجع الدِّراسة

1-  الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر محمّد محمّد حسين المطبعة النّموذجية بالحلمية الجديدة الطَّبعة الثانية 1388هـ/1968م.

2- معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي تحقيق عبد الرَّزَّاق المهدي دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطَّبعة الأولى 1420هـ.

3- تيسير الكريم الرَّحمن في تفسير كلام المنَّان تحقيق عبد الرَّحمن بن معلا اللويحق مؤسَّسة الرِّسالة بيروت لبنان الطَّبعة الأولى 1420هـ/2000م،

4- صحيح البخاري.

5- صحيح مسلم.

6- الأمثال المولدة محمَّد بن العباس الخوارزمي، أبو المجمع الثقافي، أبو ظبي 1424هـ.

7-  ابْنُ القَيِّمِ ” إِغَاثَةِ اللهْفَان ” الطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة بَيرُوت لبنان.

8-  تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي أبو الليث نصر بن محمَّد بن أحمد بن إبراهيم السَّمرقندي حقَّقه وعلَّق عليه يوسف علي بديوي دار ابن كثير، دمشق بيروت الطَّبعة الثالثة 1421هـ/2000م.

9- تفسير القرآن العظيم أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدِّمشقي تحقيق محمَّد حسين شمس الدِّين دار الكتب العلمية، منشورات محمَّد علي بيضون بيروت الطَّبعة الأولى 1419هـ.

10 مجلَّة الجامعة الإسلامية بالمدينة النَّبوية 26/21.

[1] الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر 1/220  – 221 محمّد محمّد حسين المطبعة النّموذجية بالحلمية الجديدة الطَّبعة الثانية 1388هـ/1968م.

[2] معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي 1/302 تحقيق عبد الرَّزَّاق المهدي دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطَّبعة الأولى 1420هـ.

[3]  تيسير الكريم الرَّحمن في تفسير كلام المنَّان صفحة 515 تحقيق عبد الرَّحمن بن معلا اللّويحق مؤسَّسة الرِّسالة بيروت لبنان الطَّبعة الأولى 1420هـ/2000م.

[4]  رواه مسلمٌ كتاب الزّكاة بابٌ الحثُّ على الصَّدقة ولو بشقِّ تمرة (1017).

[5] خراش هذا صاحب الخراشيّة من مرو، وكان من دعاة بني العبّاس، ثمّ خلَّط عليهم، وقتله أسد بن عبد الله القسريّ بعد قطع يديه ورجليه صفحة 331 الأمثال المولدة محمَّد بن العباس الخوارزمي، أبو بكر المتوفَّى سنة 383هـ المجمع الثقافي، أبو ظبي 1424هـ.

[6] رواه مسلمٌ كتاب الإمارة باب قول النَّبيِّ ﷺ لاَ تَزَالُ 1920.

[7]  ابْنُ القَيِّمِ في ” إِغَاثَةِ اللهْفَان ” بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة بَيرُوت 1/200.

[8]  صحيح البخاري كتاب العلم بابٌ العلم قبل القول والعمل.

[9]   تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي أبو الليث نصر بن محمَّد بن أحمد بن إبراهيم السَّمرقندي المتوفَّى رحمه الله سنة 373هـ صفحة 130 حقَّقه وعلَّق عليه يوسف علي بديوي دار ابن كثير، دمشق بيروت الطَّبعة الثالثة 1421هـ/2000م.

[10]  تفسير القرآن العظيم أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدِّمشقي المتوفَّى رحمه الله سنة 774هـ تحقيق محمَّد حسين شمس الدِّين   8/188-189 دار الكتب العلمية، منشورات محمَّد علي بيضون بيروت الطَّبعة الأولى 1419هـ.

[11]   مجلَّة الجامعة الإسلامية بالمدينة النَّبوية 26/21.

Share this content:

إرسال التعليق