التعليم السمعي البصري
التعليم السمعي البصري كمرحلة من مراحل التعليم عن بعد
يعتمد نظام التعليم عن بعد المستند إلى الصوت على محتوى التعليم السمعي البصري في صورة دروس سمعية محملة على شرائط كاسيت “سمعية “أو منقولة عبر الأثير “الإذاعة “.
وتكون الدروس المطبوعة هامشية أما نظام التعليم عن بعد ذو الأساس السمعي البصري ” فيديو “.
فيعتمد على دروس تبث على التلفزيون أو على شرائط فيديو، وتكون الدروس المطبوعة كعنصر تكميلي.
تم استخدام وسائل الإعلام التعليمية بنجاح خلال وبعد الحرب العالمية الثانية.
استخدام التعليم السمعي البصري كوسيلة للتعليم عن بعد في الولايات المتحدة الأمريكية:
أنفقت الحكومة الأمريكية بليون دولار أمريكي على الأفلام التعليمية لتدعيم مجهودات الحرب وبعد انتهاء الحرب
قال المدير العام للموظفين الألماني:
” كان لدينا كل شيء محسوب بدقة باستثناء سرعة وقدر أمريكا على تدريب شعبها
خطأنا الرئيسي كان الاستخفاف بسرعة ودقة وبراعة أقلامهم التعليمية”
غير أن محاولات استخدام البث الإذاعي والتلفزيوني في التعليم عن بعد” في الولايات المتحدة الأمريكية” تعود إلى حوالي 1920
حيث شيدت في المعاهد التربوية على الأقل 176 محطة إذاعية غير أن معظمها ذهب بانتهاء العقود.
أما المحطات القليلة التي استمر وجودها فكانت في كلية راض المنح، وفي بدايات 1930 تم إنتاج برامج تعليمية تلفزيونية تجريبية في كل من
- جامعة أيوا
- جامعة بورديو
- كلية ولاية كنساس
لكن جامعة ويسترن ريزارف كانت الأولى التي قدمت سلسلة التعليم المستمر.
في 1951، تلتها جامعة نيويورك التي قدمت سلسلة دروس تلفزيونية على قناة CBS من 1957 إلى غاية 1982.
استخدام التعليم السمعي البصري كوسيلة للتعليم عن بعد في استراليا ونيوزلندا :
أما في استراليا ونيوزلندا استخدمت الإذاعة كوسيط إعلامي لنقل البرامج التعليمية عن طريق الهيئة الاسترالية للبث الإذاعي خلال عام 1930، وفي عام 1935 نسبة 21 % من المدارس الاسترالية استخدمت البرامج التعليمية الإذاعية بصورة نظامية.
وارتفعت نسبة الاستخدام إلى 90% في منتصف عام 1950.
وفي 1956 استخدمت كل من سيدني و ملبورن التلفاز في نقل البرامج التعليمية في المدارس.
و بينما تطورت الجامعة المفتوحة في بريطانيا كان في استراليا أربع جامعات تقدم فرص الدوام الجزئي في التعليم الجامعي باستخدام نظام التعليم عن بعد.
في جامعة ماسي Massy بنيوزيلندا تم تسجيل ما يقارب 12000 طالب في عدة مئات من المقررات الدراسية عن بعد.
في 1980 أكثر من 35000 طالب يتلقون مقررات تعليمية عن بعد في استراليا من قبل 5 مؤسسات جامعية و 30 كلية.
وبينما حدثت هذه التطورات في الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا ونيوزلندا، افتتحت بريطانيا رسميا الجامعة المفتوحة في عام 1971، حيث استخدمت وسائل التعليم بالمراسلة والنصوص المكتوبة جنبا إلى جنب مع التلفزيون
كانت المؤسسة مفتوحة لكل من يرغب في الاستفادة من فرصة تعليمية وبالعمل مع هيئة الإذاعة البريطانية تدفع الجامعة المفتوحة تكاليف إنتاج وبث برامجها باستخدام تمويل من وزارة التعليم والعلوم.
هذا وقد استخدم البث الإذاعي في تعليم الكبار في 1927، وعمم تطبيقه بعد ذلك في عام 1959 في المدارس وخصصت قناة لذلك.
استخدام الأقمار الصناعية في نظام التعليم عن بعد:
في 6 أفريل 1965 بدأ عهد الأقمار الصناعية بإطلاق أول قمر صناعي بيرد Bird .
والذي كان يوزع 240 دائرة هاتف أو قناة تلفزيونية عبر الشمال الأتلانتيكي.
واعتبر حينذاك معجزة تكنولوجية.
وبنهاية 1967 كان هناك أربع أقمار صناعية دولية في المدار انتلسات INTELSAT وأول استخدام تعليمي للقمر الصناعي كان مع اطلاق القمر الصناعي التعليمي ats-6 في 1974
فخصص مكتب التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية أموال لصالح مشروع قمر صناعي تعليمي لتجربة توسيع التعليم وخدمات الصحة للمناطق الريفية: ألاسكا، أبالش، وجبال الروكي. وأولى المؤسسات الجامعية المشاركة كانت جامعة ألاسكا والتي كانت تمنح دروس متواصلة للمعلمين من خلاله، بالإضافة إلى جامعة هاواي وتجربة بان باسيفيلك Pan-Pacific communication لاتصالات عبر القمر الصناعي PEACESAT لتوفير برامج من خلال عبر 21 جزيرة في المحيط الهادئ.
استخدام تكنولوجيا الهاتف في نظام التعليم عن بعد:
كانت تكنولوجيا الهاتف خلال السبعينيات 1970 الأسلوب البارز لإيصال الصوت (التعليم السمعي البصري) ، واستخدمت في عقد الملتقيات الإلكترونية لتوفير فرص الولوج للتعليم والتدريب.
وتمثل بذلك شكلا من أشكال عقد المؤتمرات الصوتية عن بعد، هذه الأخيرة التي تربط الأفراد في موقعين أو أكثر في محادثة إلكترونية تأخذ حيزا في الوقت الحقيقي “التزامني والتفاعلي ”
وتأخذ المؤتمرات الصوتية عن بعد أحد الشكلين: شكل الاتصال الصوتي فقط، وشكل الاتصال الصوتي المعزز بالصورة
أو نقل المعطيات أو الرسومات الصوتية.
حيث يستخدم التلفزيون في اتجاه واحد مع الصوت في اتجاهين مما يمكن الطلبة من مشاهدة الأستاذ من خلال موقع واحد لشاشة التلفزيون
والتفاعل مع الطلبة المشاركين باستخدام وسائل المؤتمرات الصوتية عن بعد’‘ الهاتف ‘‘
كما يستخدم التلفزيون في اتجاهين والصوت في اتجاهين أيضا مما يسمح لكل الطلبة بالمشاهدة والتفاعل مع الأستاذ، وفي نفس الوقت تسمح كاميرات متباعدة المواقع الأستاذ بمشاهدة كل الطلبة المشاركين.
التعليم السمعي البصري في الوطن العربي
في المجتمعات العربية فكانت التجربة المصرية الأولى و الرائدة في التعليم عن بعد
باستخدام الإذاعة والتلفزيون في مشروع محو الأمية وتعليم الكبار.
وكان ذلك عندما بدأت إذاعة الشعب في التخطيط لمحو الأمية عن طريق الإذاعة المسموعة سنة 1969.
بهدف توعية الرأي العام بأهمية محو الأمية وحفز همم المتعلمين لمساعدة الأميين وتعليمهم القراءة والكتابة
وإذاعة بعض برامج التعليم والأميين الذين يتابعون هذه البرامج.
أما في مجال التعليم الجامعي فقد بدأت كلية التجارة بجامعة الإسكندرية في عام 1990/1991 بتقديم برامج في التعليم المفتوح.
ثم بدأت جامعة القاهرة في منتصف عقد التسعينيات من القرن العشرين في إنشاء برنامج التعليم المفتوح بتقديم برنامجين تعليميين يقومان على التعلم الذاتي وهما برنامج التجارة، برنامج الزراعة واستصلاح الأراضي.
ثم أضيف إليهما برنامجين آخرين هما الترجمة الفورية والقانون في العام الجامعي 1997/1998.
هذا وقد تم إعداد الكتب والمواد المطبوعة والمسموعة وعقد لقاءات أسبوعية يوم الجمعة لمناقشة الدارسين موضوعات تدخل في مجال تخصصاتهم.
هذا وقد استفادت العديد من المجتمعات العربية من الإذاعة والتلفزيون في نشر الوعي وحث الأفراد على التعليم.
بالإضافة إلى بث بعض الدروس لتدعيم النظام التعليمي النظامي وخاصة عبر الإذاعة.