الإضطراب الوجداني ثنائي القطب
الإضطراب الوجداني ثنائي القطب
- التعريف
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو مراحِل متقطعة من الاكتِئَاب ومن ثم مراحل من الانشِراح يرافقها مزاج انفعالي غير عادِي تكون مصحوبة بِزِيادَة واضِحة في النشاط وقلة النوم. إذا كانت حِدّة هَذِه المراحِل ضعيفة، فإنّها تُسمى حالات الهَوَس الخَفِيف (Hypomania) المصحوبة بأعراض نوبات الهَوس. أما في حالات الهوس الشديد فقد يصل المصاب إلى درجة متطورة مِثل جنون العظمة أو البارانويا. أما حالات نوبات الهوس الخفيف فتتجسد بظهور حالات مزاج مرتفع أو انفعالي بصورة غير عادية وذلك على مدى أربعة أَيّام مُتَتَالِية.
- الأعراض
من الأعراض المتقدمة التي تظهر على مريض ثنائي القطب: زيادة في النشاط، والقَلَق، وفَرط الكَلام، وتَشَتُّت الأفكار (التحدث بِسُرعة بِشَكلٍ مُستمر مع الانتقال فَجأةً مِن موضوعِ لِآخر)، وفقدان العوائق الاجتماعية واختراق كل السقوف والخطوط الحمراء والأعراف، وانخفاض الحاجة إلى النوم، وتضخم شعور تقدير الذات، وتشتَّت الذِّهن، والتغيير المُستَمِر لِلأنشِطة، واتخاذ سلوك مُتَهَوِّر أو طائِش، وزيادة في الرغبة الجنسية.
كذلك تصيب المريض حالة من الإسراف والتبذير والإنفاق الغير مبرر, والبيع والشراء الفجائي والتخلي عن أشياء ثمينة وأموال طائلة مما يؤدي إلى التفاف النصابين والمستغلين من حوله لاستنزافه وسلبه واستغلاله, وهو يجد مئات المبررات لاتخاذ قرارت عشوائية قد تؤدي به ومن حوله إلى عواقب وخيمة.
إقرأ أيضاً الإكتئاب والإيمان
- الأسباب
هناك أسباب بيولوجية تؤدي إلى الإصابة في المرض مِثل تَغَيُّرات في الجينات وفي نِظام المواد الكيميائية في الدماغ، أو تَغَيُّرات هُرمونية والإختلال في عمل الغدد.
كما أن هناك عوامل بَيئِية لَها دَور فيِ إصابة الإنسان وتفاقم حالته، مِثل الإجهاد النفسي الدائم والعيش في بيئة عائلية أو إجتماعية مضطربة تكثر فيها النزعات والمشاكل, أو التعرض للأذى النفسي والمعنوي وكذلك الإعنداء الجسدي والتحرش الجنسي, أو طغيان وسيطرة أحد أفراد العائلة أو الجيران أو الأصدقاء والتنمر المتواصل. كذلك فإن الفُقدان المُبَكَّر لَأَحَد الأَشخاص المُقَرَّبين كالأب والأم والسند والشعور بالفراغ وخلو الظهر من العضد.
- أفضل أنواع العلاج
تعتبر طُرق العِلاج “العِلاجيَة النَفسِيَة”, فَعَّالَة جِدّاً ولها الأولوية خاصةً لجهة تعريف المريض بحالته, ومناقشته بما يقوم به, بمشاركة المقربين, وإقران ذلك بالشواهد على نتائج أعماله. الكثير من الحالات تطورت للأفضل ونجح الكثير من المصابين في التعرف على حالتهم واقتربوا من شبه الشفاء التام . يتجلى ذلك بمراجعة المصاب لنفسه وحرصه لاحقاً على ضبط النفس, خاصة بعد النتائج الكارثية التي تصيبه وتؤدي به إلى الإكتئاب والإنزواء. بناءً على ما تقدم تصبح المسؤولية الذاتية من أهم أساليب العلاج.
- الأهل والمحيط
يلعب الأهل والمحيطون بالمصاب دوراً كبيراً بالتنبيه ولفت النظر وإرجاع المصاب دائماً إلى أرض الواقع. وهذا يستدعي من المريض أن يعي تماما أنه بحاجة دائمة للتشاور مع المقربين منه, من المخلصين والمحبين. كما يتوجب على المريض التوقف عن اتخاذ القرارات بشكل فردي خاصة القرارات المتعلقة بالعائلة أو المجموعة التي ينتمي إليها.
يبقى الهَدف مِن ذلِك هو التّخفِيف مِنَ الأعراض الحالية لِمَرحَلَة المَرَض الثُنَائِية القُطب ومَنع ظهور أي أعراض أخرى مُستقبلية. قد لا تَمنع الأدوية – بِشكل كامل – تعرض المريض مُجَدّداً لِنَوبات ثُنائِية القُطب. ولكنها تُخَفِّف من حدَّتِها أو تعمل على تَمديد الفاصِل الزَمَنِي إلى غاية ظهور النوبة التَالِيَة.