سقوط الطفل على رأسه: كيف نتصرف؟
سقوط الطفل على رأسه: كيف نتصرف؟
لحظة السقوط
من أخطر الإصابات التي ممكن أن يتعرض لها الأطفال هي السقوط على الرأس, فعند حصول السقطة على الرأس علينا أولا تعديل وضعية الطفل ليستلقي مستقيماً على ظهره مع الحرص على عدم تحريكه نهائياً عند تعديل وضعيته, اذا خرج الدم من الرأس نسارع إلى وضع ضماد على مكان الجرح وإزالة الدماء من تحته مع الإمتناع عن إعطاه المياه أو أي شيئ يمر عبر الفم.
نطلب من الطفل عدم التحرك وأن يهدأ تماماً إذا كان قد حافظ على وعيه وإدراكه, ونسأله :” ما الذي حصل معك؟” فإذا تجاوب وروى ماحصل نتأكد من أنه لم يفقد الوعي وهو يتجاوب مع سائله, بعد دقيقتين نسأله عن شعوره بأعضائه وخاصةً القدمين والرجلين والأصابع, فإذا قام بتحريكهما بتؤدة وفتح عينيه وأغلقهما وتجاوب مع السائل الذي عليه بالتالي التأكد من نظر وسمع الطفل وبالتالي تنفسه بشكل طبيعي.
فقدان الوعي
في حال فقدانه للوعي بعد سقوطه، بحسب ما قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين فعلينا تعديل وضعيته ومسح الدماء إن وجدت وتضميد الجرح ومحاولة تهوية منطق الأنف والفم بمعطر أو سبيرتو فإذا لم يستيقظ علينا مباشرة الإتصال بالإسعاف لنقله إلى المستشفى دون مسه من أي احد بانتظار المسعفين وذلك خوفاً من وجود أي كسر أو نزيف داخلي في الرأس وفي المستشفى سيقومون بما يلزم.
أما اذا استعاد وعيه خلال دقائق نسأله أن يروي لنا ما حصل معه فإذا كان ناسيا توجب عرضه على طبيب مختص مباشرةً خوفاً من حصول ارتجاج في المخ من قوة الضربة .
كيفية التعامل مع الأطفال دون سن الإدراك
أما اذا كان الطفل لا يزال دون الثلاث سنوات ولا يتكلم بشكل واضح ولا نستطيع أن نفهم منه حقيقة وضعه وبدأ يعاني من ألم في الرأس وتقيؤ فمن الأفضل نقله إلى المستشفى خوفاً من تطور الحالة وإصابته بارتجاج دماغي وتتمثل أعراض الإصابة بارتجاج المخ في القيء وفقدان مشهد الحادث من الذاكرة. ويجب إجراء أشعة على المخ بمجرد وصول الطفل إلى المستشفى.
ارتجاج الدماغ
كما يجب فحص الرأس بحذر شديد بمجرد أن يفيق من غيبوبته ذا غاب عن الوعي، وذلك لاكتشاف ما إذا كان هناك بعض المؤشرات الدالة على إصابة جمجمته مثل النتوء الظاهرة أو الجروح. وغالبا ما تظهر كسور عظام الجمجمة في صورة تجمعات دموية كثيفة، أي نتوء في الرأس. ولا يُعد هذا في حد ذاته الخطر الحقيقي، لكنه يشير إلى إصابة النسيج أو الوعاء الدموي الموجود أسفله .
وأوضحت الرابطة الألمانية أن ارتجاج المخ يعد أبسط إصابات الدماغ والجمجمة وأكثرها شيوعا، مشيرة إلى أنه يؤدي إلى الإصابة ببعض الاضطرابات المؤقتة في وظائف المخ، كما يمكن أن يحدث الارتجاج دون أن يكون هناك أي جرح ظاهر على سطح الجمجمة. وغالبا ما تظهر كسور عظام الجمجمة في صورة تجمعات دموية كثيفة، أي نتوء في الرأس. ولا يُعد هذا في حد ذاته الخطر الحقيقي، لكنه يشير إلى إصابة النسيج أو الوعاء الدموي الموجود أسفله.
إقرأ أيضا: النزاعات العائلية: كيف تنشأ؟
الــتأكد من عدم وجود نزيف داخلي
ويتعين على الوالدين مراقبة الطفل خلال الأيام التالية لسقوطه بعناية شديدة، حتى وإن بدا أنه على ما يُرام؛ نظرا لأن الإصابة بنزف داخلي في المخ يمكن أن تظهر بعد مرور ساعات أو أيام من السقوط على الرأس. وتتمثل أعراض الإصابة في الشعور بالغثيان وتغيّر طبيعة الطفل وفقدانه للشهية وكذلك فقدانه الرغبة في القيام بأي شيء، وشعوره المستمر بالحاجة إلى النوم وإصابته بالصداع وعدم قدرته على تذكر بعض الأحداث، لا سيما واقعة السقوط.
جديرٌ بالذكر أنه يجب أن تتسع حدقة العينين وتضيق لدى الأطفال الأصحاء في نفس الوقت، إذا ما تم تسليط الضوء عليها. لذا يمكن أن يشير تغيّر ذلك مع الطفل بعد سقوطه إلى إصابته بنزف في المخ أيضا. وفي حالة الاشتباه بإصابة الطفل بنزف داخلي في المخ، فإنه عادة ما يتم إجراء أشعة مقطعية بالحاسوب على مخ الطفل بمجرد وصوله إلى المستشفى.
ومن خلال هذه الأشعة، يتسنى للأطباء التحقق مما إذا كان الطفل مصابا بنزف في المخ أم لا، وكذلك اكتشاف ما إذا كان هناك كسور بالجمجمة لديه أم ل. وإذا تم التحقق من إصابة الطفل بنزف في المخ، فقد يستلزم الأمر الخضوع لعملية جراحية على الفور.
فحوصات احتياطية
وغالبا ما يهتم الأطباء بفحص ما إذا كان العمود الفقري والحبل الشوكي قد أصيبا أيضا أثناء سقوط الطفل أم لا، نظرا لأن سقوط الطفل على جمجمته قد يؤثر على العمود الفقري أيضا، لا سيما الفقرات العنقية منه.
وعادة لا يتم إجراء عملية جراحية لكسور عظام الجمجمة إلا في حالة تشوه أجزاء العظام، وأيضا في حالة إصابة سحايا الدماغ. وعادة ما تلتئم المستويات الصغيرة من الكسور الموجودة بعظام الجمجمة من تلقاء نفسها.
الخلاصة
مراقبة الطفل بعد السقوط واجبة ولأيام, ومتابعة وضعه الصحي والنفسي, للتأكد من عدم وجود خلل في وظائف الدماغ كالسمع والبصر والحركة والنشاط والدراسة كالقراءة والكتابة وعدم وجود فقدان للشهية ودوار أوصداع أو دوخة يرافقها وتقيؤ, والتركيز على تنشيط ذاكرة الطفل واختبارها لأيام.
المصادر: بتصرف
الوكالة الألمانية
الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين
موقع الجزيرة