الكون
الكون
يمنحنا منظر السماء ليلاً شعوراً قوياً بأن الكون ساكن لا حراك فيه. مع ان كوكب الزهرة يعبر بين الارض والشمس. ويحدث الخسوف للقمر ، وتتساقط زخات الشهب بين الحين والاخر ولكننا نعلم ان هذا الامر لا يعدو كونه سواء ظواهر فلكية ترتبط باسباب موضعية تتعلق بمجموعتنا الشمسية.
اما بالنسبة للنجوم فهي تبدو ظاهريا ثابتة. لكن الحقيقة عكس ذلك تماما فالنجوم تنتقل بسرعات تتجاوز مئات الكيلومترات في الثانية ، وهكذا قد يقطع نجم سريع عشرة مليارات كيلومتر في العام ، وهذه المسافة لا تشكل سوء جزء من الف من المسافة التي تفصلنا عن اقرب النجوم الينا ، لذا لا تتبدل اوضاعها في السماء الا ببطء شديد.
فلو اخذنا كمثال النجم بارنارد (السهم) وهو نجم سريع الى حد ما والذي يبعد عنا تقريبا 56 الف مليار كيلومتر ، هذا النجم ينتقل في اتجاه عمودي على خط الرؤية بما يقرب من 89 كيلومتر في الثانية اي 2,8 مليار كيلومتر في السنة، وهذا الانتقال يقابله انتقال زاوي سنوي يقدر بـ 0,0029 درجة.
وهذا الانتقال الظاهري للنجوم القريبة يدعى (Proper Motion) اي حركة خاصة. اما بالنسبة للنجوم البعيدة فاوضاعها الظاهرية تتغير ببطء شديد، حتى ان الملاحظة المستمرة لا يمكن ان تكشف عن حركاتها الخاصة ونستخلص من كل ذلك ان الانطباع عن سكونية وثبات النجوم هو مجرد وهم.
الكون في حالة توسع وتمدد، وهذا التمدد والتوسع لا يعني بانه نحن فقط من سيلاحظ ان المجرات تتحرك مبتعدة عن بعضها بل لو ان هناك مراقب في مجرة اخرى فانه سيلاحظ الشيء نفسه، اي بمعنى انه في كون واحد متوسع فان كل مراقب يرى نفسه في منتصف التوسع وجميع ماحوله يتحرك مبتعدا عنه، وبما ان الكون يتمدد والمجرات تتباعد عن بعضها فان متوسط الكثافة الكونية يتناقص وبذلك نستنتج ان كثافة الكون كانت هائلة جدا منذ 13 الى 15 مليار عام وان المجرات كانت متقاربة جدا وحتى الذرات والنوى الذرية لم يكن ممكنا لها ان تتمايز بوجود خاص مستقل، وهذا هو اساس النظرية الحالية عن بنية وتاريخ الكون.
Tag:النجوم والسماء