معايير التقسيم
معايير التقسيم:
تجدر الإشارة أن معايير التقسيم هنا خاص بالأجزاء و الأبواب و الفصول و الفروع و المباحث و المطالب
و ما إلى ذلك من تقسيمات البحث العلمي و كل ما تم ذكره خاضع لعدة معايير و جب الإشارة إليها و شرحها :
أ – المعيار العلمي:
المعيار العلمي هو من أهم معايير التقسيم و يمكن القول أن التقسيم و التبويب يتماشى مع منهجية المادة العلمية التي ينتمي إليها البحث
فإن كان البحث جغرافيا طبيعيا مثلا:
- كان البدء بالموقع و الحدود
- ثم البحث في المنطقة
- ثم في حداتها التضاريسية الكبرى
- ثم في جيومورفولوجية المنطقة
- ثم في مناخها و مياها و تربتها و نباتها و حيوانها
و أما أن كان البحث مدخلا في العلوم القانونية مثلا، فقد يكون التبويب و التقسيم ثلاثة أبواب :
في الأول منها ، بحث في القانون بشكل عام فيكون
فصله الأول: تعريفا بالقانون و فصله الثاني : مقارنة بين قواعد القانون بشكل عام
فيكون فصله الأول: تعريفا بالقانون
و فصله الثاني : مقارنة بين قواعد القانون و غيرها ، من قواعد السلوك الاجتماعي
و ثالث فصوله : بحثا في كل من المذهبين الفردي و الاشتراكي
و فصله الرابع بحثا في الصلة بينها… و هكذا .. الخ.
و أن كان البحث العلمي تجريبيا تقيد بمراحل الفكالبعث”،بي تحديد للمتوصيفا،وصيفا ، ثم تحليلا تركيبيا – و هكذا.
ب- المعيار المنهجي كمعيار من معايير التقسيم:
و لكل منهج بناؤه الخاص، و مجالات تطبيقه، و يجب الانتباه هنا إلى أن معايير التقسيم و التبويب ليست مستقلة بعضها عن بعض
فنهج المعرفة العلمية بني بمنهج محدد لكل مجال ، ثم أن مجالات تطبيق أي منهج من المناهج ترتب تبعا للمنهج من جهة
ومنهجية و بنية المادة من جهة أخرى، فلنأخذ على ذلك مثلا:
إذا كان موضوع البحث حادثة بشرية مضت و انقضت ، يطبق المنهج التاريخي في دراستها
و عندما يكون تقسيم و تبويب بحث الدكتور جواد علي في :”تاريخ العرب في الإسلام” الصادر عن دار الحادثة في بيروت في طبيعته الأولى
فهو يقسم موضوعه إلى أربعة أجزاء، و يجعل كل جزء في فصل ، فإذا فصله الأول: خطورة تاريخ الإسلام و كيفية تدوينه
و فيه يقوم الوثائق المتاحة بالبحث و ينقدها مبينا قيمتها العلمية و في الفصل الثاني يتحدث عن مكة المكرمة و أحوالها قبل الإسلام …
و من ثم الفصل الثالث يتحدث عن “من الميلاد إلى البعث”
ثم في الفصل الرابع يبحث في تاريخ محمد رسول الله (صلى الله عليه و سلم).
ج- المعيار المنطقي :
ذكرنا من قبل أن لكل معرفة نهجها ، و لكل معرفة علمية نهجها و منهجيتها أيضا، و المنهج ذو بناء منطقي يناسب موضوعه و المنطق علم يبحث في صورة الفكر، فما هو منطقي هو ما يتقيد بقواعد التفكير الصارم ، أي بقواعد الاستدلال
و لكل استدلال ، استنتاجا كان أم استقراء ، قواعده الملزمة حتى يكون العمل الفكري صحيحا مقبولا
و لهذا فإن التقسيم الموضوع و تبويبه يجب أن يأخذ في الحسبان تسلسل أجزائه و أقسامه و فروعه تبعا لنوع الاستدلال المأخوذ به في البحث
و أخطر ما يمكن أن يتعرض له البحث العلمي هو الوقوع في التناقض ، أو مخالفته للشروط المنطقية لصحة التفكير.
د- معيار المرونة:
التقسيم و التبويب يجب أن يكون مرنا ، فأثناء البحث و بحكم تطور المعارف و العلوم و الأبحاث
فإن هذا قد يستدعي إجراء تغيرات في البحث ، و تقسيمه و تبويب فيحتاج تخطيط
و الأولى إلى قدر من المرونة بحيث يمكن أن نضيف أو نحذف بما يناسب المستجدات.
ه- أطر و قوالب التقسيم و التبويب:
و المقصود و بالأطر و القوالب ، هو تحديد و توزيع التقنيات بأسمائها و تصنيفاتها
و هي الأجزاء و الأقسام و الأبواب و الفصول و الفروع و المباحث و المطالب متسلسلة على طول الأجزاء و الأقسام و الأبواب
و الفصول و الفروع و المباحث و المطالب متسلسلة على طول امتداد البحث العلمي ، مع التقيد بالمعايير السابق بيانها
و لا يوجد تأكير واحد ملزم ، فالباحث أن يجعل البحث أجزاء ، و الأجزاء ابوابا ، و الأبواب فصولا ، و له أن يبدأ بالأقسام ، فيجعلها مباحثا و فروعا و مطالب
و له أن يفعل غير ذلك، و بعد ذلك يضع الباحث مشروع البحث أو مشروع خطة البحث ليقدمه للجهة التي يطلب إشرافها أو تمويلها ، على نحو ما هو مذكور في مشروع خطة البحث.