عاشوراء بين السكينة والضغينة
عاشوراء بين السكينة والضغينة
يمر العاشر من محرم سنوياً على المسلمين مروراً يختلف اختلافاً كلياً بين بلد وبلد وطائفة وأخرى, وبين أمة وفرقة. تختلف عاشوراء وتتناقض تبعاً لاختلاف المعتقدات والأديان والتوجهات المذهبية والإجتماعية وحتى السياسية, فهي تضيع بين التقاليد الموروثة وتكريس الإختلاف العقدي المقنع, والنزاع التاريخي والخلاف السياسي والتناقض المجتمعي.
إلا أن علم مصطلح الحديث عند أهل السنة والجماعة, وهو ثروة وثورة معرفية توثيقية تاريخية, وآلية لا مجال للبس فيها لحفظ الحديث النبوي الشريف, حَفِظ هذا العلم هَدْيَ محمد صلى الله عليه وسلم, للبشرية جمعاء وحتى قيام الساعة, ,حفظ لهم دينهم وتاريخهم وشعائرهم وعباداتهم وأعيادهم وموروثاتهم, بالنهل من المنبع الشريف, من أقوال وأحاديث وسيرة رسول الله وصحابته الكرام, دون شوائب وتحريف وتضليل وانحرافات, تكريساً للحقائق التاريخية.
بغض النظر عن كل ما يُروى عن أصل هذه المناسبة فإن الثابت التاريخي الوحيد المدعم بعلم مصطلح الحديث وعن جمهور العلماء, هو ما جاء في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ” ما هذا ؟ ” قالوا : هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى .قال : ” فأنا أحق بموسى منكم ” فصامه وأمر بصيامه.”
وبناء عليه فإن يوم عاشوراء هو يوم عبادة يبدأ باعتراف الإسلام بكل الأنبياء والرسل, “لا نفرق بين أحد من رسله”, واعتبار الإسلام دين الفطرة الحنيفية, دين الله من لدن آدم حتى لدن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, فنحن أولى من اليهود بسيدنا موسى لأننا أمة تسمع وتطيع وتمتثل لأوامر الله, فلا نتعصب ولا نتمذهب ولا نتموضع ولا تأخذنا في دين الله حمية ولا عصبية إلا بالحق وما أتى به الحق وما أرسله الحق تبارك وتعالى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
إقرأ أيضاً شيعة لبنان ونزوح الأقليات
اسشهاد سيدنا الحسين
أما عند الشيعة, فيزعمون أنه اليوم الذي استشهد في الحسين بن علي رضي الله عنه. وقد بنوا على هذه المناسبة طقوس وشعائر جاهلية, تقوم على الندب واللطم وإيذاء الجسد وسفك الدماء واستباحة المحرمات وفعل المنكرات.
استغلال سياسي
أضحت هذه المناسبة محطة سنوية لاستحضار تاريخ من الفتن والنزاعات والخلافات, مضى عليها ما يزيد عن 14 قرن, لاستنهاض مجموعة من الناس بالعصبية والحمية لإبقائهم منسلخين عن جسم الامة متقوقعين, أسرى لأغلال تاريخية بقيود سياسية للحفاظ على وجود مجموعة, شكلت فرقة دينية باطنية استغلها أصحاب السلطة والنفوذ والمطامع ليكرسوا وجودهم مستندين على أحداث تاريخية وشعارات دينية يلتف من حولهم جمهوراً مضللاً يحققون من خلاله المنافع السياسية والإقتصادية.
المصادر