إدارة الضغوط النفسية
إدارة الضغوط النفسية
بشكل سريع
تطورت الحياة بشكل سريع ومخيف وتحول كل شيئ وسابق التطور قدرة الوقت على استيعاب ذلك التطور المهول. مما أدى إلى ولادة مرض جديد هو ثمن سرعة التطور التي فاقت سرعة الضوء وطاقة الوقت على استيعابها. فكان الضغط النفسي ثمنا نفسيا وجسديا دفعه الإنان من صحته البدنية والعقلية والنفسية.
تفرض الظروف المحيطة ضغوطا تفوق قدرات الفرد على احتمالها ،فيدركها باعتبارها معيقة لحياته مما يجعله تحت حالة من الضغط النفسي .
فما هو الضغط النفسي STRESS؟:
هو التمزق الذي تعانيه عقولنا وأجسامنا ونحن نحاول النجاح في محيطنا المتغير باستمرار.
وغالبا ما يعتبر الناس الضغط هو التزامات العمل أو مرض احد الابناء أو مواجهة ازدحام في حركة السير ، في الواقع هذه الأحداث منبهات أو مثيرات اما الضغط فهو رد فعل الجسم الداخلي تجاه هذه العوامل .
اي ان الضغط هو الاستجابة التلقائية المقاومة أو الهروب في الجسم والتي يعدها الأدرينالين وسائر هرمونات الضغط التي تثير مجموعة من التغيرات الفسيولوجية وازدياد الاثارة الضرورية للجسم لكي يدافع عن نفسه عندما يواجه بالخطر .
كيف تتكون الضغوط
ولو تساءلنا ، كيف تتكون الضغوط عند الانسان وهل كل البشر تؤثر فيهم الضغوط سلبا بحيث يفقدون السيطرة في التحكم في ضغوطاتهم ولا يستطيعون تصريفها بشكل مناسب ؟
الاجابة على كل تلك التساؤلات ستكون: هذا يعتمد على حسب ( طبيعة شخصية الانسان ) وهذه الشخصية التي تبلورت بفعل عدة عوامل متداخلة ومتكاملة منها الاستعداد الشخصي المبني على العوامل الذاتية البيولوجية ، وعوامل اجتماعية بفعل التنشئة الاجتماعية ، فبعض العوامل الضاغطة تشكل عبئا على أنماط معينة من الشخصيات ، في حين تستطيع أنماط أخرى تحملها ومن ثم تصريفها بالشكل الذي لا يترك أثرا لدى الفرد .
لابد منها
من هنا نصل الى ان الضغوط النفسية لابد منها طالما نعيش في مجتمع متغير ، لذا يجب التأقلم معها والعمل على التخلص منها أو التقليل من حدتها على حسب نوع الضغط ، فلا يجدي الاستسلام لها ولا وضع حلولا حالمة مثالية لاقتلاعها من جذورها .
فأول خطوة لمواجهتها هو التعرف على أسباب الضغوط النفسية والتي إما أن تكون ضغوطا داخلية بسبب ضعف المقاومة الداخلية للفرد وعدم التعبير عن انفعالاته ومشاعره وبالتالي كبتها ، مثل التوتر والقلق والأفكار السلبية .
وإما أن تكون ضغوطا خارجية ، بسبب عدم القدرة على مواجهة المواقف الصعبة التي يتعرض لها الفرد في التعامل مع المحيط الخارجي في حياته اليومية ، مثل : الخسائر المادية ، موت شخص عزيز ، خلافات مع شريك الحياة ، وغيرها .
خطوات مساعدة
من كل ذلك وبعد معرفة اسباب الضغوط النفسية نضع بين ايديكم خطوات مساعدة للذات في ادارة الضغوطات النفسية وهي :
- تحديد مصادر وأسباب الضغط النفسي، من خلال كتابتها على ورقة لتنظيم الافكار والتعبير عن المشاعر.
- تنظيم أسلوب الحياة وتحديد الأهداف، بأن تكون واقعية معقولة في حدود قدراتك لتجنب مواجهة الضغط النفسي.
- تفويض المسؤولية الى الآخرين أحيانا، وذلك لجعلهم أشخاص مسئولين باكتشاف المقدرة عندهم.
- استخدم المرونة والتسامح ، وذلك للتكيف مع الظروف وتجنب مالا قدرة لك بتحمله.
- ابحث عن التنوع والتجديد، لأنه سيبقيك في حالة إثارة وحماس وتجدد.
- استمتع بأوقات الفراغ وخصص وقتا للاستجمام والتسلية والترويح عن النفس بعيدا عن الضغوط اليومية.
- تعلم كيف تتنفس ، لأن التنفس هو أحد الأسرار في إدارة الضغوط ، ولكن تنفس بالطريقة الصحيحة تنفسا
- عميقا للحصول على التوافق العقلي والانفعالي والجسدي للاسترخاء والشعور بالثقة بالنفس ولتجديد الطاقة الايجابية.
- مارس الرياضة باختلافها ، ونركز هنا على رياضة المشي المصحوبة بالتنفس الصحيح ، لأن الرياضة تحسن المزاج وتفتت الضغوطات النفسية وتزيد من طاقة الانسان وحيويته ونشاطه وبالتالي ستتحسن الصورة الذاتية للإنسان.
- خذ قسطا مناسبا ووافرا من النوم، لأن النوم يوفر للعقل فترة راحة من العمل الذهني.
- عش حياة متوازنة ، اذا كان الاعتدال هو مفتاح الصحة البدنية ، فان التوازن هو مفتاح الصحة النفسية.
- وفي نهاية المطاف نؤكد بأنه قد تكون الضغوطات النفسية خارج ارادة الانسان ، ولكن تبقى ادارة الضغوط النفسية فن مفتاحه بيدنا جميعا ، كل ذلك في سبيل تحقيق معنى للحياة أفضل .
المصدر