بيت العائلة: كيف يستكين؟
بيت العائلة: كيف يستقيم ويستكين؟
حتى يستكين البيت وينضح بالإيجابية ويُفعم بالحيوية ويجذب قاطنيه إليه لينعموا بحياة طيبة, وتُطرد منه السلبية والشياطين التي تكمن في تفاصيل الحياة, لا بد بدايةً من تقبل الآخر, الأخ الأخت الأب الأم, على ما هو عليه وبمحبة, فكما خلقك الله بطبع فلغيرك طباع, وكما أن في داخلك عالم خاص بك فلغيرك عوالم, وكما أن لك بواطن ونزعات داخلية ومزاج وأهواء فلغيرك أيضاً أمزجة وأذواق.
بدايةُ الوئام تنطلق من:
أولاً العين الإيجابية, وتكون بغض النظرعن العيوب, ولا يخلو مرءٌ من عيب, لذلك كان ومن بابٍ أولى وضع المزايا والحسنات بالباب الاول في نظرتنا إلى الآخر, ولا نقول أن أخي مثلاً أو ابني ليس لو مزايا وكله عيوب, فلو كان راسباً في دراسته ابحث عن اسباب رسوبه وأمن له أسباب النجاح, عامله كحالة خاصة بحاجة إلى رعاية ولا تعامله على أنه حالة شاذة بحاجة إلى نبذ, فالنبذ قد يؤدي به إلى الإنحراف ومصاحبة أهل السوء والآفات.
ثانياً اعتماد الأذن المفلترة, نعم ضع فلتراً على أذنيك ولا تسمح بتسجيل كل ما تسمعه, اقذف خارجاً كل ما من الممكن فهمه خطأً, وضع على أذنيك جاذباً للكلمات والآراء الإيجابية, وحول الإنتقاد الذي تسمعه إلى نصيحة, واعتبر أن عصبية الأب والأم هي حرقة وخوف, وعصبية الإبن والبنت هي صرخة استغاثة, وطبع الأب السيئ هو تعب وإعياء من تكاليف الحياة, ومزاج الأم المُعَكَّر هو من فائض العطاء والحنان والرعاية.
ثالثاً اعتماد اللسان الدافئ, والذي يبدأ بإفشاء السلام والتحيات عند كل لقاء مهما قرب أو بَعُد. والسؤال الدائم عن الحال والطبطبة على الأكتاف, ويتلوه كلمات من التقدير والإمتنان ومدح المزايا والإطراء على الجهود, ويتبعه أسئلة الإطمئنان وابداء الإهتمام.
إقرأ أيضاً الحياة الأسرية
رابعاً: اعتماد اليدان الحاضنتان والشفاه الطابعتان لقبل التواصل والعناق الدائم بين الأزواج وبين الأباء والأبناء. خاصة عناق الآباء لبناتهم والأمهات لأبنائهم,والعكس صحيح أيضاً. لأن البنت وبشكل خاص, تحتاج إلى يدان قويتان تشعرها بالأمان, والأبناء يحتاجون إلى يدين رقيقتين حنونتين تشعرهما بالرعاية والإهتمام.
خامساً اعتماد عقل قنوع وطموح معقول وأمل معقود على الأبناء, فلا نطلب منهم الكمال والتمام بل نطلب منهم الإبداع في المجال الذي يستطيعون فيه تفجير مواهبهم وتجسيد قدراتهم بأعلى درجاتها, ونؤمن لهم بيئة سليمة محفزة على الإبداع, ونتابع معهم دون إفراطٍ ولا تفريط, أي أن تكون المتابعة وسطية معتدلة غير مرهقة ومزعجة وفي نفس الوقت لا نتركهم أسرى لهمومهم وأشجانهم .
في المقال المقبل: “كيف تنشأ النزاعات وتتأجج”
Share this content:
إرسال التعليق