فكرة الحفاظ على فريق  العمل أصبحت  تشكل هاجسًا كبيرًا لرواد الأعمال والمؤسسين والمديرين التنفيذيين على حد سواء. يتضح هذا الهوس عندما تطرح أفكارًا على الرؤساء التنفيذيين، وغالبًا ما تحصل على رد سريع مثل: سأفتقد بعض أعضاء الفريق بسبب هذه الفكرة. ” لذا فهو محرج إلى حد ما.

لكن سبب هذا الشعور واضح .حيث  يقضي الرؤساء التنفيذيون الكثير من الوقت في توظيف وتدريب وإدارة وتهيئته فرقهم للوصول إلى مستوى جيد. ثم  ترك العديد من أعضاء الفريق وظائفهم بشكل دائم دون الرجعة.

ولكن كما يقول المثل:  أصابعك ليست متشابهة، ولكن يوجد فريق يتمتع بمستوى عال من الولاء للشركة يتغلب على كل الصعوبات ويقف خلف القائد بثبات ونزاهة. من ناحية أخرى، هناك فرق  لا تهتم إلا بالمال، ولا حرج في ترك وظيفتك. لقد شهدت بنفسي هذا حيث استقال الفريق بأكمله من وظائفهم في الشركة والغريب أن هذه الشركة تمكنت من الخروج من هذا المأزق مع العالم.

ما هي العوامل التي تحدد هل فِرق العمل مخلصة في عملها أم تسعى وراء المال؟

هناك العديد من العوامل التي تحدد درجة اعتماد الفرق فقط على الولاء أو باحث عن المال. أهمها:

1. القيادة:

 لا أحد يجادل في أن الناس يميلون إلى أن يقودهم قادة موثوق بهم. قيادة فريق لا تعني إدارته، على الرغم من استحالت قيادة فريق بدون إدارة. حيث تتطلب القيادة القدرة على التأثير في الناس، والقدرة على التحمل، والتواصل مع الآخرين، والبصيرة، والقدرة على الاستماع للآخرين، والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على التمتع بالهدوء والثقة والنزاهة والأمانة وصدق. ويمكن أن يكون المؤسسون قادة عظماء، لكن يمكن أن يكونوا أيضًا مديرين سيئين. لذا بالرغم من  أنك قائد عظيم، ما زلت بحاجة إلى شخص آخر لإدارة شركتك. القيادة هي إحدى الصفات التي تبحث عنها في أي شخص يريد بدء عمل تجاري. إذا شعرت بهذه الصفة  لدى مؤسس واحد، فمن المحتمل أن يشعر الآخرون بها أيضًا.

2. الرسائل الهادفة:

الناس ترغب الشركات التي تقدم رسائل هادفة. لقد رأيت أشخاصًا لديهم الكثير من الخبرة والموهبة يرفضون عروض العمل التي تساوي ضعف أو ثلاثة أضعاف وظيفتهم الحالية. لأنهم يؤمنون بما يفعلونه. إنهم يعتقدون أن لها تأثيرًا كبيرًا على حياتهم وحياة الآخرين. لهذا السبب، يمكن أن يؤدي الاستثمار في الشركات ذات الرسائل الهادفة إلى تحقيق عوائد كبيرة. لأن هذه الشركات لديها شيء لا تملكه معظم الشركات. بمعنى آخر، رسالة هادفة تشجع أعضاء الفريق على البقاء معًا في الأوقات الصعبة أو عند تلقي عرض كبير ومغري.

3.القيم والثقافة :

يرغب الناس في العمل  في الأماكن التي يشعرون فيها بالراحة، حيث يعد الشعور بالراحة في مكان العمل  من الأمور المهمة والضرورية. مثلما يجعل المنزل الجميل مع المفروشات المريحة القلوب سعيدة، فإن الشركة التي تلتزم بالقيم والمبادئ الجيدة تجعل الأشخاص الذين يعملون هناك سعداء.

4. الأماكن:

عند التجول في أوروبا وزيارة برلين وباريس وإسطنبول وفيينا وليوبليانا (عاصمة سلوفينيا). ستلاحظ في هذه الأماكن أن سوق المواهب لديهم مختلف عن سان فرانسيسكو أو نيويورك. حيث أن سان فرانسيسكو ونيويورك، يضطر موظفو الشركات باستمرار إلى ترك وظائفهم، أو المطالبة بالمساواة، أو الشعور بمزيد من الراحة والمسؤولية مقابل أجور أعلى. لهذا السبب يصعب  البقاء في الفريق  في سان فرانسيسكو ونيويورك. ولكن إذا كنت ترغب في إنشاء شركة في ليوبليانا أو واترلو أو دي موين أو بطرسبورغ أو ديترويت أو إنديانابوليس، فمن المرجح أن تبني فريقًا من الموظفين المتفانين.

عندما تكون العوامل المذكورة أعلاه غير متوازنة، فمن المحتمل جدًا أن يتحول فريقك من مجموعة من الموظفين المخلصين إلى مجموعة من المرتزقة الذين يريدون المال فقط.

أكثر هذه العوامل شيوعًا هو التغيير في أسلوب القيادة. في كل مرة يغادر فيها المؤسس شركة وينضم إليها رئيس تنفيذي جديد، أرى استنزافًا هائلاً للمواهب من الشركة. لذلك يفضل أن يأتي الرئيس التنفيذي الجديد من داخل الشركة وليس من خارج الشركة، لكن هذا لا يمنع الموظفين من مغادرة الشركة في حالة تغيير الرئيس التنفيذي. كقاعدة عامة، ولكن إذا لم يكن الرئيس التنفيذي الجديد من الشركة، ستزداد الأمور سوءًا.

كيفية بناء فريق عمل ناجح

تبني الشركة فريق من الموظفين المخلصين بدلاً من المرتزقة باتباع الأمور التالية:

أولاً: تحتاج إلى إتقان فن القيادة.

إذا كنت ترى نفسك قائداً جيداً، عليك أن تصبح قائداً أفضل. يمكنك أيضًا أن تصبح قائدًا أفضل إذا رأيت نفسك قائدًا ممتاز. احصل على تدريب مناسب في هذا المجال واستمر في تحسين خبرتك ومهاراتك القيادية حيثما أمكن ذلك.

ثانيًا: قم بتأسيس شركتك برسالة مستهدفة:

أو تأكد من قيام شركتك بأعمال ذات قيمة عالية. لا تعتقد أن موظفي شركتك يختلفون عنك إذا كان همك الوحيد هو تحقيق الربح وجمع الأموال.

ثالثًا: استثمر في قيمك وثقافتك.

يمكن مقارنة ذلك ببناء منزل جميل ووضع أثاث مريح فيه.

رابعًا: حاول إنشاء شركتك في مكان بعيد عن كثافة الشركات في المدينة.

بالتأكيد، هذه المدن هي  من أفضل الأماكن لبدء شركة، والعثور على المواهب، والحصول على الاستثمار، ولكن في نفس الوقت، هناك الكثير من الأشخاص الذين يتنافسون معك في هذا المجال والمنافسة شديدة للغاية. لذلك إذا كان بإمكانك تجنب ذلك، فلا تتردد على الإطلاق.

هناك العديد من الأسباب التي تجعل قطاع الشركات الناشئة يواجه العديد من العقبات، أهمها الزيادة المطردة في الموظفين المخلصين الذين تحولوا إلى مرتزقة في يومنا هذا.

يمكنك القراءة أيضًا: كل ما يجب أن تعرفه عن الدخل السلبي