كيف نستعد لرمضان
كيف نستعد لرمضان
المقدمة:
رمضان فرصة العمر والزمان, هكذا ينبغي أن يعتقد المسلم، وهكذا كان يعتقد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فلم يكن رمضان بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل.
يقول الله -تبارك وتعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [سورة البقرة:185].
كيف نستعد لرمضان:
لشهر رمضان فضلٌ عظيمٌ وأجرٌ كبيرٌ عند الله فهو يحتاج إلى نقطة إستعداد وهذه النقطة تأخذ منها القليل حتى تأتي إلى رمضان جاهز النفس, مستعد الروح, تائق القلب, تنطلق بسباقك حتى تصل إلى آخر يوم من رمضان وقد حققت كل مرادك.
صغائر الأمور تبني عظائم الأجور لذا التغيير لن يكون ضربةً واحدة ولا خطوةً واحدة. فمن الإستعدادات التي ينبغي للإنسان أن يُقيمها لإستقبال رمضان:
- عقد النية: من التأهب لرمضان وحسن الاستعداد له أن تعقد العزم على تعميره بالطاعات وزيادة الحسنات وهجر السيئات، وعلى بذل المجهود في استغلال كل لحظة فيه في رضا الله سبحانه. فعلى النية الصادقة نؤجر قال نبينا صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى) متفق عليه.
- التوبة الصادقة: وهي واجبة في كل وقت ومن كل ذنب، ولكنها في هذا الحين ألزم وأوجب لأنك مقبل على موسم طاعة، وصاحب المعصية لا يوفّق للطاعة فالذنب يورث الحرمان ويعقب الخذلان، وإن قيد الذنوب يمنع عن المشي إلى طاعة الرحمن، وإن ثقل الذنوب يمنع الخفة للخيرات والمسارعة في الطاعات فتجد القلب في ظلمة وقسوة وبُعد عن الله وجفوة.
- معرفة فضل وشرف الوقت في رمضان: رمضان شهر يقظة وظبط للنفس. فهو من أنفس لحظات العمر، ومما يجعل الإنسان لا يفرط في لحظة منه أن يتذكر وصف الله له بأنه “أيامًا معدودات” وهي إشارة إلى أنها قليلة وأنها سرعان ما تنتهي. قال ابن الجوزي: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف وقيمة وقته فلا يضيع فيه لحظة في غير قربة. فكل لحظة في رمضان تفوت لا تُعوّض.
- تعويد النفس على تدبر القرءان وإستشعار معانيه: شهر رمضان شهر القرآن والقرآن الكريم عظيم نورٌ يضيء دروبنا بالإيمان، ونرفع به درجاتنا، فإنّ لقارئ القرآن أجرٌ عظيم، كما ورد في حديث روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ). أخرجه البخاري.
- معرفة أحكام فقه الصيام: كم من إنسان يصوم ولا صيام له لجهله بشرائط الصيام وآدابه وما يجب عليه فيه، فالصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب وقول الزور فإن تكلم فلا يخرج منه إلا الكلام النافع الصالح. فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام, وصوم البطن عن الطعام والشراب.
الخاتمة:
أعدوا العدة لإستقبال أفضل الشهور وأعظمها. وإغتنموا كل اوقاته بالعمل الصالح أسأل الله الكريم أن يبلغنا بمنه رمضان أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة، وأن يجعلنا من عتقائه من النار آمين..
Share this content:
إرسال التعليق