سيكولوجية التسويف في مكان العمل وكيفية التغلب عليه
سيكولوجية التسويف في مكان العمل وكيفية التغلب عليه
مقدمة
يُعد التسويف ظاهرة شائعة في مكان العمل، حيث يؤجل الأفراد إنجاز مهامهم أو قراراتهم المهمة رغم معرفتهم بأن ذلك قد يؤدي إلى عواقب سلبية. إن فهم سيكولوجية التسويف في مكان العمل وكيفية التغلب عليه يعد أمرًا ضروريًا لتحسين الإنتاجية وتعزيز بيئة العمل. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب النفسية وراء التسويف ووسائل التغلب عليه.
سيكولوجية التسويف
تعود ظاهرة التسويف إلى مجموعة من العوامل النفسية التي تؤثر على سلوك الأفراد، ومنها:
- الخوف من الفشل: يشعر الكثير من الأشخاص بالقلق من عدم قدرتهم على إتمام المهمة بشكل جيد، مما يدفعهم إلى تأجيل البدء في العمل.
- الكمالية: الأفراد الذين يسعون إلى الكمال قد يجدون صعوبة في بدء المهام، إذ ينتابهم شعور بأن عليهم تقديم أفضل ما لديهم، مما يؤدي إلى التسويف.
- ضعف الدافع: قد يكون نقص الحافز لإنجاز المهام هو السبب وراء التسويف، حيث يشعر الأفراد بعدم الرغبة في القيام بالعمل المطلوب.
- الإرهاق الذهني: في بعض الأحيان، يكون الضغوطات اليومية أو عبء العمل الكبير سببًا في شعور الأفراد بالإرهاق. مما يؤدي إلى التسويف كوسيلة للهروب.
- التشتت: في ظل وجود العديد من المشتتات في بيئة العمل، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، قد يجد الأفراد صعوبة في التركيز على المهام.
كيفية التغلب على التسويف في مكان العمل
- تحديد الأهداف: من المهم وضع أهداف واضحة وقابلة للتحقيق. استخدام تقنيات مثل SMART (محدد، قابل للقياس، قابل للتحقيق، ذو صلة، ومرتبط بالوقت) يمكن أن يساعد في تحفيز الأفراد.
- تقسيم المهام: تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر يمكن أن يجعلها أقل إحباطًا وأكثر قابلية للتحقيق. يشعر الأفراد بالإنجاز عند إكمال كل جزء، مما يحفزهم على الاستمرار.
- إنشاء جدول زمني: وضع جدول زمني محدد للمهام يساعد في تنظيم الوقت وتقليل فرصة التسويف. يمكن استخدام تقنيات مثل تقنية “البومودورو” (Pomodoro Technique)، حيث يتم العمل لمدة 25 دقيقة يتبعها استراحة قصيرة.
- إزالة المشتتات: يجب على الأفراد تقليل المشتتات من بيئة العمل، مثل إيقاف تشغيل الإشعارات أو تخصيص أوقات معينة للتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي.
- تحفيز الذات: استخدام أساليب تحفيزية، مثل مكافأة النفس بعد إتمام المهام، يمكن أن يعزز الرغبة في العمل.
- البحث عن الدعم: مشاركة الأهداف مع الزملاء أو الأصدقاء يمكن أن يساعد في خلق شعور بالمسؤولية والتشجيع.
- تقبل الفشل: من الضروري قبول فكرة أن الفشل جزء طبيعي من التعلم. بدلاً من الخوف من الفشل، يجب التركيز على النمو والتطور.
- ممارسة التأمل والوعي الذاتي: تقنيات مثل التأمل يمكن أن تساعد في تقليل القلق وتحسين التركيز، مما يقلل من فرصة التسويف.
خاتمة
يُعتبر التسويف مشكلة نفسية تؤثر على الأداء في مكان العمل. ولكن فهم أسبابها والتطبيق الفعّال لاستراتيجيات التغلب عليها يمكن أن يساعد الأفراد على تحسين إنتاجيتهم وتعزيز رضاهم عن العمل. من خلال تحديد الأهداف، تقسيم المهام، وإنشاء بيئة عمل ملائمة، يمكن التغلب على هذه الظاهرة وتحقيق نتائج إيجابية في الحياة المهنية.
Share this content:
إرسال التعليق