أهداف نظام التعليم عن بعد

أهداف نظام التعليم عن بعد

و انطلاقا من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها فلسفة نظام التعليم عن بعد تتحدد الأهداف التنظيمية التي يجب على هذا النظام تحقيقها، والتي يمكن إدراجها في الآتي:

أهداف نظام التعليم عن بعد

  1. تقديم الخدمات التعليمية لمن فاتتهم فرص التعليم في كافة مراحل التعليم:

ويتم ذلك من خلال العمل على تجاوز المعوقات الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أعاقت تعلم الكثيرين الذين ما زل لديهم طموح في تنمية أنفسهم وتثقيفها وتحسين المستوى التعليمي والاجتماعي والمهني.

ولذلك فإن غاية التعليم عن بعد الأساسية هي مساعدة هؤلاء في بلوغ أهدافهم حيث يعجز التعليم التقليدي عن ذلك.

ويمكن الإشارة هنا إلى حالة إخواننا الفلسطينيين وما يعانون منه من عزلة جغرافية وسياسية يفرضها العدوان الإسرائيلي

ما يحول بينهم وبين التعليم العالي، الأمر الذي دفع بالسلطة الفلسطينية ومنظمة اليونسكو إلى إنشاء جامعة القدس المفتوحة التي تقدم تعليما عن بعد لكل الفلسطينين بصفة خاصة والعرب ككل بصفة عامة .

مما و فر فرص تعليمية تناسب طموحات وآمال الفلسطينيين وكفاهم عناء الانتقال إلى مجتمعات أخرى بقصد طلب العلم.

  1. قلة التكلفة وضآلة النفقات:

قلة التكلفة وضآلة النفقات التي يستلزم نظام التعليم عن بعد، بل أن هذا النظام يحقق ما لا يتحقق في غيره من حيث قلة معدل الإنفاق كلما زاد عدد الطلاب.

فكلفة الاتصال بآلاف الطلاب تعادل كلفة الاتصال بطالب واحد، خاصة وأن التكنولوجيا الحديثة من حاسب آلي والاشتراك في منظومة الانترنت لم تعد باهظة الثمن كما في العقود السابقة، بل أصبحت في متناول المؤسسات والأفراد على حد السواء لكن الاختلاف يكمن فقط في درجة مسايرة التطورات المتسارعة لهذه التكنولوجيا.

فضلا عن الرسوم التي يدفعها الطلبة مقابل تلقيهم التعليم، بالإضافة إلى الاستغناء عن الهياكل القاعدية واليد العاملة المؤهلة التي يستلزمها التعليم التقليدي.

  1. الوصول إلى شرائح مختلفة تتفاوت أعمارها وتتباين خصائصها:

مما يترجم مفهوم ديمقراطية التعليم إلى واقع مشاهد، فالتعليم عن بعد يتصف بالمرونة والقدر على التكيف مع كافة الظروف التعليمية للمتعلمين.

فهو يلاءم المزارعين والصناعيين والموظفين أي أنه يستطيع أن يلبي حاجات المتعلمين مهما كانت الظروف التي يعيشونها.

وبالأخص المنخرطين أساسا في سوق العمل ويسعون إلى تطوير مهارتهم في الاختصاصات التي يعيشونها.

وفي نفس الوقت لا يستطيعون مغادرة أماكن عملهم، فيكون التكوين والتدريب عن بعد الملاذ الأخير والآمن لهم.

بالإضافة إلى بعض الفئات الاجتماعية التي لا تعوقها قدرتها ومهارتها العقلية والعلمية على الالتحاق بمقاعد التعليم التقليدي وإنما المعيقات الاقتصادية والجغرافية خاصة.

وبالتالي يمنحهم نظام التعليم عن بعد فرصة لتحقيق طموحاتهم العلمية عن بعد متخطيين الفجوة الزمنية والمكانية.

 

  1. النظر إلى الإنسان كقيمة:

من خلال اعتبار كل طالب حالة تستحق أخذ ظروفها في الاعتبار، وتوفير فرص النماء لهم مما يساعد على مواجهة الفروق الفردية و إشباعها، فضلا عن تنمية قيم أخلاقية واجتماعية وتربوية.

أصبحت ضرورية للإنسان في المجتمع المعاصر مثل قيم الاعتماد على النفس والتعلم الذاتي وتبادل الخبرات, فمن عيوب التعليم التقليدي أنه لا يأخذ بالحسبان الفروق الفردية في تقديم البرامج والمقررات التعليمية.

حيث يلقي الأستاذ محاضر  بالأسلوب الذي يتقنه هو، ولا يدخل اختلاف الطلاب في استيعاب ما يتلقونه منه في الحسبان على عكس نظام التعليم عن بعد بصورته الحديثة المعتمدة على التكنولوجيات الحديثة وخاصة الوسائط المتعددة و ما توفره من محاكاة وصور ثلاثية الأبعاد التي ستخدم في تصميم المقررات التعليمية ,وتجعل منها السهل الممتنع الذي يستوعبه الذكي والمتوسط الذكاء وحتى المحدودة الذكاء لأنها تبسط المحتوى و تحفزه سهولة في الذاكرة وبالتالي تنمية مهارات التلقي والاستيعاب لدى المتعلمين مما يساهم بصورة رئيسية في تجديد الثقة في أنفسهم والتكوين الإيجابي لشخصياتهم مما ينعكس إيجابا على دورهم في التنمية المجتمعية.

 

  1. تغيير البنية الاجتماعية و الأطر والأنساق الثقافية للمجتمع

وذلك بإتاحة الفصحى أمام بعض أعضاء المجتمع للتعليم، وبخاصة النساء اللواتي تحول ظروف مختلفة دون دخولهن في دروس التعليم التقليدية.

ويكون من بينها غالبا عوامل متصلة بالعادات والتقاليد والأعراف.

وخاصة في بعض المجتمعات العربية المتشددة نوعا ما في تعاملاتها مع المرأة رغم المكانة المرموقة التي خصها بها ديننا الحنيف، حيث أن بعض العادات والتقاليد البالية لا تزال تفرض نسسها وتحد من انتقال المرأة من مسقط رأسها إلى مراكز التعليم العالي البعيدة جغرافيا بدعوى الخوف عليها من الانحراف أو أن الدين الإسلامي لا يجيز للمرأة التواجد في أماكن بعيدة عن بيتها ولوحدها.

بالإضافة إلى الحالات التي تعاني من كثرة الأعباء العائلية على عاتقها مما لا يوفر لها وقتا للالتحاق بمقاعد الدراسة في المؤسسات التقليدية.

فتجد ضالتها في نظام التعليم عن بعد الذي يلاءم برنامجها الزمني بعد الانتهاء من مهامها الأسرية.

 

ومن أهداف نظام التعليم عن بعد ايضا:

  1. مسايرة التطورات المعرفية والتقنية المستمرة

فعالم اليوم وما يحمله القرن القادم يتميز بتطور هائل في الجوانب المعرفية والتقنية.

يفرض على كافة أنماط التعليم تحديا كبير يتمثل بضرورة التكييف والملائمة بين المجتمع وهذه التطورات.

التعليم عن بعد هو الأقدر على ملاحقة كافة التطورات الحالية والمتوقعة نظرا إلى ما يتمتع به من مرونة في تعديل محتوى التعليم وأهدافه من حين لآخر.

فالانفجار المعرفي والتكنولوجي إن صح التعبير لم يترك مجالا للمجتمعات للوقوف في موقع المتفرج بل ألزمها على التعامل مع ما أفرزه من تأثيرات منها ما هو إيجابي يجب الاستفادة منه إلى أقصى حد.

منها ما هو سلبي يجب تفاديه قدر المستطاع، فالمجتمعات على اختلاف درجة تطورها تحولت أو تتحول من مجتمعات صناعية إلى مجتمعات معلوماتية ومن ثم مجتمعات معرية قوامها المعرفة وتعد منظومة الانترنت أداتها ومستودعها في نفس الوقت، حيث أصبح من يمتلك المعلومات يمتلك القوة.

 

  1. تقليل الضغط عن التعليم التقليدي

وخاصة الجامعات التقليدية بإمكاناتها المحدودة والتي تحدها إمكانات المكان وصعوبات إنشاء مؤسسات تعليمية جديدة تلبية للطلب المتزايد عليها.

وخاصة في المجتمعات التي لا سمح ميزانيتها بإنشاء عدد كبير من مؤسسات التعليمية الجامعية من هياكل قاعدية وموارد بشرية وأماكن إيواء الطلبة وما تكلفه من أموال طائلة.

فيكون في مثل هذه الحالات نظام التعليم عن بعد الحل الأمثل حيث اأثارت المنظمات الدولية إلى أن نظام التعليم عن بعد هو نظام تعليم ساند ومعزز لنظام التعليم التقليدي

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون بديلا نظرا للطلب المتزيد باستمرار على التعليم وخاصة التعليم العالي.

  1. الإسهام في محو الأمية وتعليم الكبار

إن قضية محو الأمية وتعليم الكبار لاسيما في المجتمعات العربية ما زالت الشغل الشاغل لكافة التربويين نظرا إلى ما يعترض تنفيذ البرامج في هذا المجال من المعوقات التي تقلل من إقبال هذه الفئة على التعليم والتعلم في صفوف نظامية وفي أوقات محددة.

ولذلك فإن من أهداف التعليم عن بعد التغلب على المعوقات وتقديم الخدمة التعليمية الأميين والكبار دون الحاجة إلى الانتظام في صفوف دراسية.

حيث تساعد بعض مؤسسات والمنظمات القومية والدولية والمراكز الثقافية في توفير تعليم غير نظامي لمثل هذه الفئات التي استبعدت عن التعليم النظامي لأسباب ذاتية كالتسرب المدرسي المبكر.

أو لأسباب اقتصادية كالفقر وضرورة الخرج إلى سوق العمل مبكرا دون الالتحاق أساسا بمقاعد الدراسة من خلال توفير برامج تعليم ابتداء من نطق الحروف في المرحلة الابتدائية إلى غاية الحصول على شهادة التعليم الثانوي، وثم الانتقال إلى التعليم الجامعي عن بعد عن طرق المواقع الالكترونية وما تتميز به من سهولة الاستخدام والاستيعاب نظرا لمميزات الوسائط المتعددة.

 

  1. تقديم البرامج الثقافية لكل فرد وتوعيته وتزويده بالمعرفة

فاستخدام وسائل الإعلام و الاتصال الحديثة كالتلفاز والأقمار الصناعية، وبث البرامج التعليمية من خلالها تجعل الفائدة لا تقتصر على المتعلمين فحسب ولكنها تتناول كافة الأفراد وهو أمر لا يقدر عليه التعليم التقليدي.

ذلك أن وسائل الإعلام تدخل كل بيت ولا تضع شروطا لجمهورها على عكس المؤسسات التعليمية التقليدية.

فلا يمكن لأي كان الدخول إليها متى شاء بغية اكتساب بعض الأفكار وهذا ما يحدث في البيوت عند متابعة أحد الأفراد لبرنامج تعليمي معين يستطيع الجالسين معه النقاط بعض الأفكار العابرة حتى ولو لم يكن بنيتهم ذلك لكنهم يستفيدون دون قصد.

 

  1. توفير فرص التعليم العالي والتدريب في مختلف مجالات المعرفة والعلم

لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع والأمة العربية، ممن فاتهم فرص هذا التعليم والتدرب.

وذلك بتيسير وصول المعرفة إليهم في أماكن إقامتهم، وبمعنى آخر نقل المعرفة إلى المتعلم حيثما وجد بدلا من حضور إلى المؤسسة الجامعية كما هو الحال في المؤسسات الجامعية المقيمة وقد عزز هذا الاتجاه مؤخرا التطورات التقنية المتسارعة التي سهلت نقل المعلومات ونشرها.

كما سهلت الاتصال بين المتعلمين من جهة ومعلميهم والمراكز التعليمية من جهة أخرى.

 

  1. دعم الاستقرار في المجتمع

بما يوفر من فرص التعليم للقطاعات البعيدة عن مناطق التعليم والتي تعاني من الإهمال وبما يقدمه لها من خدمات لكونها في مناطق نائية يصعب على الأفراد الانتقال منها.

من خلال المساهمة في تكوين اليد العاملة الفنية المؤهلة وتدريب المعلمين والإداريين التي تتطلبها مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية المكونة للمجتمع المحلي، وبالتالي توفير احتياجات سوق العمل المحلي من الموارد البشرية المؤهلة.

 

  1. استبدال التعلم بدل التعليم

و يتم ذلك من خلال استبدال التعليم التلقيني والتعليم المعرفي المعتمد على التلقين والحفظ والاستظهار بنظام التعلم الذاتي والدراسة المستقلة.

ومن شأن ذلك تحقيق إيجابية المتعلم في العملية التعليمية والتوجه نحو التعلم أكثر من التعليم والتدريس.

وهو ما يعد عيبا أساسيا في التعليم التقليدي أدى به إلى الجمود، لذلك تطالب المنظمات الدولية المتعلقة بتنمية المؤسسات التعليمية بتبني اتجاهات حديثة في التعليم تعتمد على مبدأ التعلم الذاتي والتعليم المستقل المعتمد أساسا على التكنولوجيات الحديثة  وخاصة منظومة الانترنت.

 

  1. توفير فرص التعاون العلمي بين مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي

حيث أصبح بالإمكان الاعتماد على الأقمار الصناعية والتقنية الحديثة في توصيل العلم لأبناء المجتمع العربي أينما وجدوا.

كما أن فرص تبادل المعلومات والتعاون العلمي بين المؤسسات التعليمية أصبح ميسورا في ظل التقدم التكنولوجي.

حيث ساهمت التكنولوجيا في جعل الحراك العلمي للطلبة والباحثين والأساتذة سواء في مؤسسات التعليم التقليدية أو مؤسسات التعليم عن بعد افتراضيا أي لا يتطلب الحراك الفيزيقي فضلا عن جلب المعلومات الحديثة إلى عقر دارها وتوفير مقررات دراسية عن بعد مع مؤسسات أجنبية رائدة في تلك التخصصات مما يؤدي إلى تبادل الخبرات العلمية.

وهذه كانت أهداف نظام التعليم عن بعد.

Share this content:

إرسال التعليق