نهضة الخليج العربي والبعبع الإيراني
نهضة الخليج العربي والبعبع الإيراني
عندما انطلقت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وأُعلن عن قيام الجمهورية الإسلامية الشيعية على أراضيها, بدات المخاوف والهواجس تساور الدول العربية المحيطة بإيران. كانت نهضة الخليج العربي في أوجها, وكانت هذه الثورة تهدف إلى صناعة العدو ” البعبع” الذي يهدد كيان ومصالح دول الخليج العربي بهدف إرباك تلك الدول وتوجيه أكبر قدر ممكن من الإنفاق نحو الاعمال الدفاعية العسكرية لضعضعة اقتصاد تلك البلاد, ودفع منطقة الخليج نحو الحرب العبثية مع إيران لاستنزاف مواردها وزعزعة استقرارها والهائها بالبعبع الايراني الشيعي.
ما هو الهدف الحقيقي؟
الهدف هو تبديد الموارد الإقتصادية لتلك الدول والإهتمام بالنواحي العسكرية, وذلك لإضعاف الإقتصاد الخليجي المتجه وقتها نهاية السبعينات نحو النمو والإزدهار, الإنفاق العسكري سيبديد رؤوس الاموال الخليجية الخيالية الناتجة عن إيرادات النفط وسيكون مآلها في خزينة مصانع الأسلحة الأمريكية والأوروبية, ومراكز الأبحاث والتدريب والدراسات العسكرية, والأهم هو صرف النظرعن القضية الفلسطينية والانشغال بالهموم الخليجية المحلية والإقليمية.
على عكس كل ما يُعرف ويُقال؟
الغرب سهَّل إقامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية, على عكس كل ما نراه, من أن أمريكا الشيطان الأكبر واسرائيل شرٌ مطلق, كلها أدوات تسعير التوتر في الشرق الأوسط, فإيران لن تجد قبولاً في العالم العربي وخاصةً في أوساط الشيعة العرب إلا إذا اتخذت اسرائيل عدواً وأمريكا شيطاناً, ولن تُصبح ايران خصماً للدول العربية المحيطة بها إلا إذا تبنت الأصوليية الشيعية المنافسة لمعتقد أهل السنة والجماعة الرائج في الدول العربية.
إقرأ أيضاً قرية فرنسية تحتفل بالثورة الإيرانية
تصدير الثورة؟
اذاً لقد كانت الثورة الإيرانية الإسلامية قائمة على التمايز المؤدي حتماً الى التحدي والاحتقان والتوتر, وشعار بل مفهوم تصدير الثورة اشعل الغضب العربي وولد حالة الإحتقان التي أدت إلى اندلاع حرب الخليج الأولى عام 1980.
إقرأ أيضاً طالبان عودة البطل-الحصاد
أين كان الخميني؟
الإمام الخميني كان يقيم في المنفى الفرنسي قبل أن يطأ أرض إيران إماماً للثورة الإيرانية الشيعية, ومن ثم قائداً للحرب مع العراق, تلك الحرب التي خدمت المصالح الأمريكية والغربية: إستنزاف المال الخليجي وهدره وحرقه وإتلافه في معارك وحروب لم يكن لها طائل ولا فائدة ولاهدف ولامعنى, إلا صرف نظر العرب والمسلمين عن القضية العربية والإسلامية المحورية, قضية فلسطين وشعبها المحتار.
وقف التطور والإزدهار؟
كانت تلك الحروب تهدف إلى إيقاف الخطوات الخليجية المتجهة نحو النمو والتطور والرقي في جميع المجالات العلمية والثقافية والصناعية والزراعية, كانت تلك الحروب تهدف إلى تثبيط التقدم والتطور والنمو في تلك المنطقة التي عاشت سنوات طوال من الفقر والعوز والتخلف, فعمل الغرب ولا يزال يعمل على منع تطوير وتحقيق أهم وأسرع نهضة عرفها التاريخ بفضل مال النفط المكنوز, وهنا نحن لسنا بصدد تبرئة صدام حسين فكلاهما مشترك بتدمير هذه الأمة .
قلق غربي
المال الخليجي أقلق الغرب, وبعض خطوات التطور التي بدأت تشهدها القطاعات المختلفة في هذه الدول أقلقهم أكثر, خاف الأمريكيون والأوروبيون من تطور تلك الدول على جميع المستويات, خافوا أن تُشَكِّل تلك الدول قوة عربية إقتصادية وسياسية لا يستهان بها تستطيع فرض رأيها في المجتمع العربي والإسلامي والمجتمع الدولي, خاصة بعد المبادرة التي أطلقها الملك فيصل عام 1973 لدعم الدول العربية في حربها مع إسرائيل وقطع البترول عن الغرب والتي كان لها شأن مهم في تضخيم هذه المخاوف وازديادها.
المصادر
- الجزيرة
- العربية
- BROOKING EDU
- SPUTNI ARABIC
- المركز الديموقراطي العربي
- ARAGEEK
- الخليج أون لاين
- المركز العربي للبحوث الدراسات
- العين الإخبارية
- ويكيبيديا
- BBC NEWS ARABIC
Share this content:
إرسال التعليق