كيف كنا وأين أصبحنا؟ منذ قرن ونيف
كيف كنا وأين أصبحنا؟
منذ قرنٍ ونيف
منذ قرنٍ ونيف والأحداث تجري بسرعة, أحداثٌ ضخامٌ عظام, غيرت مجرى الحاضر والماضي والمستقبل, أدت بالوصول إلى وطن عربي وإسلامي ممزق ومقسم ومجزأ, وطن كبير قام من مكة المكرمة والمدينة المنورة لدعوة الناس أجمعين إلى دين الله الحنيف, فاختار الله رجالاً قدَّموا الغالي والنفيس فأيدهم بنصرٍ من عنده وأوصلهم الى مشارق الأرض ومغاربها حيث حكموا هذه البلاد التي قامت فيها الحضارة الاسلامية وشعت نورا وعلما وثقافة وحضارة على العالم كله…
الحرب العالمية الأولى
إستمر هذا الحال حتى عام 1914 إلى أن استطاعت القوى العالمية المتحالفة تدمير هذا الكيان وتقسيمه وتجزيئه بعد الحرب العالمية الأولى, بعد أن اتفقت تلك القوى فيما بينها على تقسيم العالم العربي والإسلامي من خلال إتفاقية نظمها سايكس وبيكو وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا, والتي تنص على العمل على تأسيس كيانات وأنظمة.
هدف الانظمة
هدفها حكم الأجزاء المقسمة من الدولة الإسلامية الكبيرة وحراستها والحفاظ على تجزئتها ومنعها من الإتحاد في ما بينها, والعمل على بث النزاعات والصراعات والخلافات في الداخل ومع الجوار, والإستفادة من التناقضات والإختلافات الفكرية والعقائدية والعرقية وتغذيتها, فكان تقسيما ذكياً وماكراً إذ أخذ بعين الإعتبار كل ما يمكن أن يتسبب بالخلافات والنزاعات بين الدويلات الجديدة لشرذمتها واستخدام هذه النزاعات لاحقاً بشكل يخدم مصالح الدول الكبرى ويضمن إبقاء هذه الكيانات المصطنعة على حالها حتى لا تتحد وتتوحد.
لكنَّ أسباب الوحدة موجودة بشكل جلي وواضح وبما لا يدع مجالاً للشك بين الأجزاء المقسمة من العالم العربي والإسلامي, فبالأمس كانت بلاداً كبيرة شاسعة مفتوحة على بعضها البعض, من المغرب وحتى حدود الصين, وعلى أرضها شعوب مختلفة عربية وتركية وأعجمية, سوداء وبيضاء وصفراء, يجمعها الدين الإسلامي الحنيف والشرع الإسلامي والثقافة المحمدية التي لا تعترف بفرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا لأبيض على أسود إلا بالإخلاص.
هذا الكيان الكبير كان كياناً بالنسبة لباقي شعوب العالم كياناً توسعياً, مما أثار الخوف من تمدده وتوسعه, والحقيقة أن هذا التوسع والتمدد لم يكن بهدف احتلال الأراضي وسبي الشعوب ولكنه كان يهدف إلى دعوة الأمم والشعوب والخلائق إلى دين الله الحنيف, دين الخالق الباريء, لتوصيل رسالة الله إلى عباد الله.
تضاربت أهداف الدعاة مع مصالح الحكام, فمنهم من رضي بتوصيل الدعوة إلى أراضيه مع استمرارية حكمه كملك المجر مع بداية الفتح العثماني, ومنهم من واجه ودخل في حروب وصلت إلى أسوار النمسا مع فتوحات السلطان سليمان القانوني في العام 1529 ميلادي, وإلى وقلب فرنسا في معركة بواتييه الشهيرة بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي عام 732 ميلادية, بحيث شعرت الكنيسة الغربية في روما بخطر شديد يهدد كيانها خاصة بعد فتح القسطنطينية عام 1453 ميلادية وزوال الدولة البيزنطية والكنيسة الشرقية بشكل نهائي, لذلك عمد الغرب وعلى مدى قرون من الزمن إلى البحث عن أسباب إضاف ومن ثم إزالة هذا الكيان الكبير وتقسيمه وتغذية الفرقة بين أبناه وحكامه.
هذا لم يكن وليد لحظته فالغرب عمل وعلى مدى بضع مئات من السنين على إرسال المستشرقين إلى تلك البلاد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بهدف دراسة أوضاع تلك البلاد من الداخل ومعرفة أسباب قوتها واجتماعها ومكامن ضعفها والبحث عن الثغرات والمفارقات التي يستطيعون من خلالها اختراق هذه الأمة المتماسكة.
إقرأ أيضا من مطار صبيحة إلى ميدان التقسيم
بعد الحرب العالمية الأولى عمل الغرب على تأمين وصول أناس إلى سدة الحكم في تلك الدويلات, يعملون على حراسة الأقسام المجزأة ولا يفكرون في الإتحاد مع جيرانهم, فالهدف الوحيد للقوى العالمية ولتلك الأنظمة هو عدم تمكين هذه الكيانات الصغيرة المصطنعة من الإتحاد والإندماج خوفا من الوصول إلى الدولة العربية والإسلامية الموحدة التي تثير رعب الأوربيين والأمريكيين..
ولهذا الهدف تم إنشاء دولة اسرائيل عام 1948, بدعم من هذه القوى, على موقع تاريخي وجفرافي وديني مهم وحساس للغاية, فهي في قلب العالم العربي وصلة الوصل بين المشرق والمغرب العربي وبين آسيا وإفريقيا, وهي التي تُقَسِّم العالم العربي إلى قسمين يستحيل أن يلتقوا إلا عبر ميناء العقبة.
وللحديث تتمة انتظرونا
المصادر
1- ويكيبيديا
2- المجتمع
اترك تعليقك :-)
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
تعليق
((الإيمان والإستسلام واليقين))
فى الإتحاد قوة والقوة الحقيقية مصدرها قوة الإيمان بالله ومنها تتقوى القلوب لمقاومة أعداء الدين فإن ضعفت قلوبنا بالبعد عن الدين وهو دين الحق سبحانه وتعالى ضاعت هيبتنا أمام أعدائنا فما كان جزائنا إلا ما نالنا من التفرقة وتمكن أعدائنا منا.
والعودة ليست بمستحيل…. إن (( عدنا )) كما كان أسلافنا عاد لنا مجدنا وتوحدت كلمتنا و كان النصر حليفنا فالأعداء قوتهم ما هى إلا عدة وعتاد أما نحن المسلمين قوتنا إيمان ويقين وإستسلام لأوامر الله رب العالمين فالقوة المادية تبطل أمام اليقين ((يقين سيدنا إبراهيم عليه السلام بالله ونصره للحق أبطل قوة النار فلم تحرقه ونجاه الله من كيد قومه له. وأيضا إستسلامه لأمر الله بتصديقه الرؤيا فلم يتهاون فى الشروع لما أمره به من ذبح أبنه إسماعيل عليه السلام (( فإستسلامه لأمر الله أبطل قوةالسكين))
وكافئه الله بكبش عظيم .
فأين نحن من((الإيمان و الإستسلام واليقين))
فى الإتحاد قوة والقوة الحقيقية مصدرها قوة الإيمان بالله ومنها تتقوى القلوب لمقاومة أعداء الدين فإن ضعفت قلوبنا بالبعد عن الدين وهو دين الحق سبحانه وتعالى ضاعت هيبتنا أمام أعدائنا فما كان جزائنا إلا ما نالنا من التفرقة وتمكن أعدائنا منا.
والعودة ليست بمستحيل…. إن (( عدنا )) كما كان أسلافنا عاد لنا مجدنا وتوحدت كلمتنا و كان النصر حليفنا فالأعداء قوتهم ما هى إلا عدة وعتاد أما نحن المسلمين قوتنا إيمان ويقين وإستسلام لأوامر الله رب العالمين فالقوة المادية تبطل أمام اليقين ((يقين سيدنا إبراهيم عليه السلام بالله ونصره للحق أبطل قوة النار فلم تحرقه ونجاه الله من كيد قومه له. وأيضا إستسلامه لأمر الله بتصديقه الرؤيا فلم يتهاون فى الشروع لما أمره به من ذبح أبنه إسماعيل عليه السلام (( فإستسلامه لأمر الله أبطل قوةالسكين))
وكافئه الله بكبش عظيم .
فأين نحن من((الإيمان و الإستسلام واليقين))