مبادئ نظام التعليم عن بعد
مبادئ نظام التعليم عن بعد
مبادئ نظام التعليم عن بعد شكل الفلسفة المنطلقات الأساسية والموجهات الحاكمة لأي نظام تربوي وتعليمي، ومن ثم لكافة مؤسساته وعملياته وأنشطته
ويتم تحديد فلسفة المؤسسة التعليمية في كل عصر ومجتمع على أساس الواقع و التصورات المتصلة بطبيعة المعرفة ولايات اكتسابها وطبيعة المجتمع والفرد والقيم.
ولو تأملنا الفكر الفلسفي التربوي لوجدنا أن عددا من الفلاسفة والمربين منذ القديم اعترفوا بوجود الفروق الفردية بين الأفراد وهذا يتطلب تنويع الأساليب المستخدمة في التعليم والتعلم في سبيل جعله مناسبا لاحتياجات كل فرد وقدراته.
وفلسفة نظام التعليم عن بعد تقوم على أساس تقديم فرص التعليم والتدريب لكل من يريد، في الوقت الذي يريد، والمكان الذي يريد، دون التقيد بالطرق والوسائل التقليدية المستخدمة في العملية التعليمية التقليدية، وعلى ذلك يمكن بلورة المبادئ الأساسية التي تقوم عليها هذه الفلسفة في النقاط التالية:
-
مبدأ إمكانية الالتحاق بالتعليم:
يؤمن هذا النظام بأن التعليم حق لكل فرد من أفراد المجتمع بغض النظر عن جنسه وعرقه ولونه ودينه وقوميته
وبالتالي يؤمن هذا النظام بأن إمكانية الالتحاق بالفرص التعليمية لكل من يبحثون عنها واجب تعليمي وأخلاقي.
وتعتمد إمكانية الالتحاق على ثلاثة أبعاد متداخلة، يتمثل البعد الأول في عدم التمييز بحيث يكون التعليم متاح وفي متناول الجميع ولا سيما الفئات الأضعف، والبعد الثاني يتمثل في الإتاحة الفينيقية بحيث يكون التعليم في المتناول من الناحية الفيزيقية السليمة
وذلك إما عن طرق التردد على التعليم في أماكن صالحة لهذه المهمة ‘‘على سبيل المثال في مدرسة الحي ‘‘
أو من خلال التكنولوجيات الحديثة ‘‘على سبيل المثال نظام التعليم عن بعد ‘‘
أما البعد الثالث والأخير فيتعلق بالإتاحة من الناحية الاقتصادية بحيث يجب أن يكون التعليم في متناول الجميع .
ويتضح هنا أن نظام التعليم عن بعد ما هو إلا أداة لضمان توسيع إمكانية الالتحاق بالمقاعد التعليمية وتكافؤ الفرص لمختلف أفراد شرائح المجتمع المختلفة سواء في المجتمعات المتقدمة أو المجتمعات النامية والسائرة في طريق النمو.
ويشترك نظام التعليم التقليدي مع نظام التعليم عن بعد في هذا المبدأ المنطلق أساسا من المبدأ العام لحقوق الإتقان المتمثل في ديمقراطية التعليم والذي يتميز بـ : التوافر، إمكانية الالتحاق، إمكانية القبول والتكيف بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية.
-
مبدأ المرونة:
يستخدم نظام التعليم عن بعد مقاربات تسمح للطالب بتصميم وتخطيط نشاطاته الدراسية
وإيقاع تعلمه حسب الزمان والمكان الذي يلائمه، بالإضافة إلى أنه يسمح بابتكار أنشطة تمنح المتعلم خيارات
في المحتوى التعليمي، المناهج والتفاعلات، وكذلك تأخذ بالحسبان الخصائص الفردية لكل شخص.
و تعتمد المرونة على تخطي جميع الحواجز التي تنشاً بفعل النظام أو بفعل القائمين عليه
لكن هذه الزاوية أخذت بكثير من الحذر في بعض برامج التعليم عن بعد
حيث وضعت شروط معينة للقبول في بعض البرامج ذات الطبيعة العملية أو التطبيقية.
حيث يستلزم التعليم عن بعد تدريب عملي يقوم به الطالب المنتمي لهذا المقرر التعليمي
ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عن هذا التدريب، لذلك تضع بعض المؤسسات التي تقدم تعليما عن بعد من هذا النوع
شرط إمكانية الحضور الشخصي والخضوع للتدرب قبل الالتحاق كالطب والتكوين التقني
خاصة للأشخاص الذين لديهم معوقات تمنعهم من تحقيق هذا الشرط وعلى سبيل المثال لا الحصر المعاقين حركيا و النساء الماكثات بالبيوت اللواتي لا يسمح لهن أهليهم بالخروج أو لديهن أعباء عائلية مَكِّبلة.
-
مبدأ التعلم الذاتي:
التعلم الذاتي هو العملية التي يقوم فيها المتعلمون بتعليم أنفسهم بأنفسهم
مستخدمين التعليم المبرمج أو أي مواد أو مصادر تعليمية ذاتية أخرى لتحقيق أهداف واضحة من دون عون مباشر من المعلم
فهو عملية تهدف إلى زيادة قدرة الطالب على تحمل المسؤولية في تعلمه ومساعدته ليصبح متعلما مستقلا
وتزويد المتعلم بأساليب التفكير واتجاهات نحو استقالاية العمل الذهني
ووفقا لذلك يتعلم المتعلم بمفرده عن بعد معتمدا على ذاته في أغلب الأوقات
و يسير في دراسته لهذا المقرر أو ذاك بمفرده وفق خطوة self face وسرعته في التعلم
بل ويستطيع المتعلم أن يعيد دراسة المقرر مرة أو أكثر حتى يحقق المهارة والكفاءة المطلوبة
فالاعتماد هنا يكون على المتعلم ويكون دور المسئولين عنه محدودا
تريد أن تتحصل على شهادة أكادمية معترف بها
و في مختلف التخصصات و الدرجات
لا تتردد الأكادمية العربية الدولية تمنحك ذلك سارع بالتسجيل
كما أن للطالب الحرية في إنهاء دراسته في الوقت الذي يناسبه وذلك عندما يشعر بأنه أصبح قادرا على تحقيق المهارة والكفاءة في التعليم.
لقد أسهمت التغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية التي تمر بها مجتمعات اليوم
وما نجم عنها من تحديات في تعزيز الاتجاه نحو الاعتماد على التعلم الذاتي وتأكيد الحاجة إليه كأهم مدخل لتحقيق أهداف التعليم والتعلم معا، نظرا لإمكاناته في مواكبة الانفجارات المعرفية وقدرته على الاستفادة من التقدم التقني المطرد بما يساعد على التعليم المستمر ويساند مؤسسات التعليم المفتوح والتعليم عن بعد
وبالنظر إلى الفعالية التي يتميز بها التعلم/ التعليم الذاتي والتي لا تجعل منه مبدأ أساسيا في نظام التعليم عن بعد فقط
و إنما حجر الزاوية في الأنظمة الأخرى وبالخصوص النظام التعليمي التقليدي وجها لوجه
إذا مردنا الخروج بالطالب من قوقعة التلقين والاسترجاع إلى فضاء الإبداع والابتكار.
-
مبدأ التعلم المستمر مدى الحياة:
يعتبر التعليم مدى الحياة كل أنشطة التعلم التي يضطلع بها الفرد طول حياته، بهدف تحسين المعرفة
المهارات والاختصاصات ضمن الأشخاص، المدنيين، الطموحات الاجتماعية المتعلقة بالتوظيف.
ظهر مفهوم التعلم مدى الحدان. كإستراتيجية تعليمية منذ ثلاث عقود من خلال جهود منظمة اليونسكو، منظمة التنمية الاقتصادية والتعاون الأوربية، المجلس الأوربي، بسبب زيادة وتيرة العولمة والتغيرات التكنولوجية ، تغير طبيعة العمل وسوق العمل، شيخوخة السكان .
وهي من بين القوى الكبرى التي تؤكد على الحاجة إلى استمرار رفع مستوى العمل ومهارات العيش طولا فترة الحياة.
ولم يعد مبدأ التعلم مدى الحياة حكرا فقط على أنظمة التعليم المفتوح والتعليم عن بعد
بل أصبحت يوصي به المنظمات العالمية لتطوير أنظمة التعليم التقليدية حتى تتكيف والتغيرات الاقتصادية السياسية، الاجتماعية والثقافية، التكنولوجية والمعرفية التي تشهدها المجتمعات الإنسانية.
-
مبدأ أنظمة التوصيل المختلفة:
إن التحول من التعليم وجها لوجه إلى نظام التعليم عن بعد يوفر ساحة زمنية ومكانية لكل من المعلم والمتعلم
لاستخدام وسائط تعليمية متعددة تناسب أنماط التعلم المختلفة بين المتعلمين
فالوسائط المتعددة مثلا تدعم العديد من الأساليب التعليمة أفضل بكثير من النظام التقليدي
فأنظمة التوصيل يختلف استخدامها من فرد لآخر كل حسب احتياجاته و مكانته وأماكن تواجده
فالبعض لا يستطيع الدراسة إلا عن طريق المراسلات البريدية لأن إمكاناته المادية لا تسمح له مثلا باقتناء حاسب آلي
و الاشتراك في خدمة منظومة الانترنت أو أنه يوجد بمنطقة لا تتوافر فيها هذه الخدمة
والبعض الآخر يفضل الدراسة عن طريق البث الإذاعي و التلفزيوني
و البعض الآخر يفضل الدراسة من خلال منظومة الانترنت وما توفره من تطبيقات متطورة.