القضية الفلسطينية: حكاية أرض وشعب -1-
القضية الفلسطينية: حكاية أرض وشعب-1-
قضية العرب المركزية وقضية المسلمين العقائدية, تختصر القضية الفلسطينية واقع أمة, فهي العينة الأكثر بروزاً بسبب اغتصابها علانية وسط أشقائها, من قبل قلة والعرب كثرة والمسلمين ثلة, قضية تجسد انحطاط أمة وتخليها عن أرضها وعرضها مقدساتها.
منظمة التحرير
منظمة التحرير الفلسطينية(1970-1982): جبهة عريضة وأمل كبير وحلم كان قيد التحقيق، وورقة التوت والأمل الأخير بالدفاع عن حقوق العرب وتحرير فلسطين. جمعت المنظمة شرائح مختلفة من الشعب العربي والفلسطيني وكانت مظلة العمل الفدائي ضد الكيان الإسرائيلي أواخر الستينات، كانت الرصاصة الأخيرة في مسدس جريح كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، سرعان ما أهدرت عام 1982.
الرجل اللغز
وهنا لا بد من سرد نبذة موثقة عن حياة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسس حركة فتح إحدى فصائل منظمة التحرير, ياسر عرفات الرجل الثعلب اللغز, الذي قاد القضية الفلسطينية من العام 1968 وحتى وفاته عام 2005, كان يملك مفاتيح اللعبة الأممية التي دهورت القضية الفلسطينية وانحدرت بها من الأعمال البطولية وهز كيان الصهاينة والقيادة المطلقة إلى سلطة معتقلة من قبل الكيان الصهيوني.
سيرة عرفات
ولد ياسر عرفات في القاهرة في 24 أغسطس/ آب من عام 1929 . ورغم أنه اشتهر باسم ياسر عرفات، فإن اسمه الحقيقي هو محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني. والده تاجر فلسطيني عاش في مصر، يحيط الغموض ببعض تفاصيل فترة شبابه فقد زعم أنه من مواليد القدس ليُدَعِّم مؤهلاته كزعيم قومي فلسطيني، لكن لكنته المصرية كانت تكشف على دوام مكان نشأته.
الولع والمواهب
كان ولعه المبكر بالتحلي بصفات الزعامة سبباً ليتخذ اسم ” ياسر” وكنية ” أبو عمار “ إسماً حركياً أثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إحياءً لذكرى مناضل فلسطيني قتل وهو يكافح ضد الانتداب البريطاني.
ظهرت مواهبه منذ سنوات شبابه المبكر كناشط سياسي، وقد تأثر في البداية بجماعة الأخوان المسلمين، لكنه سرعان ما اعتنق فكر الكفاح المسلح ضد إسرائيل متأثراً بالموجة اليسارية عقب ” نكبة ” عام 1948، فأسس سراً حركة ” فتح ” مع عدد من الناشطين الفلسطينيين.
أسلوب استعراضي
كان عرفات كثيراً ما يحرص على التعبير عن مواقفه بأسلوب ” استعراضي “. ففي عام 1953 أرسل خطاباً للواء محمد نجيب أول رئيس لمصر عقب قيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952. ولم يحمل هذا الخطاب سوى ثلاث كلمات فقط: ” لا تنس فلسطين” قيل إن عرفات سطر الكلمات الثلاث بدمائه.
تاريخ عسكري
في عام 1956 مُنح عرفات رتبة ملازم في الجيش المصري، وشارك في حرب السويس في نفس العام. اكتسب عرفات أثناء خدمته بالجيش المصري خبرة في العمليات العسكرية واستخدام المتفجرات أهلته عسكريا وميدانياً. وتمكن لاحقاً من قيادة الجناح العسكري لحركة فتح الذي عرف باسم ” العاصفة ” وبدأ عملياته عام 1965. قامت عناصر العاصفة بشن هجمات على إسرائيل من الأردن ولبنان وقطاع غزة الذي كان يخضع للحكم المصري.
معركة الكرامة المفصلية
بعد هزيمة عام 1967 لم يبق في ساحة القتال ضد إسرائيل سوى حركة فتح، وفي عام 1968 قاد عرفات قواته في القتال دفاعاً عن بلدة ” الكرامة ” الأردنية أمام قوات إسرائيلية أكثر عدداً وأقوى تسلحاً وتمكن من هزيمتها, في أول انتصار عربي على الاحتلال بعد النكبة.
زرعت معركة الكرامة الإحساس بالتفاؤل بين الفلسطينيين، كما أدت إلى تشريع العمل الفدائي من قبل الحكام العرب, بعد فشل الأنظمة العربية وجيوشها في التصدي لإسرائيل. وبعد مضي عام على معركة الكرامة, أولى المعارك التي انتصر فيها الفلسطنيون بعد هزيمة 1967, اختير عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أسستها جامعة الدول العربية عام 1965.
اتخذ مقاتلو المنظمة في البداية من الأردن مقراً لهم إلى أن أخرجهم الملك حسين في أيلول من عام 1970, حيث اعتبر الأردن أن وجود المنظمة في عمان يُهدد عرشه. كلف إخراجهم من الأردن معركة دامية فيما عرف لاحقاً بأحداث أيلول الأسود أو الحرب الأهلية الأردنية.
المنظمة في بيروت
انتقل عرفات من الأردن مع مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى العاصمة اللبنانية بيروت. انطلاقا من بيروت نفذ مسلحون فلسطينيون ينتمون لفصائل مختلفة عمليات تفجير وخطف طائرات واغتيالات، من أشهرها عملية خطف وقتل 11 رياضياً إسرائيلياً أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ميونخ عام 1972, عرفت لاحقاً بعملية ميونخ.
عمليات غير معترف بها
رفض عرفات الحديث عن تلك الهجمات، كان دوماً ينفي ضلوعه في أي أعمال إرهابية. كان دائماً يؤكد نبذه للإرهاب كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية لاستمالة الرأي العالم العالمي, ولعدم تشويه صورة المنظمة في المجتمع الدولي وخاصة الغربي.
وفي عام 1974, دخل عرفات حلبة الدبلوماسية الدولية. ألقى خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. قال فيه مقولته الشهيرة: ” جئتكم حاملاً غصن زيتون وبندقية فلا تدعو غضن الزيتون يسقط من يدي “.
وللمقال تتمة
المصادر
اترك تعليقك :-)
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
تعليق
وهل يتساويان ؟
( الحرب والسلام) !
ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة فنحن نعطى غصن الزيتون لكل من يسعى لنشر السلام .
أما رفع السلاح فهو واجب علينا لكل من يسعى لنزع السلام.