إرتفاع أعداد طلبة الماجيستير في إدارة الأعمال عن بعد
طلبة إدارة الأعمال عن بعدKبقي التعلم عن بعد ميزة في عالم التعليم لمدة طويلة وقد يتذكر القراء الأكبر سنا ما يسمى “الدراسة عبر المراسلة” التي كانت أهم سماتها الصناديق المليئة بالكتب والمقالات القيمة المرتهن وصلوها بساعي البريد. .
كانت تتوفر فيما مضى مجموعة كبيرة من البرامج الدراسية لأي شخص في أي مكان في العالم، لكن بفضل الإنجازات التقنية
التي حدثت اليوم – خصوصا مع ظهور الإنترنت والدي في دي والمحادثة المرئية بالإضافة إلى ظهور العديد من الإبتكارات – أصبح
هذا النمط غير التقليدي للدراسة أكثر عملية.
ودخلت الدراسة عن بعد لشهادة الماجيستير العالم في الستينيات، حيث شهدت تطورات مستمرة منذ ذلك الحين. وبينت أرقام
حديثة تم جمعها من Keyword discovery تضاعف مرات البحث التي تم فيها إستخدام مصطلح ‘online MBA’ ستة أضعاف
بالمقارنة مع ‘MBA programs’.
وأشار Wordtracker Keyword Researcher إلى أن عدد الناس الذين يبحثون عن مصطلح ‘online MBA’ مقارنة بمصطلح ‘MBA’
أقل من النصف بقليل عالميا.
ويتعارض هذا الإهتمام تعارضا واضحا جدا مع الشكوك التي لاقها مفهوم الدراسة عن بعد ما ان أطلقت جامعة UK’s Open
University برنامجها لدراسة شهادة الماجيستير في ادارة الأعمال عن بعد في عام 1960. وقال البروفيسور (رتشارد وييتكروفوت)
“عندها، لم تتعامل الشركات معه بجدية لعدم وجود أي معلومات بين أيديها حول البرنامج والمواد التي تدرس فيه.
لكن خلال السبعينيات والثمانينيات، وقبل ان تحتل كليات التجارة الطليعة، لوحظ أن خريجي هذا البرنامج كانوا على نفس
المستوى التعليمي مثل خريجي البرامج الجامعية التقليدية”.
ان إقناع الشركات ببرنامج الدراسة عن بعد لشهادة الماجيستير أمر هام جدا كون رآيها ببرنامج دراسة ما أو كلية ما سيؤثر بكل
بساطة على إختيارها لموظفيها. لكن يكمن الخبر الجيد في عدم اعتبار الشركات الموظفة لطلبة شهادة الماجيستير ان برنامج
الدراسة عن بعد لشهدة الماجيستير في إدارة الأعمال أقل أهمية أو جدية من غيرها من البرامج.
وأشار (توم هاريسون) رئيس قسم العلاقات في QS، والذي يعمل أيضا كخبير في توظيف الكفاءات الحاصلة على شهادة
الماجيستير في إدارة الأعمال “أجد أن أصحاب العمل مدركين للقيود المفروضة على الأفراد الذين يحاولون المضي قدما في
دراستهم لشهادة الماجيستير لكنهم غير قادرين على تخصيص وقتهم الكامل للدراسة في الجامعة التي إختاروها بسب العوامل
العائلية، أو الجغرافية. ولطالما اعتمدت الشركات على سمعة ومصداقية الكلية وبرنامج شهادة الماجيستير في ادارة الأعمال. وبما
إنني توقفت عند هذه النقطة، يعد الوقت الذي يقضيه الطلبة بصحبة الأكاديميين ونظرائهم الطلبة عنصر هاما جدا وعلى الرغم من
صعوبة إدراك أهمية هذا الجانب إلا انه موجود وهذا ما يفتقر اليهطلبة الدراسة عن بعد الى حد كبير أو صغير”.
ولكن قال الخبير في مجال الدراسة عن بعد وكبير التنفيذيين في كلية Manchester Business School Worldwide (نايجل
بانيستر) “يصعب علينا خلق تفاعل بين الطلبة من خلفيات دولية بكل تأكيد. لكن عندما يدور الحوار حول برامج الدراسة عن بعد
في احدى الجامعات المتميزة، لا يعني ذلك البقاء وحيدا طيلة الوقت. فيسافر الطلبة إلى مانشيستر لإتمام أجزاء من دراستهم
هناك حيث يقضون بضعة أسابيع في المدينة في عطلهم على سبيل المثال. ويكون إختلاط الجنسيات المختلفة كبيرا جدا إلى
درجة لا يشعر فيها المرء بغيابه بشكل كبير”.
وبينما يختلف برنامج الدراسة لشهادة الماجيستير في إدارة الأعمال عن الدراسة لها عن بعد من ناحية الإختلاط بين الطلبة ومع
الأساتذة، لم يعد ذلك يؤدي الى وضع طلبة الدراسة عن بعد في أسفل قائمة الموظفين المحتملين لدى الشركات. وقال مسؤول
التوظيف الأول في شركة AstraZeneca plc لصناعة الأدوية (جيمز تومسون) “انني كمسؤول للتوظيف مدرك لإختلاف أساليب
التعليم التي يفضلها البعض عن غيرهم؛ كما ان نمط حياة بعض الأشخاص يمنعهم من الإلتحاق ببرامج الدراسة التقليدية وخاصة
من الدراسة ضمن البرنامج المتبع في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يمتد على سنتين. وتناسب الدراسة عن بعد بعض الناس
أكثر من غيرهم خاصة انها وسيلة غير باهظة الثمن. وهناك أسباب مقنعة جدا تفسر إلتحاق شخص ما ببرامج الدراسة عن بعد
لشهادة الماجيستير في إدارة الأعمال وفي الحقيقة يمكن لهذه الأسباب مساعدة مسؤولي التوظيف حيثتخولهم من معرفة طبيعة الشخص.”
ويتفق الجميع على ان صفات لخريج برنامج الدراسة عن بعد لشهادة الماجيستير في إدارة الأعمال هي الإصرار، والتمتع بالحافز
الذاتي بالإضافة إلى القدرة على التركيز على إكمال الواجبات المعقدة والصعبة. وتلك هي الصفات التي يبحث عنها أصحاب
العمل. اذ تظهر ان الخريج لم يقم فقط بالدراسة والتعلم بل قام بإثبات قدرته على التكيف والحفاظ على توزان بين العمل والحياة
أثناء تحضيره للشهادة. وكما قال (رتشارد وايتكروفت) “لقد أظهروا تحليهم بالحافز الذاتي مما أدى الى نسف الشكوك كافة
حولهم”.
ويحاول (وايتكروفت) جاهدا تبديد الإعتقاد السائد حول الدراسة عن بعد الذي تعتنقه أغلبية الناس وهو يركز على أهمية الكلية
في تزويد الطلاب بنوعية التعليم التي تقدرها الشركات. “نحن نفضل تسمية ذلك “التعليم المفتوح المنظم” لكونه حزمة كاملة من
المواد المنتجة بعيدا عن قاعدة محددة بالإضافة إلى توافر كل الدعم الذي يحتاج اليه الطالب. فهناك فوائد عظيمة لهذا البرنامج.
فتعقد ندوات يحضرها الطلاب على الانترنت كل بضعة أسابيع كما يتوفر الدعم الإلكتروني الضخم من مكتبة الكلية. وتحتاج الكليات
إلى بنية تحتية جيدة تسمح للطلبة بالاعتماد على أنفسهم ، الأمر الذي يقدره أصحاب العمل جدا”.
وفي ظل الزيادة المستمرة في أعداد طلبة برامج الدراسة عند بعد، سواء كانوا طلبة ماجستير في إدارة الأعمال أوبرامج أخرى
متخصصة، بدأت الشركات تلاحظ أن شهادة الماجيستير التي تم الحصول عليها عبر الدراسة عن بعد تضاهي جودة تلك التي
حصل عليها الطلبة عبر الإلتحاق بالبرامج الدراسية التقليدية. ولكن يجب التنبه الى مصداقية البرنامج فعليه ان يكون معتمدا
بشكل كامل كما هو الحال مع البرامج الدراسية كافة كما يجب ان تكون سمعته ممتازةإلى درجة تفوق سمعة برنامج تقليدي في
احدى الكليات المتميزة. ان إفتقار البرامج الدراسية عن بعد لشهادة الماجيستير في إدارة الأعمال للإعتراف الدولي والتقاييم
الرسمية يؤثر سلبا على هذا النوع من البرامج بالرغم من فتح QS TopMBA Scorecard (www.topmba.com/scorecard) المجال
أمام الناس بتقييم برامج الدراسة عن بعد لشهادة الماجيستير لما يتناسب مع معاييرهم الفردية. فقد أثرت الزيادة المفاجئة في
أعداد الجامعات غير الجيدة التي تقدم برامج للدراسة عن بعد لماجيستير إدارة الأعمال سلبا على نظرائها من الجامعات المتميزة
إلا أن هذا التراجع بدأ يأخذ منحى تصاعديا بفضل الكليات الحديثة والمتعارف على برامجها المتعددة دوليا مثل Aston، و Instituto
de Empressa، وOpen University بالإضافة إلى Manchester Business School.
اذا عند إختيارك لبرنامج الدراسة عن بعد لشهادة الماجيستير في إدارة الأعمال، كن مدركا إلى أن الطلبة هم الذين يثبتون
جدارتهم للشركات عندما يحين وقت إجراء المقابلات والتوظيف. ويمكن لبرامج الدراسة عن بعد لشهادة الماجيستير أن تكون
مكثفة جدا مثلها مثل البرامج التقليدية خاصة انها لا تعد الخيار الأسهل. وفي الحقيقة، يمكن إستخدامها كوسيلة لشرح الطريقة
التي يتعامل معها أصحاب العمل مع واجباتهم الحالية – الشخصية أو المهنية. لقد جعلت برامج الدراسة عن بعد من بعض
الأشخاص أناس أكثر كفاءة وديناميكية وهذا ما يبحث عنه أصحاب العمل.
بقلم (روس غيراتي)
[jetpack-related-posts]
Tag:مقالات أكاديمية