اليوم قررت أن أكتبك
اليوم قررت أن أكتبك …
قلمي المفضل بلونه الأزرق ودفتري الأصفر اجتمعا ليشهدا على الحدث الأجمل …
اللغة بأحرفها الثمانية والعشرين تجمهرت وتدافعت ..
كل حرف يقف على أطراف لغته …
يمدُ عنقه للأعلى علَّني أراهُ قبل البقية فأختاره …
ابتسمتُ في سري وبحماسٍ أردتُ أن أشاكس أبجدية لطالما شاكستني …
جلستُ هادئة مكاني تاركة ترجمة أفكاري للحرف الأشطر …
ما هذا.. ؟
الحروف الساكنة نطقت …
يا إلهي قلبت قواعدها وتمردت على أعرافها لم يعد يهمها موقعها وإن كان لها مكاناً من الإعراب أم لا …
أحرف العلّة من علتها شُفيت …
ولن يُحزنها بعد الآن حذفها عند الضرورة …
يكفيها شرف تواجدها معك ليطول عمرها للأبد …
وبالنسبة لكان وأخواتها المتحدات ماذا سأخبرك ..؟
اجتمعن.. اجتهدن ليكتملن … ولأجلكََ تفرقن … واختلفن … فعلان فازا فعلياً معنا …
وعادت بنقصها حزينة باقي الأخوات …
أما الأفعال بماضيها حاضرها ومستقبلها بكل حذاقة فعلت المستحيل معي …
فتحت ذراعيها وضمّت بعضها كاسرة حيرتي وبسكون انتظرت …
ومع كل هذا لم يَرُّقَ قلمي واستمر بشروطه التعجيزية…
اليوم وأنا أكتبك سأعتذر من كل كلمة خابَ ظنها وسقطت من وصفك …
أعلم مدى الخيبة…
لكن للحب أحكام …
ولأجلك لن أنتقي إلا خيرة الكلام …
حظاً سعيداً للحرف الذي ستقع عيناك عليه ..
وكان الله في عون باقي الأحرف …