المجتمع..والتدخين
المجتمع..والتدخين
بقلم: مرام الحربي
أودع الله سبحانه وتعالى روحه في جسم الانسان، واستأمنه عليها، وفي ديننا الإسلامي شدد على الضروريات الخمس الا وهي الدين والنفس والمال والعرض والعقل، وهي المقاصد التي سعى الإسلام الى توعيه المسلم لها، لما فيها من أهمية بالغة وحفظ لجوانب حياة المجتمع بأكمله.
يعيش الانسان داخل كوكبة من المشكلات الاجتماعية ولعل أحد تلك اهم المشكلات هي” التبغ”، اذ انه مشكلة انتشرت في جميع انحاء العالم واختلف الطرق في استخدامه وبالتأكيد طرق مكافحته أيضا. تعددت دوافع الافراد في استخدامه منها: اشباع لاحتياجات نفسية يعتقد المستخدم لها انها مجال للتنفيس من ضغوطات الحياة وشعورهم بالنشوة والسعادة الزائفة، وقد تكون البداية في استخدامه لدى المراهقين نابعا من تحديات تكون بينهم، وبالنسبة للنساء قد يكون ضنهن انها توحي بمظهر جذاب وانيق وغالبا ما تكونت تلك الصورة من الأفلام وصور المجلات، حيث تقوم وسائل الاعلام بإظهار آفة التدخين كأسلوب حياة روتيني، وقد تكون عادة متأصلة وموروثة في مجتمع معين.
ولعل ابرز اثاره الاجتماعية هي ابتعاد الافراد عن المدخن بسبب رائحته مما يضعف العلاقات، وتأثير هذا الدخان على الافراد المحيطين به مما يتسبب في نقل هذا الوباء لهم وهو ما يسمى” بالتدخين السلبي” وهو ان تعرضهم واستنشاقهم للدخان يسبب لهم الامراض وكأنهم مستخدمين له، غير ان خوف الام مثلا على اقتداء اطفالها بالشخص المدخن وعلى سبيل المثال ان كان والدهم، وهم يرونه كل يوم يقوم بالتدخين امامهم او اثناء ايصالهم للمدارس فيعتادون على رؤية هذا المنظر ويتكون لهم رمز ولا يستنكرونه ويتقبلونه ومن الصعب تغغير او تعديل هذا الرمز، وفيما يخص الاضرار الاقتصادية على نطاق الاسرة حيث ان المبالغ التي يدفعها المدخن على شراء التدخين قد تؤثر على اقتصاديات اسرته، فتختلف ترتيب الضروريات لديه كرب اسرة.
قامت جميع مؤسسات المجتمع بدأً من الدولة وحتى أصغر بناء فيها وهي الاسرة، في مكافحة هذه الافة الخطيرة بتوعية افرادها بخطر ومضار استخدامها ومحاولة الإقلاع عنها بطرق تدريجية، حيث قامت وزارة الصحة السعودية في اعداد برامج لمكافحة التدخين والتوعية الصحية واعداد احصائيات تبين اعداد المستخدمين لها وكانت النتائج ان 23,7% من الذكور و1,5% من الاناث. (1)
بيّنت وزارة الصحة أنه جرى خلال عام 2017 م، زيادة عدد عيادات مكافحة التدخين بنسبة 59 %؛ ليصبح إجمالي عددها 254 عيادة بدلاً من 160 عيادة، حيث أسهم ذلك في تسهيل الوصول للخدمات العلاجية بتدريب أكبر عدد من أطباء الأسرة، كما تم توفير أدوية الإقلاع عن التدخين، ونوّهت إلى زيادة الإقلاع عن التدخين بنسبة 31 %، وتحسين الحالة الصحية للمدخنين من خلال تكثيف الحملات التوعوية، وتوجيه ومتابعة الزائرين للعيادات. (2)
لا يمكن اغفال اثار التدخين على الجلد وصحة الفم والاسنان واللسان، وتأثير الغازات المنبعثة من السجائر على العين، وتأثيره الكبير على الصوت ولعل الفئة المتأثرة به هن النساء باعتبار الصوت أحد مفاتيح الانوثة والجمال لديهن، وتزامنا مع شهر التوعية بسرطان الثدي” أكتوبر” فإن نسبة الإصابة لدى المدخنات تزيد حوالي 30% عن نسبة الإصابة بين السيدات اللواتي لم يدخنن. (3)
وفيما يخص التدخين السلبي فقد قامت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بتطبيق قرار حظر التدخين داخل أماكن العمل حماية على سلامة وصحة العاملين الغير مدخنين وتوفير بيئة صحية ونظيفة للعمل. (4)
تظافر جهود المجتمع بكافة مؤسساته كفيلة بحل أي مشاكل يتعرض لها المجتمع، وان لم يتم اجتثاث لمشكلة من جذورها، فالتخفيف من حدتها وتوعية الافراد عنها أحد طرق الحلول.
المراجع:
1/ موقع وزارة الصحة السعودية، احصائيات افة التدخين، برنامج مكافحة التدخين 1435هـ.
2/ صحيفة سبق الالكترونية، مقالة بعنوان “ 254 عيادة لمكافحة التدخين وزيادة عدد المقلعين في 2017 م،11 رجب 1439هـ.
3/ موقع وزارة الصحة السعودية، التدخين يخدش جمال وانوثة المرأة، برنامج مكافحة التدخين، 1435هـ.
4/ قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية رقم 149516.
Tag:التدخين