الذكاءات المتعددة في تدريس الفيزياء
الذكاءات المتعددة في تدريس الفيزياء
الكاتب: فداء محمود الشوبكي
البريد الإلكتروني: fedaa.elshobaky@gmail.com
اهتم علماء النفس ببحث موضوع الذكاء لارتباطه بالسلوك ودوافعه المختلفة ومظاهر النشاط العقلي كالتعلم والتفكير، ولقد حاول الكثير تعريفه بالرغم من اختلافهم حول تعريفه تعريفاً منطقياً جامعاً مانعاً بمعنى يجمع كل ما ينطوي تحته ويمنع ما لا يدخل فيه، ولكنهم يتفقون على الصفات التي تميز الشخص الذكي حيث يتصف بأنه أشد يقظة وأسرع في الفهم، قادر على التعلم وعلى تطبيق ما تعلمه، قادر على إدراك ما بين الأشياء والألفاظ من علاقات، قادر على الابتكار وحسن التصرف في عواقب أعماله.
وفي عام 1904 طلبت وزارة التعليم في باريس من عالم النفس الفرنسي ألفرد بينيه ومجموعة من زملائه وضع أداة لتحديد تلاميذ الصف الأول المعرضين لخطر الرسوب، بحيث يمكن أن يتلقى هؤلاء اهتماماً علاجياً، ولقد أسفرت جهودهم عن وضع أول اختبار للذكاء ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، وانتشر اختبار الذكاء وكذلك فكرة وجود شيء يطلق عليه الذكاء يمكن قياسه موضوعياً والتعبير عنه رقمياً أو بتقدير نسبة الذكاء.
وبعد ثمانين سنة تقريباً من وضع أول اختبار للذكاء قام هاورد جاردنر Howard Gardner’s بتحدي الاعتقاد السائد، حيث قال إن ثقافتنا عرفت الذكاء تعريفاً ضيقاً جداً سعى في نظريته إلى توسيع مجال الإمكانيات الإنسانية واقترح وجود عدد من الذكاءات تتعدى تقدير نسبة الذكاء.
وعرف الذكاء بأنه القدرة على حل المشكلات أو ابتكار منتجات لها قيمتها في بيئة ثقافية واحدة أو أكثر.
وصنف جاردنر ثمان أنواع من الذكاءات وهي لغوي، منطقي، رياضي، موسيقي، مكاني، حركي، شخصي واجتماعي.
وهذه الأنواع من الذكاء ترتبط مباشرة بتدريس الفيزياء.
فيجب على كل مدرس فيزياء أن ينوع في تدريسه. وأن يبحث عن الطريقة التي يكتب بها ويتحدث بها في الفصل.
وقد نلاحظ نطق العديد من المعلمين بالمفاهيم في الفيزياء بشكل خاطئ، سواء بتقصير أو اختصار المفهوم وأحيانًا لا يُكتب على السبورة. هذا هو سبب فشل بعض الطلاب لأنهم متعلمون لغويون.
فلغة التدريس تساعد الطلاب على تعلم مفاهيم الفيزياء وكذلك تصحيح أي مفاهيم خاطئة موجودة حول هذه المفاهيم الفيزيائية.
على سبيل المثال، إذا قام المدرس بتدريس الثنائي والترانزستور لمدة 40 دقيقة بنطق خاطئ، فقد يكون لدى المتعلمين اللغويين فهم ضعيف لهذه المفاهيم. وقد يكون أداؤهم ضعيفًا في اختبار تحصيل الثنائي والترانزستور.
أما المتعلمون الرياضيون المنطقيون يحبون رؤية كل شيء يقوم المعلم بتدريسه في الشكل الرقمي والبيانات. هؤلاء الطلاب في معظم الوقت إذا لم يتم التحكم بشكل صحيح لا ينتبهون عندما يقوم المعلم بتدريس أي مفهوم لا يتضمن أرقامًا أو بيانات. يجب أن يكون معلمو الفيزياء مفكرين مبدعين. وعلى المعلم أن يتنبه لهذه المجموعة من الطلاب وأن يعرف كيف ينخرط في اهتماماتهم أثناء إعداده للدرس. وأن يوظف أفضل الاستراتيجيات لإشراك المتعلم الرياضي المنطقي لأن هذا هو الجانب الذي يعاني منه معظم طلاب الفيزياء من صعوبات.
يمكن لبعض الطلاب إجراء العمليات الرياضية بشكل صحيح في سياق مشكلة الرياضيات ولكنهم غير قادرين على أداء نفس العمليات في سياق مشكلة الفيزياء.
يجب أن يدرك المعلم أن فهم الصيغة والمعادلات والرموز لا يكفي فقط للطلاب ولكن معرفة كيفية تطبيقها.
هناك طلاب يتعلمون بشكل أفضل عندما يرون بأعينهم، يستطيع هؤلاء الطلاب استخدام الرسوم البيانية والملصقات والخرائط المفاهيمية للتعلم. لضمان الفهم الصحيح للمفاهيم قيد المناقشة أثناء الدرس. تعد استراتيجيات التدريس التي تستخدم أسلوب التعلم المرئي أكثر فائدة لفهم الطلاب للمفاهيم الفيزيائية مثل الكهرباء.
هناك أنواع مختلفة من الملصقات التي يمكن لمدرس الفيزياء استخدامها لتحسين تعلم الطلاب مثل المخططات والرسوم البيانية المعدة جيدًا، وهي ضرورية أيضًا لتعليم الطلاب في فصل الفيزياء. على سبيل المثال يتطلب تدريس الموضوعات المعقدة مثل كثافة التدفق والدينامو والمحرك الكهربائي مخططات وملصقات جيدة لشرح كيفية عملها. قد يكون التفسير التقليدي كافيًا لبعض الطلاب ولكن بالنسبة للمتعلمين المكانيين البصريين يكون غير كاف فهم يحتاجون إلى رؤية الرسوم البيانية للأجزاء المختلفة من الدينامو أو المحرك.
يجب أن يكون المعلم متوقعاً ومستعداً لهذا النوع من الطلاب أثناء تحضيره لدرس الفيزياء.
بعض الطلاب لديهم ذكاء شخصي حيث يتعلم هؤلاء الطلاب من خلال التأمل الذاتي. حيث أن التفكير هو تلك الأنشطة الفكرية والعاطفية التي يشارك فيها الأفراد لاستكشاف تجاربهم للوصول إلى تقديرات جديدة حيث يحتوي التفكير على ثلاث ميزات ، وهي العودة إلى التجربة ، والاهتمام بالمشاعر وإعادة تقييم التجربة.
في كثير من الأحيان يطلب هؤلاء الطلاب من المعلم إعادة شرح المفهوم أو الموضوع أكثر من مرة قبل وصولهم لفهم واضح. والبعض منهم جيد جدًا في كتابة كل كلمة يتلفظ بها المعلم لتمكينهم من التفكير فيها بعد الحصة، يجب على المعلم تحمل هؤلاء الطلاب. كما عليه أن يكون واعيًا بعدم الإصرار على أن يستمع جميع الطلاب دون كتابة. حيث يعتمد المتعلمون ذوو الذكاء الشخصي بشكل كبير على ما يكتبونه أثناء الفصل.
يجب أن يفهم معلمو الفيزياء أيضًا أن هناك طلاباً يفضلون التعلم في صحبة طلاب آخرين من خلال التفاعل فهم بحاجة التفاعل الاجتماعي قبل أن يتمكنوا من الحصول على فهم مناسب لموضوع المناقشة. يجب على المعلم فقط الاستمرار في الشرح مع السماح لهؤلاء الطلاب بالحصول على لحظة من التعاون. هؤلاء هم الطلاب الذين لديهم ذكاء اجتماعي. حيث تؤمن البنائية بالتفاعل الاجتماعي للطلاب في الفصل الدراسي جنبًا إلى جنب مع عملية التفكير النقدي.
يسمح المنهج للمعلم بتلبية احتياجات جميع فئات المتعلمين في الفصل، ولكن مع قدرة المعلم على كيفية إدارة الحصة.
ومن المعتقد أنه يمكن تقليل مشكلة تعلم الطلاب في الفيزياء إذا كان المعلم على دراية بالذكاءات المتعددة.
يجب أن نفهم أن مسألة الذكاء تتعلق بالقدرة المعرفية للطلاب وبالتالي فهذا يعني ضمنيًا أن كل مدرس فيزياء يجب أن يكون لديه فهم صحيح للقدرات المعرفية عند طلابه، كما أن التدريس بالذكاءات المتعددة قد ينمي مهارات التفكير المختلفة كالتفكير الناقد والبصري والإبداعي.
Tag:الذكاءات المتعددة, تدريس
اترك تعليقك :-)
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
تعليق
رائع دكتورة فداء ما شاء الله