الأدوار في ظل التغيرات في المجتمع السعودي
الأدوار في ظل التغيرات في المجتمع السعودي
أن هناك أدوار لكل شخص في المجتمع كونه يتعرض للتغيرات والتفاعلات الاجتماعية، وهذه الأدوار الموكلة للفرد لها حقوق وواجبات حيث أنه لا يشغل دورا اجتماعياً واحدا بل عدة أدوار متنوعة في مجالات مختلفة.
ويعد الدور الوحدة البنائية للمؤسسة فهي تساعد في التركيب الاجتماعي فضلا على أن الدور هو حلقة الوصل بين الفرد والمجتمع وقد تحدث المشكلة عندما يفشل الفرد في أداء دور أو أكثر من أدواره الاجتماعية، أو عندما يحدث صراع بين الأدوار[1].
كما تشهد الحياة الاجتماعية صراع أدوار بين الافراد بصفة مستمرة، ذلك بأن كل فرد في الحياة اليومية له أدوار اجتماعية منوطة به، حيث أن منزلة ومكانة الفرد الاجتماعية تعتمد على الأدوار التي يؤديها.
ويمكن طرح هذا المثال الواقعي وربطه بصراع الأدوار الذي نعيشه، حينما نتحدث عن الوالدين في الأسرة فهم يملكون أدوار مختلفة، إذ أن لكل أب أو أم دور إذا نجح في إتمام دوره حقق المعنى الصحيح للتنشئة الاجتماعية السليمة مما يؤدي بهم إلى القيام بأفعال تحقق من أهداف وتوازن الأسرة وذلك ينتج لنا رقي ووعي في المجتمع، لكن إذا أخل أحد الوالدين بدور من أدواره يحدث خلل!! نعم إنه ذلك الخلل الذي يؤدي إلى وجود صراعات أدوار داخل الأسرة واضطرابات سلبية ناتجة على الأسرة والمجتمع نتيجة للفجوة التي أصابت البناء الاجتماعي.
وأرى بأن بعض التغيرات والتحولات التي طرأت على المجتمع السعودي لا بد أن تُغير بعض الأدوار الاجتماعية ولكي نقلل من الصراع وخصوصاً الأدوار التي كان المجتمع متشبث بها وهرم عليها، نحاول أن نسعى للتوافق بين الأدوار ونستسقي الأفكار العقلانية بحيث يتم ذلك من خلال الترتيب والتنظيم ومن خلال خطط مدروسة وجهود مستمرة رغبة في تفادي الصراعات التي تخل بالبناء الاجتماعي، وشهدنا مؤخراً قرار يقضي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة؛ مما نتج عنه تغير جذري في المجتمع وانعكس على دورها، ولكي نتجنب الصراع يجب تحديد الأدوار بشكل واضح داخل الخلية الأسرية لتفسير الأدوار وما يجب أن تكون عليه الحال داخل الأسرة، لأن الهدف من التحديد هو احترام كل طرف مسؤوليات الآخر، والتأكيد على الثقة المتبادلة وتحمل المسؤولية المطلوبة من الطرفين، وقدرتهم على مواجهة وتعديل أخطائهم في حال حصولها.
فالصراعات المختلفة تحصل بشكل دائم ومستمر داخل المجتمعات، فالمجتمع الإنساني متغير فهو لا يعرف السكون والركود التام فإن أي تغير يصيب جزء من أجزائه أو معيار من معاييره أو قيمه أو نمط من أنماطه أو نسق من أنساقه فإن ذلك التغير قد يخلق مشكلات اجتماعية لبعض الناس الذين يتمسكون بما تم إلغاؤه أو تبديله بسبب تعلقهم به أو خدمته لمصالحهم الذاتية، أو أنه يمثل جزءاً من وجودهم الاجتماعي، لذا نجدهم يتدثرون ويتمسكون به[2].
من هنا فإن تحديد الأدوار تعتبر آلية وجودية في جميع المجتمعات، فهو لا يلغي المشاركة والحوار بل يمنع حدوث الصراع وينبغي عدم تجاوز الدور المتعارف عليه لكل طرف، والتفاهم على تحديد المهام اليومية فالحياة قائمة على المشاركة والتعاون المتبادل، وللتكيف داخل الأسرة وتخفيف الحدة من الصراع قد تكون الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج وحديثي الزواج تقلل من احتمالات الصراع بين الزوجين إلى جانب نشر الوعي الاجتماعي وتوعية أفراد المجتمع بأفضل السبل لمواجهة المشكلات الاجتماعية، كإجراء ودعم وتشجيع الدراسات والبحوث التي تتناول الظواهر والمشكلات، وإعداد البرامج الوقائية للحد من المشكلات الاجتماعية.
امل الزامل
[1] الحسن، احسان.(2005).النظريات الاجتماعية المتقدمة.عمان:دار وائل
[2] العمر، معن (2005). علم المشكلات الاجتماعية. عمان: دار الشروق.
Tag:المجتمع السعودي